كشفت عملية إزالة المربع الامني للشيخ احمد الاسير في عبرا في صيدا جنوب لبنان، حجم الخروقات التي يحققها حزب الله في جسم المؤسسة العسكرية أسوة بسائر مؤسسات الدولة!
فقد أشارت معلومات الى ان حزب الله هو من اصدر الاوامر بشطب الاسير، وأوكل امر التنفيذ للجيش اللبناني!
كما ان الحزب شارك في القتال الميداني الى جانب الجيش، فضلا عن إضطلاع الحزب الالهي وما يسمى بـ”سرايا المقاومة” في عمليات دهم مقرات الشيخ الاسير وانصاره، وقيامهم بالتدقيق في هويات السكان وتنفيذ اعتقالات مستخدمين شعارات مذهبية من نوع “يا زينب”، كما ظهر خلال احد المقاطع المصورة لعملية اعتقال احد انصار الشيخ الاسير.
وتشير المعلومات الى ان عناصر الجيش من غير الذين يسمح لهم بالاطلاع على عمليات التنسيق بين حزب الله والصفوة من الجيش اللبناني، فوجئوا برفاقهم يسلمون عتادا حربيا واسلحة تمت مصادرتها من مقرات الشيخ الاسير ومربعاته الامنية لعناصر من حزب الله، الامرالذي اثار استياء هؤلاء، وتساؤلهم عما إذا كانت إسالة دماء رفاقهم قد ذهبت هدرا او هباءا منثورا على مذبح حزب الله.
َالمعلومات اضافت ان حزب الله وبعد إعلانه الفاضح عن مشاركته في معركة القصير وسائر الجبهات السورية، لمس حجم النقمة الداخلية المتصاعدة ضده، خصوصا في ما يعتبره الحزب الالهي “بؤرا أمنية”، في مناطق ذات اغلبية سنية. وأشارت معلومات الى ان الحزب وضع نصب عينه إزالة هذه البؤر من خطوطه الخلفية ليتفرغ لمعاركه في سوريا. وكانت مدينة صيدا وما يعرف بـ”بؤرة الشيخ محمد الاسير”، في مقدم هذه البؤر الواجب إزالتها نظرا للإزعاج الذي كانت بدأت تمثله في وجه حزب الله على خلفية ما يعرف “الشقق الامنية”، التي ادت الى نشوب معارك بين انصار الشيخ وحزب الله، وهي معارك كانت مرشحة للتفاقم يوم الاثنين الماضي على خلفية الاعتصام الذي كان دعا اليه الاسير من اجل إزالة الشقق الامنية الالهية في محيط مربع الاسير.
المعلومات تضيف ان عرسال وطرابلس واكروم تشكل اهدافا لاحقة للحزب الالهي بعد إزالة الاسير من الخارطة السياسية لمدينة صيدا.
وتضيف ان قرار شطب الاسير كان الحزب الالهي سينفذه مباشرة، إلا ان الخشية من تطور المعارك الى مناطق أخرى، جعلت الحزب الالهي يفضل إيكال امر العملية الميداني للجيش اللبناني، ما يخفف من وطأة اعتراضات جمهور “السنّة”. ومن جهة ثانية، فقد ضمن الحزب الالهي،الدخول تحت راية الجيش اللبناني من اجل الانتقام وتصفية الحسابات مع الشيخ الاسير وانصاره.
مصادر سياسية في بروت لخصت عملية شطب الشيخ احمد الاسير بأن “الجيش اللبناني سلم مدينة صيدا للحزب الالهي”.