يحاصر الموت السوريين من كل جهة، وها هو ابن عمتي ينضم الى قافلة الشهداء… فاسمحوا لي ان اتباهى به.
***
«الشهداء يتساقطون على جانبي الطريق.. لأن الطغاة يسيرون وسطها»!
(محمد الماغوط)
***
ابنتي الحبيبة كفكفي دمعك. انا بخير. انا في مكان أفضل وحضن أرحب. لا تظني أني بعيد، فما زلت حولك أمشط شعرك وأقص لك الحكايا، ألاعب أولادك وأناغيهم وأناغيك. ستحكين لأولادك عني وستقولين لهم ان جدهم أبى الذل واختار أن تكون حياتكم أبهى من حياته. أعرف أنك تشتاقيني وأنا أشتاقك جدا. كم أتمنى لو عدت لأضمك إلى قلبي مرة واحدة وأخيرة.
ابني.. نم هانئا يا حبيبي فأنت رفيقي وبيت اسراري، وحدك من كان يدرك الهدف. ها قد أصبحتَ ابن الشهيد.. فارفع رأسك عاليا، وكن قويا فانت مني وأنا منك، وكلنا من جدك البطل. إكليل الغار سيزين رأسك وسيراه الجميع، لا تخنع، لا تضعف، ولا تحزن، وكما قلت لك في آخر لقاء.. ضع الله بين عينيك ولن يخيفك بشر.
وانت يا حبيبتي.. يا شريكتي ورفيقة دربي، تركتك وحيدة، لكني معك في ذكرياتك، في أنفاسك، في همساتك في ضحكاتك، في رائحتي التي تركتها على مخدتك. هادئ أنا ومطمئن لأنك ستقودين الأمانة إلى حيث شئنا سوية، إلى مقر أحلامنا البسيطة المكسوة بدعواتك.
أماه.. يا أماه.. أنت الوحيدة التي اعتذر منها.. أتقبريني يا أماه؟ دوما تقولين لي: لا تفعلها.. فمن سينزلني إلى القبر. حزنك يلسعني يا أمي ودموعك تسقط على عيني وأهاتك مشرّعة على ندوبي. لم تفقديني يا أمي.. السحب ستحملك وستدلك على مكاني.. هناك حيث الأحباب الأكثر رقة.
يا أماه أنت الوحيدة في دنيا البشر من يستحق اعتذاري على وجعك.. فاعذريني.
وطني.. آه يا وطني. يكفيني فخرا أني سقيت ترابك بدمي. لست أول شهيد ولن أكون آخرهم، قافلة طويلة من أبنائك وبناتك ينتظرون ان يقدموا أرواحهم قربانا لك، فمسيرة الحرية والكرامة طويلة وثمنها غال، فلا تضعف ولا تستكن. أما الطغاة الذي لوثوا جبينك، فنهايتهم قريبة بإذن واحد أحد.
وطني.. لن ينتصر السيف على الدم البريء مهما طال الظلم، فكل قطرة دم سقت ترابك ستنبت مكانها ياسمينة تزين وجه الحرية.
dalaa@fasttelco.com
كاتبة كويتية
القبس
رسالة من شهيد
……..فاسمحوا لي ان اتباهى به.. ياعزيزتي هل يجوز للقرعة ان تتباهى بشعر بنت عمتها ؟!
رسالة من شهيد
يجب ان تحددي من منحتيه الشهاده هل هو من جنود النظام المجرم ام من منتسبي العصابات المسلحه المدعومه من سلفيي الكويت ؟؟؟؟