إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ترجمة “شفاف”
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، “إننا في اللحظات الأخيرة مع إيران. سوف يحدث شيء ما قريبا. لقد وصلنا إلى لحظة الضربات النهائية مع إيران”. كلام ترامب ليس مجرد بيان سياسي، وإنما يجب فهمه في سياق مجموعة من المخاوف الحقيقية، المخاوف الناجمة عن تقييمات الاستخبارات، والتغيرات العميقة في العملية السياسية في الشرق الأوسط، وفي العالم. إن التذكير ببعض التطورات التي شهدتها الأشهر الأخيرة قد يساعدنا في فهم معنى وأهمية كلمات ترامب وعواقبها المحتملة.
فبراير/شباط 2025 – أكد تقرير للوكالة للطاقة الذرية بشأن التطورات النووية للجمهورية الإسلامية، والذي أعده رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، أن الجمهورية الإسلامية تمتلك مخزوناً يبلغ 275 كيلوغراماً من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المائة. هذه الكمية من شأنها أن تضع الجمهورية الإسلامية على حافة إنتاج الأسلحة النووية. وحذر غروسي من أن الجمهورية الإسلامية هي الدولة الوحيدة التي لا تمتلك أسلحة نووية وتقوم بمثل هذا المستوى العالي من التخصيب، وهو ما يزيد من المخاوف الدولية بشكل كبير.
فبراير/شباط 2025 – إسرائيل تؤكد على خطوطها الحمراء تجاه الجمهورية الإسلامية. فقد أكد المسؤولون الإسرائيليون، ومنهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، التزامهم بمنع الجمهورية الإسلامية من الحصول على الأسلحة النووية. وتشير التقارير إلى أن إسرائيل تدرس جديا خيار توجيه ضربات استباقية ضد المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية إذا فشلت الحلول الدبلوماسية.
فبراير/شباط 2025 – ضوء أخضر من ترامب لإسرائيل. حيث يُسمع في الأوساط الدبلوماسية أن ترامب أعطى إسرائيل الضوء الأخضر لمهاجمة المنشآت النووية للجمهورية الإسلامية. ويقال إن ترامب يعتزم إعطاء الدبلوماسية بضعة أشهر حتى يمكن إقناع إيران، من خلال المحادثات مع مسؤولي الجمهورية الإسلامية، بالتخلي عن برنامجها النووي. وفي غضون الأشهر القليلة المقبلة، سيتم تجهيز إسرائيل بقنابل خارقة للتحصينات وأسلحة متطورة، وسيتم إجراء مناورات عسكرية مشتركة لضمان الجاهزية اللازمة للجيش الإسرائيلي والقوات الأميركية في المنطقة.
2024 – أكد مسؤولو الجمهورية الإسلامية قدرتهم على إنتاج الأسلحة النووية. فعلى مدار العام الماضي، أشار هؤلاء المسؤولون مرارًا وتكرارًا إلى قدرتهم على إنتاج الأسلحة النووية. فقد أكد وزير الخارجية عباس عراقجي، ورئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، والرئيسان السابقان لمنظمة الطاقة الذرية الإيرانية فريدون عباسي وعلي أكبر صالحي، ومستشارو خامنئي كمال خرازي وعلي شمخاني وعلي أكبر ولايتي، كل منهم بطرق مختلفة على مدى العام الماضي أن الجمهورية الإسلامية تمتلك المعرفة والمواد اللازمة لبناء قنبلة نووية.
ديسمبر/كانون الأول 2024 – أثناء فترة انتقال الرئاسة في الولايات المتحدة، حذر مسؤولو إدارة بايدن إدارة ترامب من أن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية وصل إلى نقطة حرجة وطلبوا من فريق ترامب مراقبة القضية عن كثب. وأكدت تقارير استخباراتية أن الجمهورية الإسلامية أصبحت أقرب من أي وقت مضى إلى إنتاج الأسلحة النووية.
