إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(صورة معبّرة: بحثنا عن صورة “لائقة” للمهندس هاشم حيدر لمناسبة الكارثة التي حلّت بشعبنا في الجنوب والبقاع، فاكتشفنا أنه ليس فقط رئيس “مجلس الجنوب” ، بل نائب رئيس “الاتحاد الآسيوي لكرة القدم” في اللجنة الأولمبية الدولية ورئيس اللجنة التنفيذية لـ”لاتحاد اللبناني لكرة القدم”! وأنه، حسب كلام موقع “جبيل اليوم” يقوم بدوره في المقاومة ضد إسرائيل وفي كرة القدم “على أكمل وجه”! هل يمارس “الباش مهندس” رياضة “البيبي فوت” في أوقات فراغه بين الحروب وكرة القدم؟ نقترح على حكومة العهد الجديد حلّ مجلس الجيوب الذي مارس رياضة “النهب” منذ حرب 2006 “على أكمل وجه”)
*
قبل سنة، في شباط/فبراير 2024، نشر “الشفاف”معلومات موثقة (تحت عنوان “حرب “إسناد غزة”: 6000 منزل مُدَمَّر كُلّيّاً في قرى الحُدود، والإعلام مَحظور!“) ورد فيها أن حرب “إسناد غَزة” أسفرت عن تدمير 6000 (ستة آلاف) وحدة سكنية تدميرا كاملا في جنوب لبنان، وإصابة اكثر من 15000 (خمسة عشر الف وحدة سكنية) بأضرار جزئية متفاوتة.. بكلفة تُعادِل مليار دولار. وأن الحرب تسبّبت بتهجير سكان 78 قرية حدودية، تمتد من عيتا الشعب حتى مزارع شبعا، اي ما يقارب من مئة الف مواطن… من دون ان إسناد معنوي ومادي لهؤلاء، بسبب إصابة مالية الحزب الإيراني بالشح!”
بعد أيام من نشر مقال”الشفاف” ردّ علينا (وعلى غيرنا) رئيس”مجلس الجنوب”، السيد هاشم حيدر، (وهو نفسه “رئيس ااتحاد كرة القدم، ونائب رئيس الاتحاد الآسيوي”في اللجنة الأولمبية الدولية!!!) في مقابلة فيديو “مدفوعة الأجر” كان الهدف منها “تخفيف” أرقام خسائر الجنوبيين، وجاء فيها: “لدينا 550 بيت مهدمة كليا أو جزئيا، ولدينا 8000 بيت متضرر، أضرار بين جسيمة وطفيفة”. وانتهت “تخبيصات” رئيس “مجلس الجيوب” إلى أن الخسائر في جنوب لبنان تبلغ 2،5 مليار دولار”. (أنظر : “بدل تكحيلها “أعماها”: أرقام “مجلس الجيوب” أسوأ من الأرقام المتداولة فأين “الإخفاء”)
بعد سنة، عاد السيد هاشم حيدر، في حديث للوكالة الوطنية يوم أمس، بأرقام تعكس الكارثة المخيفة التي حلّت بالمواطنين اللبنانيين في الجنوب والبقاع.وفيها:
عدد الوحدات السكنية المهدمة 37500 وحدة،
*عدد الوحدات المتضررة أضراراً جسيمة 55000 وحدة
أي ما مجموعه 92500 منزل وشقة ينبغي إعادة بناؤها كلياً.
ويضاف إليها: “عدد الوحدات السكنية المتضررة 130,000 وحدة”.
أي أن المجموع يصل إلى 220 الف منزل وشقة مهدمة كلياً أو جزئياً.
ومع ذلك، ورغم ارتفاع أعداد البيوت المهدمة أو المتضررة من 8500 منزل إلى 220 ألف منزل، أي بنسبة تقارب 25 ضعفاً، فإن تقديرات الخسائر ارتفعت فقط من 2،5 مليار دولار إلى 4،5 مليار دولار، أي أقل من الضعف!!!! يبدو أن السيد هاشم حيدر درس الرياضيات في مدارس “حركة أمل”,
ماذا قدم “مجلس الجيوب” للمهجرين اللبنانيين؟ الجواب : لا شيء. وحسب رئيس المجلس: “المجلس لا يقوم بعملية الإيواء إنما بالكشف على الوحدات السكنية وغير السكنية، على أن يتم تعويض أصحابها عند توافر الأموال اللازمة”.
عن أموال إعادة الإعمار، يقول السيد هاشم حيدر: “لا مصادر للتمويل حتى الآن، إنما كلنا أمل بالدول الشقيقة التي كان لها أيادٍ بيضاء في السابق بإعانة لبنان في الأزمات، بأنها لن تترك لبنان وحيداً في أزمة إعادة الإعمار، ونعتمد بهذا على الجهود التي يقوم بها مسؤولو الدولة اللبنانية في هذا الصدد، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون”.
بكلام آخر، إعادة الإعمار مطلوبة من دول الخليج التي اعتاد حسن نصرالله شتمَها بمناسبة أو بدون مناسبة. ومن الدولة اللبنانية التي هتف مسلحو الحزب الإيراني ضد جنودها “الخونة” يوم أمس.
ماذا عن إيران؟ يبدو أن خامنئي سيكتفي بـ”صلاة التراويح”!
