إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
يجب على سليمان فرنجية أن يقضي هذا الشتاء في الصيد في “التوندرا” الروسية فربما تكون “الزرافة” العلوية مناسبةً للتدرب على الرماية. وقد شوهد القليل منها في موسكو! سيكون ابنه بخير، فهو يبدو مهذباً ولطيفاً، وربما تحتفظ العائلة بمقعدٍ واحد في البرلمان لعام آخر. لقد أبلت العائلة بلاءً حسناً على الصعيدين المالي والسياسي. وقد نالت على مرّ السنين أكثر من حصتها في السياسة اللبنانية بفضل التحالف، الذي لم يعد قائماً، بين “بيت فرنجية” و”بيت آل أسد”. آل فرنجية استُخدموا من قبل سوريا وحلفائها، منذ عام 1978، كمعادِل مسيحي (“فزاعة”، أشبه ما تكون) للأحزاب المسيحية المتشددة التي كانت تعارضها. هذا الدور لم يعد متاحاً بعد رحيل المخرج وكاتب النص وصاحب المسرح! حان وقت مغادرة الخشبة …
على جبران باسيل أن يقلل من الكلام ويقلل من شأنه. إن لم يكن غير مرئي في المستقبل المنظور. فوجوده على الجانب الخطأ من التاريخ (اتخاذ نصر الله ناصحاً، وبشار حليفاً)، وكونه على لائحة العقوبات الأميركية، وارتباطه الوثيق بعون (سواء بالمصاهرة أو بالسياسة) ليس سوء تقدير فحسب، بل لعنة أيضاً! فآخر ظهور رسمي له سيكون في جنازة ميشال عون حيث قد يتكرم الناس بالاقتراب منه ومصافحته. لقد لعب ”سياسة السلطة“ لما يقرب من 15 عامًا، وراكمَ المال القذر والأصدقاء القذرين على حد سواء، ولم يحترم أي مكوِّن آخر في لبنان، وتحدى خصومه وكذلك المقربين الذين تحالفوا ضده وجعلوه أكثر عجزًا سياسيًا من ذي قبل. وفي لحظة عبقرية، ظنّ أنه قادر على التفوق على الإيرانيين والولايات المتحدة في الوقت نفسه. وكان ذلك خطأً فادحًا.
ومع ذلك، إذا اقتصر طموحه على أن يصبح منقذًا في أحد مسابح البترون، فإن تقاعده مضمون.
سمير جعجع هو الأسوأ حظاً بين الجميع رغم كل الإشارات التي تدل على عكس ذلك. فعلى الرغم من كل مزاياه، ومواقفه المحبوكة جيداً، والملايين التي أُنفقت على صورة ”المحارب الحكيم“، إلا أن شيئاً ما يجعله غير جذاب للمسيحيين الذين دعموا عون، وللمستقلين الذين لا يؤيدون أسلوب الديكتاتور، كما أنه يلقى نفس النفور من المسلمين والدروز.
ما الأمر؟ لقد لعب كل أوراقه بإتقان منذ خروجه من السجن حتى اللحظة التي استعاد فيها طموحه في أن يكون حاكماً وحيداً للقبيلة المسيحية. حاول ذلك من قبل مع بشير على نطاق أضيق (في الشمال اللبناني) وخسر، ثم مع الأمين (في بيروت الشرقية)، ومع عون (في المتن وكسروان وبيروت)، ومع حكومة ما بعد الطائف. آن الأوان لتقييم الوضع: ثروته الشخصية باهظة (قبل السجن وبعده)، ووراثته مضمونة (مع إيفيتا بيرون زوجته)، ودوره كآخر الموهيكيين في الحرب الأهلية في الجانب المسيحي مضمون في التاريخ. لقد حان الوقت ليعود إلى إلى غرفته بكل سعادة، ويحلم بمشروع فاشل آخر.
ال الجميل-بالجمع- صغار السن، ليسوا بنبهاء، ولكنهم لطفاء ومحترمون ومهذبون و محسنون السلوك، ومع ذلك فمنهم من العدد ما يكفي و يزيد! سيتعين على سامي أن يتعامل مع أمين الصغير الطامح أكثر من اللازم، ولكنه لا يزال شابًا، وسيتعين على نديم استرضاء شقيقته يمنى ذات العزيمة القوية، قبل أن يتاح لسامي ونديم الوقت للتناحر فيما بينهما. سيصغر حجم الكعكة السياسية بينهم، وسيقل المال فيما بينهم، وستتعب القاعدة التي تدعم هذا ضد ذاك في نهاية المطاف، وستنقسم أكثر فأكثر، ولن يكون لأي منهم تأثير يذكر ليصبح ذا شأن خارج حدود بكفيا أو خارج قاعة الاجتماعات في مقر الصيفي. إنهم يبدون ويتصرفون مثل عشرة عبيد زغار. ايبقى واحد في الساحة و ليختر الآخرون مهنة أخرى، أفضل لنا و لكم….
هكذا تنتهي نتائج تقويمنا لعام 2024، آملين أن يحمل لنا المستقبل بعض الناشطين والسياسيين الشباب أو غير الشباب ولكن ذوي خبرة وتعليم وثقافة ونزاهة وأخلاق ورؤية في الطائفة المارونية. ونحن نتوقع أن تلعب هذه الطائفة دوراً أكبر وأكثر بنّاءً مما استطاعت هذه العائلات، ضمن حدودها المحدودة، أن تقدمه، وأقل مما عانيناه، نحن، نحن أبناء هذه الطائفة، منهم.
عيد ميلاد مجيد للجميع!