رسالة 14
عدد – 18 –
23 نيسان 2010
إبتداءً من التطورات الإقليميّة حول لبنان من منطلق أولويّة هذه التطورات
1. بالنسبة إلى معطيات الأزمة الدولية – الإيرانية والتعاطي الأميركي معها:
• حثيثاً يقترب موعد إقرار العقوبات ضدّ إيران في مجلس الأمن بحلول حزبران المقبل.
• وهذا ما أكّده نائب الرئيس الأميركي جو بايدن أمس (راجع صحف اليوم) مضيفاً أن هناك إجماعاً دولياً بل “توحّداً” دولياً في هذا المجال، مشدّداً على أن الصين جزء من هذا الإجماع.
• وبالتوازي، كانت اللهجة التحذيرية الروسيّة تعلو. فقد أعلن وزير الخارجية الروسيّ سيرغي لافروف أن الإجراءات ضدّ إيران قريبة إذا بقي الطريق مع طهران مسدوداً، مشدّداً على أن “مجلس الأمن لن يبقى في موقف المراقب اللامبالي”.
• وعندما يقول بايدن إن إسرائيل لن تهاجم إيران الآن، فلذلك معان عدّة. الأول هو أن واشنطن تحرص على مواجهة دولية مشتركة للمسألة النوويّة الإيرانية. والثاني حرصها على أن تكون المواجهة – العقوبات – مغطاة في مجلس الأمن.
والثالث أن الأولويّة للعقوبات على العمل العسكري. والرابع هو نوعٌ من تحديد لموعد زمني علّه يدفع إيران إلى مراجعة حساباتها. والخامس أن المنطقة في ربع الساعة الأخير.
• وفي هذا السياق، وإذ يبدو أن المجتمع الدولي متّجه نحو العقوبات من غير إستبعاد “فرصة” في اللحظة الأخيرة، كانت لافتة في الأيام الماضية، حركة وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو التي بدت بمثابة “وساطة”.
• ومن هنا ما جاء في جريدة “الحياة” الصادرة اليوم لجهة أن أوغلو الذي زار طهران مطلع الأسبوع الجاري، زار بروكسيل أمس حاملاً ما سمّي “إقتراحاً بتسوية سلمية”، وهو كان وصف الرد الإيراني على “التسوية” بأنه “جيد جداً”.
• بناءً عليه، لا نستطيع القول إنّ ثمة سباقاً بين المواجهة والتسوية، بل الحقيقة هي أن التسريع الدوليّ في خطى المواجهة – بالعقوبات – “قد” يفتح نافذة.
• علماً أنه بإستثناء المُعلن تركيّاً، فإن المعطيات ترجّح المواجهة.
2. في غضون ذلك، فإن اللافت كان ما ورد في صحيفة “الدار” الكويتية اليوم:
• تنقل الصحيفة عن مصادر دبلوماسية رفيعة في القاهرة أن الولايات المتّحدة أبلغت إلى مصر والمملكة العربية السعودية “تقارير مخابراتية” عن “سباق إسرائيلي إيراني نحو حرب إقليمية خلال العام الجاري”.
• ونقلت أن هذه التقارير أُبلغت من جانب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الوزير المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الإستخبارات السعودية مقرن بن عبد العزيز .. وذلك لإتاحة المجال أمامهما لتحديد إستراتيجيّتهما وكيفية التعاطي.
• أي أن ما أعلنه بايدن ممّا أوردناه في فقرة سابقة، لا يعني أن الحرب الإقليمية باتت إحتمالاً مستبعداً بالكامل.
ونلفُت في هذا المجال إلى تقدير – تعتبره “رسالة 14″ منطقياً – يفيد أن الولايات المتحدة ترجّح خيار السير في مسارين متلازمين من ناحيتها: العقوبات على إيران من جهة وتجديد العملية السلمية الإقليمية بالتوازي من جهة ثانية. لكن طبعاً، لا يمكن الإعتقاد أنّ واشنطن ممسكة بـ”ضفّتي” الحرب: إسرائيل وإيران.
3. في سياق غير بعيد، وفي إطار تقديري – تحليلي، يمكن ملاحظة عدم إنعقاد القمّة الثلاثية المصريّة – السعودية – السوريّة حتى الآن بالرغم من الكلام الإعلامي في الأيام الماضية عن انعقادها:
• صحيحٌ أنّ القمّة الثلاثية تدخل – لو عُقِدَت – في إطار تأمين مصالحة مصريّة – سوريّة بـ “رعاية” سعوديّة.
