إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
الولي الفقيه:
بالتأكيد أنتَ نصف فقيه في دينك، ولكنك جاهل في السياسة وقراءة الواقع السياسي.
في عام 2011 وبعد تعاظم الاحتجاجات الشعبية ضد نظام الأسد الابن، والذي كان يحزم أمتعته للهروب من سوريا، ضغطتَ عليه، كما ضغطتْ عليه أمُّه أنيسة قبلك، لكي يبقى – ويحمي مصالح المافيا الحاكمة ومصالحكم – ويجابه الاحتجاجات بالحديد والنار.
أخطأتَ أنتَ وحلقتك الضيقة في حساباتكم، ورفضتم أن تدركوا أنكم تؤجلون ما ليس منه بد، وأعني الهزيمة الحتمية لنظام الأسد المتوحش، وبعد ثلاثة عشر عاماً ونيّف، ورغم دعمكم ودعم نظام بوتن الفاشي، قال الشعب السوري الكلمة الأخيرة، وهرب “أسدكم”، وتقوّض نفوذكم الرهيب.
كان بإمكانكم توفير مليون من الضحايا وتجنب كل هذه العذابات التي لحقتْ بالشعب السوري من قتل وتهجير وتجويع وتدمير، وكان بإمكانكم توفير عشرات المليارات لكي تُصرف على شعبكم الجائع والمُهان، بدلاً من دعم العصابة الحاكمة في سوريا، ولكن قصر نظركم حال دون ذلك.
والآن ترفضون التسليم بأن عودتكم وعودة الاستبداد إلى سوريا مستحيلة، وتوعزون لفلول النظام البائد بإثارة القلاقل … مستخدمين أدوات رخيصة من الشعارات الطائفية البغيضة، وتستخدمون نفس “الشبيحة” الذين كانوا يساعدون الأسد بقمع التظاهرات وقتل الأبرياء، ليقودوا مظاهرات طائفية الشكل وإجرامية المحتوى.
ما تبقّى لنظامك القروسطي من “عضلات” حريّ بك أن تستخدمه ضد عدوكم المزعوم “إسرائيل”، فالمنطق الديني والإنساني – برأيي ورأي أمثالي من السوريين – يقول بأن “ثارات الحسين” و”الانتصار للخصيبي” يبدآن من القدس وتل أبيب، ولكنكم أجبن من أن تسلكوا هذا الطريق.
ارفعوا أيديكم عن سوريا، وركّزوا على النار القادمة في البلد الذي اغتصبتم ثورته قبل حوالي ست وأربعين سنة، هذه النار آتية لا ريب فيها، وسوف تُلقي بنظامكم الدموي – رماداً – إلى مزبلة التاريخ.
ارفعوا أيديكم عن سوريا، فقَدَرها الحرية، ولا شيء سواها… شئتم أم أبيتم.
لتلاحقكم لعنة الشعوب التي عثتم في بلدانها فساداً – تحت شعارات زائفة – من العراق إلى لبنان واليمن … بعد سوريا. المجد للشعب السوري العظيم. المجد لشعوب المنطقة قاطبة. المجد للشعب الإيراني ولثورته القادمة.