تبقى ملاحظة أخيرة: يقول السيد هاشم حيدر أنه “لا مصادر للتمويل حتى الآن”، ثم “يكشف” عن “مباشرة مجلس الجنوب بترميم العشرات من المدارس والمهنيات والمستشفيات وغيرها من المباني الرسمية”!!! هل هذه “كذبة أول نيسان” مع أننا ما زلنا في شهر آذار؟ أقل الواجب كان يفرض على “الباش مهندس” أن يسجّل إدانته، أو آسفهُ، لحربٍ تسبّّبت بسقوط 10 آلاف لبناني وأكثر من 200 ألف بيت. لكن “مجلس الجنوب”، مثل شركات دفن الموتى، “يعيش” على الخراب.
في ما يلي نص أقوال رئيس مجلس الجنوب كما أوردتها “الوكالة الوطنية”:
رئيس مجلس الجنوب أضاء على أضرار العدوان والتعويضات والمشاريع المستقبلية
حيدر لـ “الوطنية”: المجلس يكشف على الأضرار ولا مصادر للتمويل حتى الآن
تحقيق نبيل ماجد
وطنية – منذ قيام كيان العدو الاسرائيلي على ارض فلسطين عام 1948، الاطماع والاعتداءات الاسرائيلية على جنوب لبنان لم تتوقف، وتطال البشر والحجر والزرع والمياه والارض وحتى الحيوانات، وتحت هذا العبء اليوم اسس مجلس الجنوب لتخفيف المعاناة عن الاهالي والاهتمام بشؤونهم وشجونهم وتعويضهم.
للاضاءة على عمل المجلس كان لـ “الوكالة الوطنية للاعلام”، لاسيما بعد العدوان الاسرائيلي الأخير لقاء مع رئيس مجلس الجنوب المهندس هاشم حيدر، الذي حدد حجم الاضرار وانواعها وماهيتها وفق الآتي:
– إحصاءات لأضرار المباني:
*عدد الوحدات السكنية المهدمة 37500 وحدة
*عدد الوحدات المتضررة أضراراً جسيمة 55000 وحدة
*عدد الوحدات السكنية المتضررة 130,000 وحدة
وعن تصنيف المناطق وتحديدها على مستوى المساحة اللبنانية ككل، متل البقاع الشمالي والغربي وجبل لبنان والشمال، اوضح حيدر أن “المناطق التي تقع ضمن نطاق صلاحيات المجلس هي محافظتي الجنوب والنبطية وقضاءي البقاع الغربي وراشيا”. وقدّر الأضرار للوحدات السكنية وغير السكنية في الجنوب بأربعة مليارات دولار أميركي ، إلا أنه لم يتم حتى الآن اعتماد أسس جديدة للتعويضات.
بالنسبة إلى تأمين مصادر للتمويل في ظل الوضع المالي والاقتصادي المتردي في لبنان، كشف حيدر أن “لا مصادر للتمويل حتى الآن، إنما كلنا أمل بالدول الشقيقة التي كان لها أيادٍ بيضاء في السابق بإعانة لبنان في الأزمات، بأنها لن تترك لبنان وحيداً في أزمة إعادة الإعمار، ونعتمد بهذا على الجهود التي يقوم بها مسؤولو الدولة اللبنانية في هذا الصدد، وعلى رأسهم رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون”.
وفي ما يتعلّق بعمليات المسح والمعايير والجهة المسؤولة، أعلن حيدر أن “مجلس الجنوب يقوم حالياً – عبر مهندسيه ومهندسين وتقنيين استعان بهم للمساعدة بعمليات مسح الأضرار وفق معايير فنية موحّدة”. أضاف:” أما المعايير التي يتم التعامل بها مع المتضررين وعمليات الايواء للذين دمرت منازلهم على مستوى الأبنية مثل الضاحية أو المنازل المنفردة مثل الجنوب والبقاع وغيرها، فأكد أن المجلس لا يقوم بعملية الإيواء إنما بالكشف على الوحدات السكنية وغير السكنية، على أن يتم تعويض أصحابها عند توافر الأموال اللازمة”. ولفت إلى أن “قيمة التعويضات تحدد ضمن الآلية التي لم تصدر بعد عن مجلس الوزراء”.
وأشار إلى أن “الأضرار في البنية التحتية جسيمة جداً، لاسيما في ما عُرِف حديثاً بقرى الحافة الأمامية التي دُمرت فيها البنية التحتية بشكل شبه تامّ”. وقال: ” هناك حاجة إلى إعادة بناء وترميم القسم الأكبر من المدارس والخزانات ومباني البلديات وغيرها من المباني الرسمية وشبكات المياه والكهرباء وغيرها”، كاشفا عن “مباشرة مجلس الجنوب بترميم العشرات من المدارس والمهنيات والمستشفيات وغيرها من المباني الرسمية”. ولفت إلى أنه “من المتوقّع أن ننتهي من عملية مسح الأضرار خلال ثلاثة أشهر، أما إعادة الإعمار فتحتاج إلى وقت طويل جداً، هذا بعد تأمين الأموال اللازمة لذلك”.
وبالنسبة إلى رعاية أهالي الشهداء والجرحى أكّد “وجود آلية لمساعدة أهالي الشهداء إنما لا تتوافر المبالغ لدفعها”.