• وصحيحٌ أنّها إذا عٌقِدَت يفترض أن يسبقها أو أن يتخلّلها تحلحل في جوانب الخلاف المصريّ – السوريّ.
• غير أن الصحيح أيضاً – بل الأصحّ ربّما – هو أن تلك القمّة لو عُقدَت في هذا التوقيت الإقليمي لكانت قمّة “طارئة” أو “قمّة طوارئ” بكل معنى الكلمة.
• بمعنى أنها قمّة عرض التطورات والاحتمالات … وقمّة فحص الموقف السوري الذي تعرّض لضغوط أميركية قصوى في الأيام الماضية. أي قمّة إمتحان سوريّا بازاء الإحتمالات… وقمّة رسم “المشهد العربي” وسقفه للمرحلة المقبلة.
• وإذا صحّ أنها تأخرت أو تأجلت، فلعلّ السبب في ذلك سوري: إرتباك أو تحرّج أو إستئخار لحسم الموقف.. ألخ.
4. في هذا الوقت، لفتت زيارة وفد نيابي من “حزب الله” في الساعات الماضية إلى قطر، توازياً مع الاعلان عن أن رئيس الحكومة وزير الخارجية القطري حمد بن جاسم سيزور بيروت مطلع الأسبوع المقبل:
• زيارة وفد “حزب الله” لافتة – أو مفاجئة – في هذا التوقيت.
• وفي “العادة”، تقوم قطر بـ”تبليغ” معطيات معيّنة كي لا نقول “رسائل” معيّنة، على تقاطع العلاقات الإقليمية لقطر.
• وهذا موضوع لـ”المتابعة”.
5. ونلفت إلى التطورات على صعيد المحكمة الدوليّة:
• إبلاغ الأمين العام للأمم المتحدّة بان كي مون مجلس الأمن الدولي قراره تعيين فريقه لإختيار قضاة المحكمة.
• وهذه خطوة إجرائية متقدّمة تدلّ على إيقاع متسارع.
• زيارة وزيرة العدل الفرنسية ميشيل أليو- ماري إلى بيروت، مع تصريحات تسبقها عن أهمية المحكمة وإستمرارها وضرورة توصّلها إلى نتائج.
• وزيارة الوزيرة الفرنسية مهمّة، خصوصاً بعد ما نشر عن أن فرنسا تبلّغت موقفاً لبنانياَ رسمياً لرئيس الجمهورية بعدم تمويل المحكمة (وهذا ما عاد ونفاه المكتب الإعلامي للرئيس)، وعن أن فرنسا تجمّعت لديها مواقف عربية ودولية بشأن المضيّ قدماً في المحكمة في المقابل، ما يجعل الزيارة مفيدة لمن سيلتقيها من المسؤولين.
6. وأخيراً، وبالنسبة إلى مواقف رئيس “الحزب التقدمي الإشتراكي” وليد جنبلاط، نشير إلى ما يأتي:
• في حديث الى “الأخبار” الصادرة اليوم يصعّد جنبلاط ضدّ رئيس الهيئة التنفيذية في “القوات اللبنانية” سمير جعجع ومواقفه بشكل خاص.
• ويهاجم “مسلمي الأمانة العامة لـ 14 آذار” (!) المتقاطعين مع جعجع.
• ويستعيد خطاب مرحلة غابرة.
• وثمّة مؤشّر إلى أن جنبلاط ينتدب نفسه لتوزيع مواقفه “شقفة شقفة” على الصحف وتباعاً.
• ومؤشر إلى أنّه في مجال تصعيد الخصومة مع 14 آذار بمن في ذلك الرئيس سعد الحريري (بشكل غير مباشر) إستجابةً لدفتر شروط سوري – حزب أللهي في هذه المرحلة اللبنانية – الإقليمية الخطرة.
• قد لا يكون مفيداً الدخول مع جنبلاط في سجال مباشر، خاصةً إذا كان السجال قوّاتياً – جنبلاطياً.
• والردّ غير المباشر أفضل بكثير.
• وعلى أي حال فإنّ مواقف “القوات” وجعجع مزعجة لجنبلاط لأنها “صحّ” وتحرجُه في البيئة الدرزية أيضاً التي تتعاطف مع 14 آذار وجعجع.
• وهو يحاول إفتعال مشكلة لـ”رصّ الصفوف” عنده!