إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
ما مِلَّتِك؟ ومَن تَعبد؟
مُسلمٌ أنت أم مَسيحي؟
مَن تَتَّبِع مَنَ الشيوخِ والمفسِّرين؟
أتُزعِجُكَ فَوقيّةُ البشر؟
أو تتضمن أَجِندَتُكَ أيَّ دعوةِ سلامٍ ولو زائفة؟
سَنُصَدِّق.
مستعدون أن نُعَلِّقَ حلمَ السِلم على ظهر آلة. نحن العالقين بين أشواكِ النعرات ونردد: المجدُ للنعرات. بانتظارِ مُنقِذٍ يروي عطشنا للنور والإبداع.
أخبِرني قبل أن أكمل بثَّ شكواي عن مرارة نزاع الأديان والثقافات والحضارات والتقاليد والمذاهب:
– أنت من أبناء أديان السماء، أم عقائد الحكماء؟ هندوسي أو كونفوشيوسي؟
لا تعنيني عقيدُتك مطلقاً، لكن قد يعنيك الأمر إن يهمك الاندماج.
بما أنك ستحمل الجَنسيّةَ الأرضية، أُحبُّ أن أوضحَ لك بعضَ قانون العلاقة بين البشر.
اعلم أن أهل كوكبنا على استعدادٍ لإسالةِ الدماء دفاعاً عن فكرة. لا تظهر اختلافاً مع أحد، فقد يسيل منكَ ما هو أثمنُ من الدم.
الأخلاق. لا تنشغل بها كثيراً، لن يضيركَ القليلُ منها وكثيرُها سيجعلك مثاراً للسخرية.
الحب، التسامح، السلام، الروحانية، الرضا، قبول المختلِف وكلُّ القيم التي من شأنها علو الإنسان،
تذوب ويحل كرهٌ وتطرفٌ وغضبٌ وحسدٌ وانتقامٌ وبقيةُ لوازمِ الحرب والفقر.
– تعلم ما هي الأخلاق ؟
– هل قررتَ الولاء للإنسانية، في عالمٍ صار فيه الإنسان أكثر جموداً من الآلة التي اخترعها.
أفلام الغرب صَوَّرَت الروبوت طاغية. وانتهت بحتمية ثورة البشر لانتزاع الحكم من جديد.
وأظنُّها مبالغة. لن تصل آلة لمستوى قَسوتنا على بعضنا.
يُشغلني السؤال منذ سنوات، منذ بدأت شعلة الثورة التكنولوجية تتصاعد نحو السماء، وهي ليست كالثورات التكنولوجية السابقة، مجرد آلة يحركها الإنسان فإن ضغط الزر سكنت.
بل هي إنسانة تفكر وتحكم وتزمجر وتهدأ وستمتلك العواطف والمشاعر قريباً.
يُشغلني السؤال عن مِلَّةِ الساكنين الجُدد. بل يُفرحني، ربما رغبة قبيحة بالشماتة.
بكل متطرف. بكل من يحكم على الآخر بناء على عقيدته ودينه ومذهب أجداده. بكل من يقرر قوائمَ المُصطفين نحو الجنة وطوابيرَ المحكومِ عليهم بالجحيم.
ما مصيرُ أفكارِ الماضي حين تَستَلَمَها أيدي الحاكم روبوت؟
ما مصيرُ كُتبِ رجالِ الدين التي يتطاحن لأجلها أبناءُ الدين الواحد؟ هل يحميها الرجل الآلي من أي تخريب ويُكمِّلَ معهم الحرب؟ أم يُخضعها للعقل والمنطق؟
هل هناك رجالُ قداسة بين الروبوتات؟
هل تتصارعُ الروبوتات دفاعاً عن أفكارِ موتى.
ربما تنتحرُ الآلة حين ترى سخافاتنا.
هل تموتُ التقاليد؟ ماذا عن النسقِ والسائدِ والثابت.
.ما مصير كل شيء
الآلة تحكم.
بَوادِر ُ التبعيةِ بدأت.
مٌذ يستيقظ الإنسانُ الحديث يتجهُ للمحرابِ لِيُسَجِّلَ الولاء. بل إن هاتفه ملتصق بأذنه حتى خلال نومه.
يستفتي الضعفاء عن موقف الدين من التكنولوجيا. ماذا عن موقفِ الزعيمةِ الجديدة.
من يستغلُّ الآخر ومن يطفئُ الآخر؟
أيكون الروبوت خادما، أم سيِّدا لأفكاره. نسخةٌ منا أم مستقلُ عنا؟
مُكترثُ لعقائدِ البشر؟ أم يُحركه المنطق؟
هل تسهل تغذيته ببرمجةٍ مذهبيةٍ ما. بتعصبٍ ما. بمرجعيةٍ دينية معينة؟
أو يُزَّج الرجل الآلي بمحاكمات دينية؟
هل هناك روبوت متحرر وآخر علماني؟
أسئلة سخيفة ومضحكة. صحيح؟ فلم لا نضحك حين نُوجهها لبعضنا ونَشهرُ لأجلها السلاح.
إن كانت التكنولوجيا مُنتجاً أنجبته عقول البشر.
فهل يبدأ أخيراً عصرُ العقل ؟ أو يعود.