ديسمبر/كانون الأول 2024 – التحذير الأخير جاء من جاك سوليفان. فقد حذر سوليفان، مستشار الأمن القومي لإدارة بايدن، قبل مغادرته منصبه من أن الموقف الإقليمي الضعيف للجمهورية الإسلامية قد يقودها إلى امتلاك أسلحة نووية. وأكد أن الوضع وصل إلى مرحلة تتطلب تحركا عاجلا، داعيا إدارة ترامب إلى جعل هذه القضية على رأس أولوياتها.
مارس/آذار 2024 – تغيير في تقييم الاستخبارات الأميركية. ففي التقرير السنوي لعام 2024 الذي أصدرته أجهزة الاستخبارات الأميركية، ورد لأول مرة أن الجمهورية الإسلامية أصبحت الآن في وضع يسمح لها بإنتاج الأسلحة النووية إذا أرادت ذلك. وكان هذا بمثابة تغيير كبير عن التقييمات السابقة التي أكدت أن الجمهورية الإسلامية لم تتخذ بعد قرارا بإنتاج الأسلحة النووية.
مهدي بربنجي (كاتب وصحفي إيراني)
لقراءة المقال بالفارسية:
نص رسالة ترامب لخامنئي، وردّ خامنئي على ترامب:
سماحة آية الله خامنئي
إنني أكتب هذه الرسالة احتراماً لموقف قيادتكم والأمة الإيرانية، بهدف فتح نافذة جديدة على العلاقات التي غرقت في دوامة من سوء الفهم والمواجهات غير الضرورية لعقود من الزمن. لقد أثبت التاريخ أن القوى العظمى، في خضم العواصف السياسية أحياناً، قادرة بالحكمة والشجاعة على تحويل مسار الصراع إلى تعاون. واليوم لدينا مثل هذه الفرصة.
إن الولايات المتحدة الأمريكية، تحت قيادتي، مستعدة لاتخاذ خطوة عملاقة نحو المصالحة. وبإمكاننا تخفيف العقوبات المرهقة، واستئناف التعاون الاقتصادي، ولعب دور بناء في حل الأزمات الإقليمية من اليمن إلى سوريا. إن هذا الاقتراح لا يأتي من موقع ضعف، بل من قوتنا وتصميمنا على خلق الاستقرار في الشرق الأوسط والعالم.
ولكنني أحذركم من أنه إذا تم تجاهل هذا النوع من الصداقة واستمرت إيران في السير على طريق المواجهة ودعم الجماعات المسلحة أو محاولة الانتشار النووي، فإن الرد الأميركي لن يكون حاسما فحسب، بل ومدمرا أيضا. إننا قادرون على هدم كل البنى الاقتصادية والسياسية والأمنية التي تعتمد عليها الجمهورية الإسلامية في خطوات قليلة. ونحن قادرون على تفكيك ما ترونه تحت أقدامكم بسرعة. والاختيار لكم.
السلام الذي يجلب الرخاء للشعب الإيراني أو المواجهة التي لن تجلب إلا الدمار.
أمريكا مستعدة دائمًا للتفاوض، ولكن إذا لم تقبل، فلن يغفر التاريخ أخطائك أبدًا.
مع الاحترام
دونالد ج. ترامب
القائد الأعلى الإيراني علي خامنئي:
بعص الدول المتسلطة تصر على المفاوضات من أجل الهيمنة وفرض إراداتها، وليس من أجل حل المشكلات
الجمهورية الإسلامية الإيرانية بكل تأكيد لن تقبل بمطالب تلك الدول
الأمر لن يقتصر على الملف النووي إنما سيطرحون ملفات ومطالب جديدة وسنرفضها
المطالب الأخرى التي سيطرحوها في المفاوضات مثل القدرات الدفاعية والإقليمية أمر مرفوض بالنسبة لنا
هم يكررون مصطلح التفاوض لتشويش الرأي العام والإيحاء بأنهم أهل تفاوض ونحن من نبتعد عن طاولة المفاوضات.
علينا أن نسأل الدول الأوروبية الثلاث التي تتهمنا بأننا لم نلتزم بالاتفاق النووي هل هي التزمت بتعهداتها؟
الترويكا الأوروبية تعهدت بالتعويض عن إنسحاب أميركا من الاتفاق النووي ولكنها نقضت العهد.