إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
١- انتهى حُلم إيران كقوة إقليمية متوحشة مُخَرِّبة تفرض قناعاتها بالقوة بغرض الهيمنة والتوسع الأيديولوجي الديني.
٢- تصفيةُ القيادات العسكرية الإيرانية العليا في أول 20 دقيقة من بداية الهجوم على إيران فجر 13 يونيو الجاري كان أمرا جللاً، وخطيراً، على الهيكل السياسي وعلى البنية المؤسسية للجمهورية الإسلامية. فقد كان هؤلاء يمثلون القوة العسكرية والاستخباراتية والأمنيّة لإيران، ويعكسون الهيمنة الخارجية الإيرانية على العراق وسوريا ولبنان واليمن، بل كانوا يُديرون الأرهاب الإيراني العالمي.
٣- لقد تم في هذا الهجوم تفنيدُ رواية أن أمريكا تتحكم في قرارات إسرائيل العسكرية والسياسية! بل أثبتت الحروب على “حماس” و”حزب الله”، وفي سوريا واليمن وإيران، أن إسرائيل هي التي تُخطط وترسم سيناريو الردع والهجوم وتفرضه على أمريكا، وهذا ما حدث على أرض الواقع في الهجوم المباغت على إيران.
٤- لقد أبطلَ الهجومُ السرديةَ العربية التي تقول بأن الشعب الاسرائيلي جبان ويخشى الحروب الطويلة. بل أثبت الهجوم أنه شعب يصمد ويتحمل الحروب ويتمسك بأرضه ووطنه ولا يهرب منها بالرغم من آلاف الرشقات الصاروخية التي تنهال عليه من اليمن ولبنان وغزة وإيران والعراق منذ اكتوبر ٢٠٢٣ وحتى هذه الساعة. إنما تمنع الحكومة الإسرائيلية شعبها من مغادرة الملاجئ أثناء الحرب أو القصف لأسباب أمنية وحفاظا على سلامة الشعب!
على العكس تماماً من الشعوب العربية التي تولّي الأدبار وتنهزم من ديارها فور اندلاع المواجهة والمعارك تاركين ورائهم أهاليهم وبيوتهم وأراضيهم وأموالهم، طالبين اللجوء والحماية من “الدول الكافرة” كفرنسا وأمريكا وألمانيا وإنجلترا والسويد والدنمارك..!
وحتى كتابة هذه السطور فرّ أكثر من مليون إيراني من طهران، وعَبَرَ عشرات الألوف منفذ بازركان الحدودي مع تركيا!
٥- في هذه الحرب إن لم تستطع إسرائيل إنهاء الخطر الإيراني بتدمير البرنامج النووي أو إجبار إيران على توقيع اتفاق نووي يمنعها من التخصيب، فصناعة قنبلة نووية سيكون أمرا حتميا تهدد بها وجود إسرائيل وتوسع حجم سلوكها الإجرامي في المنطقة.
منذ ١٩٧٩ ودول الشرق الأوسط المعتدلة تنتظر هذه الفرصة التي اغتنمتها إسرائيل. وعلى إسرائيل إكمال هذه المهمة مهما كانت التضحيات.
إسرائيل تُحارب لصالح الأنظمه العربية المعتدلة، وعلى الأخص لصالح دول الخليج الغنية التي تُخطط لمشاريع مستقبلية تنموية عملاقة مع أمريكا وأوروبا والصين. بل وتنظف الشرق الأوسط من الإرهاب الديني، وتُكمل ما فشلت أمريكا والغرب في القيام به عن طريق حرب دولية على الإرهاب استمرّت عشرين عاما وإنفاق فيها أكثر من 6 تريليون دولار انتهت بالإنسحاب التام المخزي لأمريكا من افغانستان! وبينما فشلت أمريكا من تطهير الشرق الأوسط من التطرف الإسلامي، قامت إسرائيل، بالمقابل، بضرب وشلّ الأذرع الإيرانية الإرهابية، والآن تقوم بالهجوم المباشر على إيران والسيطرة الكاملة على سماء طهران. وهذا يُعتبر عملا جبارا وعظيما!
من “الصحوة الإسلامية” المخربة إلى “الثورة الإسلامية” المدمرة التي جرّت منطقة الشرق الأوسط إلى التطرف والإرهاب والتدمير والتهجير، تقوم إسرائيل بعمل جليل في إنهاء هذه الحقبة السوداء!
أتمنى شخصياً أن تُسقطَ اسرائيل نظامَ رجال الدين المستبد القمعي في إيران، وأن يعود الشعب الإيراني التوّاق إلى الحرية ليحكم نفسه.
احفظوا تاريخ 13 يونيو 2025 جيداً لانه لحظة مفصلية في تاريخ الشرق الأوسط!..
اسلام المصري اسلام رشدي