إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هل تبرأت طهران من دماء ابناء الجنوب ومن الدمار الذي لحق بممتلكاتهم! وهل كان الحديث الذي تم تسريبه من طهران (وليس من بيروت) لوكالة “رويترز” عن اجتماع قائد فيلق القدس “قآني” بحسن نصرالله في شباط/فبراير، في بيروت، بمثابة إشهار علني لذلك التبروء! حيث نُقِلَ عن نصرالله (وهذا على ذمة المصادر المقرّبة من المرشد الإيراني) قوله أن “حزب الله سيقاتل منفردا في حنوب لبنان، وأن هذه المعركة هي معركته، وانه لن يورط إيران في حرب مع الولايات المتحدة او إسرائيل” .
كلام نصرالله الذي زعمت المصادر الإيرانية أنه قاله لـ”قآني” لم يَنفِهِ حزب الله. وكأنه رَضَخ للأمر الصادر من طهران بالقتال منفردا في حال فرضت إسرائيل الحرب المدمرة على الحزب أسوة بما حصل مع حركة “حماس”!
لكن ذلك ليس بيت القصيد: فلا “الحزب” سيقاتل منفرداً، ولا إيران ستتخلى عنه، لأنه (حتى الآن) لا حرب في الأفق بين إسرائيل والحزب!
بيت القصيد قد يكون تَنَصُّل إيران من أي التزام مادي بالتعويض على الجنوبيين الذي تضرروا جراء حرب “إسناد غزة”.
ففي لقائه مع رئيس المجلس النيابي اللبناني، سأل نبيه بري وزير الخارجية الايراني عبد اللهيان، عن الحجم المتوقع لمساهمة طهران في التعويض على الجنوبيين، بعد ان تضع الحزب اوزارها!
فأجابهُ اللهيان، ان إيران لم تطلب هذه الحرب، وهي لم تعطِ الأوامر للحزب بشن حرب على اسرائيل، وهي تالياً غير معنية بالتعويضات ولا بالاضرار التي ستنتج عن هذه الحرب!
وفي مناسبة ثانية، في خلال استضافة السفير الايراني في لبنان لعدد من الصحافيين اللبنانيين، سأله احدهم إذا كانت إيران ستساهم في التعويض على المتضررين الجنوبيين، فأجاب السفير: “خلال الحرب الايرانية العراقيه، تدمرت العديد من المدن والقرى الايرانية، ولم يَهِبّ احد لمساعدة طهران على إعادة البناء، وبالتالي فالدمار والتعويضات هي مسؤولية اللبنانيين ولا شأن لطهران بها“.
أي أن كلام قآني جاء ليؤكّد ما لم يُنشر عن لقاء الرئيس بري بـ”عبد اللهيان” وعن لقاء سفير إيران بالصحافيين اللبنانيين، ومفاده ان طهران غير معنية بالاضرار الناجمة عن الحرب، وذلك مع اقتراب الحديث عن هدنة غزة، التي رجح اكثر من فريق قربَ الاتفاق عليها لستة أسابيع على الاقل، يتم خلالها تبادل الاسرى بين اسرائيل وحماس وتسمح بتدفق المساعدات الانسانية الى القطاع.
ومع إقرار الهدنة في غزة، ونتيجة ضغط ايران على حلفائها في لبنان لعدم توسعة الحرب، من المرتقب ان يتم الاتفاق على ترتيبات امنية بين لبنان واسرائيل تسمح بالتطبيق الحرفي لبنود القرار الدولي 1701، ما يعني هدنة طويلة على الحدود الجنوبية، وما يعني عودة النازحين الجنوبيين الى قراهم ليكتشفوا الدمار الذي لحق بمنازلهم ومؤسساتهم وأرزاقهم.
ايران عملت مع غزه ذات السيناريو سوف تقبض الاتمان والبست الغزاوين الاكفان ونفس الشي يتكرر في جنوب لبنان.. اما الخراب جرا الحرب من يدفع ثمنه السووال موجه لحزب الله؟؟؟