تقوم المؤسسة العربية للدراسات والنشر اللبنانية حاليًّا بوضع اللمسات الأخيرة لباكورة الأعمال الروائية الأولى للباحث عبدالله المدني الذي يبدو أنه ملّ من إعداد المؤلفات العلمية الداخلة في نطاق تخصصه الأكاديمي “العلاقات الدولية والدراسات الآسيوية” التي اشتكى لنا سابقًا من أنها لا تحظى بالاهتمام الكافي من قبل المسؤولين ولا تحظى بدعمهم على نحو ما حصل تحديدًا مع كتابه الأخير الموسوم بـ “دول الخليج العربية في علاقاتها مع الأمم الآسيوية”، فقرر التوجه نحو الأعمال الروائية.
والرواية الأولى للباحث المدني تحمل عنوان “في شقتنا خادمة حامل”، وهي مكونة من سبعة فصول تحمل العناوين الآتية: “في شقتنا خادمة حامل”، “غولنار”، “هيا نذهب الى المأذون”، “يوم الخروج الكبير”، “في مدينة الأطباء والصيادلة”، “مسز مارغريت” و “أبو قصاعة”.
وفي تصريح خاص لـ“البلاد”، قال الباحث المدني عن روايته: “إنها تتحدث عن سالم، الشاب البحريني الذي قادته طموحاته العلمية إلى السفر إلى لبنان في أوائل السبعينات ليلتحق بواحدة من أفضل الجامعات في الشرق الأوسط، في مدينة كانت وقتها من أجمل مدن الكون وأغلاها وأكثرها تحررًا وانفتاحًا وتعددية”.
وأضاف: “هناك يحاول سالم ذو الإمكانيات المالية المحدودة والتجارب القليلة مسايرة الأوضاع المحيطة به، فيصطدم بعقبات ومشكلات كثيرة، لكنه أيضًا يخوض مغامرات غرامية ومعارك فكرية، مستفيدًا إلى أقصى حد مما كانت توفره بيروت آنذاك من متع ومباهج وثقافات. وبقيام الحرب اللبنانية الأهلية يضطر سالم اضطرارًا لترك المدينة التي أحبها ليلجأ إلى القاهرة التي كانت في منتصف السبعينات لا تزال تشهد تحولات سياسية واقتصادية عسيرة للتخلص من الإرث الناصري والنفوذ السوفييتي. غير أن المقام لا يطيب له في القاهرة، فيغادرها بعد وقت قصير عائدًا إلى وطنه البحرين، فيصطدم بالتحولات الاجتماعية والفكرية التي طرأت على الأخيرة نتيجة لاتساع المد الديني (بشقيه السني والشيعي) في مقابل انحسار المد العلماني، بشقيه الليبرالي واليساري”.
ونفى المؤلف نفيا قاطعا أن تكون أحداث الرواية تتقاطع مع سيرته الذاتية، بقوله: “إنه على الرغم من أني كنت موجودًا كطالب في بيروت، بالفترة التي تجري فيها أحداث الرواية، إلا أن جميع أسماء وشخوص وأحداث ومواقع الرواية من صنع الخيال، ولا تمت إلى الواقع بصلة، وبالتالي وضعت تنويهًا في مقدمة الرواية بهذا الخصوص كيلا يبني القارئ خيالا فوق خيال، مضيفًا أن “الذين يعرفونني حق المعرفة سوف يكتشفون بأنفسهم حينما يقرأون الرواية أنها مختلفة عن سيرتي الذاتية”.
أما عن مدى تشابه روايته مع رواية “شقة الحرية” لغازي القصيبي، كان رده أنه لا يستطيع وضع نفسه في درجة واحدة مع قامة علمية وأدبية كبيرة كغازي القصيبي متعدد المواهب، لكنه استدرك قائلا: “إن الرواية ربما تتقاطع مع رواية شقة الحرية في بعض خيوطها، “علمًا بأننا نتحدث هنا عن زمنين ومكانين مختلفين اختلافًا جذريًّا”!
“البلاد”