إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يعتقد الرئيس الفرنسي السابق، فرنسوا أولاند، وفقاً لمقابلة مع صحيفة «لوموند»، أن ولاية الرئيس الأمريكي تمثل «قطيعة عميقة» في العلاقات الدولية، خاصة مع الاتحاد الأوروبي، وهو ما يتجسد في التخلي عن أوكرانيا وفي هجوم ترامب على القارة الأوروبية، سواء اقتصاديًا أو أيديولوجيًا.
. ووفقًا للرئيس الفرنسي السابق، فإن طموح الرئيس الأمريكي هو فتح صفحة جديدة في الجغرافيا السياسية الحالية لا تُحتسب فيها سوى ثلاث قوى رئيسية: الولايات المتحدة وروسيا والصين، متجاهلًا أوروبا. وفي مواجهة الانسحاب الأمريكي المحتمل من الناتو والتهديد الروسي، يجب على فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا أن تكون في طليعة بناء «أمن أوروبي حقيقي».
ويضيف: « إذا كان الشعب الأمريكي لا يزال صديقنا، فإن إدارة ترامب لم تعد حليفتنا». ويشير إلى ثلاثة أحداث رئيسية وقعت خلال أسبوع واحد فقط تؤكد هذا الطلاق: التخلي عن أوكرانيا، البلد المعتدى عليه الذي ندعمه، لكن ترامب وصف زعيمه بأنه «ديكتاتور»؛ رغبته في إقامة حوار مباشر مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الذي نعتبره «تهديدًا وجوديًا»؛ وأخيرًا، انضمام الولايات المتحدة إلى روسيا وكوريا الشمالية في الأمم المتحدة للتصويت ضد قرار اقترحه الأوروبيون لدعم أوكرانيا.
ويدعو الرئيس السابق إلى دفاع أوروبي مشترك تكون نواته ثلاث دول: إلى جانب فرنسا « أفكر في بريطانيا، التي لم تعد عضوًا في الاتحاد الأوروبي، ولكن لدينا معها تقارب كبير في القضايا الاستراتيجية، وهي مثلنا، تمتلك السلاح النووي.
وكذلك ألمانيا، التي يُشكل انهيار التحالف عبر الأطلسي صدمة عميقة لها. عندما أسمع فريدريش ميرتس [المستشار المحتمل بعد أيام] يتحدث عن احتمال “الاستقلال” عن الولايات المتحدة، فإن ذلك تطور كبير يجب أن نستوعبه. ولكن لن يكون هنالك دفاع أوروبي طالما أن الدول المعنية تواصل شراء المعدات الأمريكية. »
أخيراُ، يقول فرنسوا أولاند: ” إذا كنا نريد أن نكون مستقلين وأن نستمر في العيش في ديمقراطية، فعلينا أن ندفع الثمن. إن هجوم ترامب ليس تجاريًا ومادياً فقط، بل هو أيضًا أيديولوجي وإمبريالي. ما هو على المحك، هو الحفاظ على قِِيَمنا، وسيادة القانون، والديمقراطية.