إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
مقابلة “خطيرة” لسفير إسرائيل في أميركا ابرز ما فيها جانبان: الأول، الإيجابي، أن إسرائيل ما زالت تسعى لـ”السلام” وليس لبناء “إمبراطوية مهيمنة” على جيرانها. وهذا، على نقيض ما زَعَمَ مثقفون عرب مؤخراً! والثاني، السلبي والمخيف، هو أن النزع الكامل لسلاح حزب الله شرط “لا بدّ منه” للتوصّل إلى السلام. وبكلام آخر، إذا لم تقم الدولة اللبنانية بتنفيذه فقد تكون حرب جديدة كبيرة، أي أكبر بكثير من عمليات القنص اليومي لعناصر حزب الله وكوادره، هي الحلّ في نظر الإسرائيليين (وبموافقة أميركية على الأرجح). ومعلوم أن الحزب الإيراني يرفض تسليم سلاحه للدولة اللبنانية حتى الآن. وفي هذه الأثناء، سيظل إعادة إعمار الجنوب مؤجلاً، ومثله الخروج من الأزمة المالية والمصرفية والإقتصادية (واستعادة الودائع)! لا إصلاح، ولا إعمار، بدون نزع كل السلاح غير الشرعي من لبنان. المهمة قد تكون فوق طاقة حكومة نواف سلام.
وبالنسبة لسوريا، فالوضع يبدو أكثر خطورة: إما نوع من تطبيع العلاقات مع إسرائيل، أو تفكّك الدولة السورية، وربما سقوط نظام أحمد الشرع، مع احتمال الدخول في حروب أهلية كما حذّر وزير خارجية أميركا قبل أيام! وكل المعلومات تشير إلى مفاوضات جارية بين نظام الشرع وإسرائيل بمشاركة تركية,.
هل تنضم سوريا ولبنان إلى الإتفاقات الإبراهيمية؟ أم هل، سيتوصل البلدان إلى تفاهم مع إسرائيل يكون أبعد من اتفاقات الهدنة الموقّعة في 1949 (التي ما يزال لبنان متمسكاً بها بصورة خاصة)، وأقلّ من الإتفاقات الإبراهيمية؟ في أي حال، الأزمة “الوجودية” التي يعيشها لبنان وسوريا ما تزال مستمرة، ولن تخرج من طابعها الحربي قريباً! ولا يغيّر في الأمر نجاح المفاوضات الإيرانية مع أميركا أو فشلها! !
في ما يلي موجز مقابلة السفير الإسرائيلي في واشنطن التي تستحق المشاهدة على الفيديو أدناه:
قال السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، يحيئيل لايتر، إنه يعتقد أن سوريا ولبنان قد تنضمان إلى اتفاقيات أبراهام وتطبعان العلاقات مع إسرائيل قبل المملكة العربية السعودية، وذلك في مقابلة نُشرت على منصة “برايغر يو” المحافظة يوم الخميس.
وقال لايتر: “لا يوجد الآن سبب يمنعنا من المضي نحو التفاهم مع سوريا ولبنان. لقد غيرنا النموذج القائم (والأفكار السائدة) هناك بشكل جذري. أنا متفائل جدًا بإمكانية التوصل إلى اتفاق أبراهام مع سوريا ولبنان، وقد يسبق ذلك السعودية بالفعل”.
وفي حديثه مع الرئيسة التنفيذية للمنصة، ماريسا شترايت، أضاف لايتر أن السعودية كانت تفكر في الانضمام إلى الاتفاقيات منذ عام 2019، قائلاً: “لو بقي الرئيس ترامب في السلطة عام 2020، ربما كنا قد وصلنا إلى ذلك – تطبيع كامل مع المملكة العربية السعودية”.
وأشار لايتر إلى أن إسرائيل والسعودية ما زالتا على طريق التطبيع، رغم التعقيدات الناتجة عن حرب إسرائيل مع حماس.
وبخصوص إمكانية تطبيع العلاقات مع لبنان، قال السفير: “لبنان لديه الفرصة للخروج من حالة الدولة الفاشلة وإعادة تأكيد نفسه كمجتمع مدني”. أما فيما يتعلق بسوريا، فأشار لايتر إلى أنه كان ينبغي على الولايات المتحدة أن تكون أكثر حذرًا في رفع العقوبات عن البلاد، موضحًا أن على الولايات المتحدة أن تنتظر وترى ما الذي ستفعله سوريا، ومؤكدًا على أهمية حماية الأقليات مثل الدروز والعلويين في البلاد.
وأضاف لايتر: “ليس سوابق عديدة لتحول الجهاديين إلى ديمقراطيين على النمط الجيفرسوني. ومن جهتنا، لا يمكننا أيضًا السماح بوجود جهاديين على حدودنا؛ لقد تعلمنا ذلك من أحداث السابع من أكتوبر. نود أن نرى [الزعيم السوري الجديد أحمد] الشراع يتجه نحو حل الجماعات الجهادية، وتجريم التنظيمات الإرهابية مثل حماس وحزب الله، وحماية الأقليات”، مشددًا على أن رفع العقوبات يجب أن يكون “قائمًا على الأداء”.
كما وصف لايتر اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان بأنه “قائم على الأداء”.
وقال: “بقدر ما يقوم لبنان بنزع سلاح حزب الله، بقدر ما نتقدم نحو التفاهم والسلام. لقد سحبنا قواتنا. لدينا خمس منشآت على الحدود؛ وسنقوم بإزالتها أيضًا”.
وتحدث لايتر لاحقًا عن قطر، قائلاً إنه “أكثر توجسًا منها من أي جهة أخرى”.
وأضاف: “من المؤسف أن نرى صحفيين في بعض المجالات العامة هنا يدعمون قطر ويقولون إنها حليفة للغرب، لكنها ليست كذلك. لديهم أجندة، وهي ليست أجندة مؤيدة للغرب”.