في الوقت الذي ينشغل فيه العالم أجمع تقريبا، إلا سقط المتاع منه، من أمثال دولنا، في تطوير وتحسين مختلف المنتجات والمخترعات واستنباط الحلول للكثير من العقد والمشاكل وإيجاد الأمصال والأدوية للعديد من الأوبئة والأمراض واختراع كل ما يدخل الراحة على معيشتنا والبهجة على نفوسنا وتطوير التعليم وشحذ الهمم لاكتشاف الفضاء الخارجي والمجهول من الأرض وتأليف الكتب وتطوير المختبرات والتوسع في عدد الجامعات العلمية ودراسة كيفية زيادة إنتاج الأرض من الطعام وتوفير الغذاء لمئات ملايين الجياع والأدوية لما يماثلهم من المرضى….. في هذا الوقت بالذات والعالم يقف على قمة ثورة علمية واقتصادية لم يشهد التاريخ لها نظيرا، أعلنت وزارة الأوقاف في الكويت على لسان عدد من كبار مسئوليها، الذين تصدرت صورهم وتصريحاتهم صفحات صحف الكويت قبل ايام، عن إطلاق إشارة بدء التسجيل في برنامج علماء المستقبل!
فوكيل وزارة الأوقاف الكويتية، السيد عادل الفلاح، ورئيس المكتب التنفيذي ل”المركز العالمي لنشر الوسطية” صرح لجريدة “الوطن” الكويتية عن بدء التسجيل في برنامج “علماء المستقبل” والذي يهدف لرعاية “نخبة من العلماء الفائقين” في علوم الشريعة!!..هكذا حسب قول الوكيل!!
أما الوكيل المساعد في الوزارة نفسها، السيد مطلق القراوي، مشرف عام البرامج العلمية بالمركز العالمي للوسطية، فقد صرح لـ”القبس” الكويتية، في نفس الحملة الصحفية التعريفية، بأن البرنامج “علمي وعالمي رائد” (هكذا)، وسيتخصص في تخريج علماء الشريعة الذين يتصفون بالوسطية في الفكر والسلوك والذين تتراوح أعمارهم بين 13 و16 عاما(لا تعليق!!!!) وأضاف السيد القراوي بأن البرنامج يهدف للإسهام في سد حاجات البشرية (!!) وليس الكويت والعرب والمسلمين فقط بل البشرية جمعاء، من العلماء الربانيين المتميزين بقوة العلم واعتدال الفكر وتهذيب السلوك وإبداع المهارات (هكذا)!! وقال بأن نتائج البرنامج سوف لن تظهر قبل عشر سنوات، أي عندما يبلغ هؤلاء “العلماء الثالثة والعشرين والسادسة والعشرين من العمر(!!!).
وأكد السيد القراوي بأن مدة البرنامج 3 سنوات (!!) وسيتضمن حلقات دراسية ومكافآت مالية وسيقام للطلاب، أثناء فترة الدراسة، برنامج رحلات “علمية” داخل وخارج البلاد!!
سوف لن نعترض على كل هذا الكم من الهذر والتناقض البين الذي تضمنته تصريحات هاذين المسئولين، ولا ما أثارته من تساؤلات على الساحة المحلية ولا لحقيقة أن ما سيدرس لهؤلاء الطلبة من “وسطية” سيكون سطحيا ومكررا كالعادة، وفوق ذلك تابعا لفكر سياسي خاص بالتنظيم العالمي للإخوان المسلمين الذي ينتمي له هذان المسئولين الحكوميين. ولكن ما نود الاعتراض عليه هنا هو شعار البرنامج الذي ركز على مقولة أن “العلماء ورثة الأنبياء”!! و المقصود بالعلماء هنا “رجال الدين” بطبيعة الحال، والذين كان لـ”جدول الضرب” فضل على البشرية يزيد عن فضل غالبيتهم، إن لم يكن جميعهم!!
فكيف يمكن لأمة أن تتقدم وتباري الأمم الأخرى في كل مجال إذا كان صاحب الذاكرة القوية فيها عالما ووريثا للأنبياء!! وكان فيها ابن الهيثم والفارابي وأبو علي سينا وعشرات الأفذاذ المسلمين الآخرين، دع عنك آلاف غيرهم من غير المسلمين، لا بالعلماء ولا بورثة أنبياء؟؟
إن تصوير الأمر وكأن ليس للأنبياء من همّ غير أن يرثهم مجموعة من رجال الدين والفقهاء في الشريعة، وتصوير العلم بأنه لا يعني غير الفقه والحديث والشريعة والكلام، جريمة في حقنا جميعا ويجب أن يتصدى للأمر العقلاء منا!! ولكن هل بقي بيننا من لديه بقية من عقل في جو الإرهاب والقهر الذي نعيش فيه؟
tasamou7@yahoo.com
* كاتب كويتي
شعار “العلماء ورثة الأنبياء”
الم يكتفوا بعلماء الازهر وما فعلوه فى العالم من زرع الكراهية والاحقاد ضد الآخر لتعود عليهم تلك الكراهية اضعافاً مضاعفة لتصل الى حد الرفض للاسلام فى الغرب و تضييق سبل العيش له .
فيجب أن يعرف هؤلاء العلماء أن زرع الضمير و مكارم الأخلاق و المحبة هى السبيل لمعرفة الله الحقيقة و لكن بغر ذلك فهو لضلال مبين .غيورة القبطية
شعار “العلماء ورثة الأنبياء”مقال رائع .قال رسول الله(ص) من سلك طريقا يلتمس به علما سهل الله له طريقا الى الجنة وهنا علما نكره اي العلوم كلها التشريعية وغيرها ولكن جهل المسلمين والوراثة الثقافية المدمرة عاقت فهم النصوص ومنه غير نفسك تغير التاريخ مثلا المفتي لا يميز بين قتل فرد وقتل مجتمع مع العلم كله قتل محرم عند كل الاديان فالمفتي يعيش في نظام يقتل شعبه ولا يرى ذلك وهذه هي مشكلة ثقاغية علمية؟فنقول وماذا يقال ايضا ياشيخ أحمد بدر الدين حسون مفتي سوريا(“لعن الله كل من يقتل طفلاً أو شخصاً، فلسطينياً أو إسرائيلياً أو عراقياً، لأنه يقتل الإنسان الذي كرمه… قراءة المزيد ..
شعار “العلماء ورثة الأنبياء”
حاجة الروح أقوى من حاجة الجسد
والسعادة في الحياة الدائمة أولى من الزائلة
وهذا لا يعني إهمالا للجسد وللدنيا