لماذا يحقد خامنئي وابراهيم رئيسي وتابعهما حسن نصرالله على السويد المسالمة التي تستقبل ملايين المسلمين والعرب؟ حتماً، ليس بسبب قصة “إحراق قرآن”! ولماذا يطالب خامنئي بتسليم العراقي المزعوم الذي أحرق القرآن لما يسمّى “العدالة الإسلامية”؟
الحقيقة في أزمة إيران مع السويد هي أن “المجرم يعود دائماً إلى مسرح الجريمة”!
والمجرم هنا هو ابراهيم رئيسي ومعلّمه الخامنئي والنظام الإيراني الذي نفّذ إعدامات 1988 بحق ألوف الشبان (العدد يتراوح بين 5000 و30000 شاب إيراني حسب أقوال رئيس حكومة إيران في حينه مير حسين موسوي) الذين تم استخراجهم من السجون لإعدامهم بدون أحكام قضائية وبفتوى من المقبور الخميني. وكانت أداة الجريمة ما يسمّى “لجنة الموت” التي كان ابراهيم رئيسي أحد أبرز أعضائها، ومعه القاضي حميد نوري الذي حكمت عليه السويد بالحبس المؤبّد قبل سنة واحدة فقط، في يوليو 2022!
وهذا هو مغزى ما يسمّيه الخامنئي “العدالة الإسلامية”!
باختصار شديد، نظام الملات يضغط على السويد للإفراج عن المجرم حميد نوري المحكوم بالمؤبد في السويد! وليس مصادفة أن تندلع هذه الأزمة بعد سنة بالتمام والكمال (يونيو 2022) من صدور الحكم في استوكهولم على حميد نوري!
هذا مغرى دعوة حسن نصرالله “الشباب المتحمس في لبنان إلى عدم القيام بأي مبادرات فردية خارج التوجيهات.. نحن في معركة ليست للانفعال بل للانتصار”! “المعلّم” خامنئي يفاوض السويد للإفراج عن حميد نوري، لا تتدخلوا!!
هل ينتصر الإسلام إذا أفرجت السويد عن المجرم النازي حميد نوري؟
القصة الحقيقية للحقد على السويد في المقال التالي الذي الشفاف في 16 تموز/يوليو 2022.
بيار عقل
*
أرواح 5000 شاب أدركتهُ في السويد: “المؤبّد” للقاضي الإيراني “حميد نوري”!
ما مغزى محاكمة المسؤول الأمني الإيراني حميد نوري والحكم بالحبس المؤبد الصادر ضده عن محكمة ستوكهولم؟
إلى أي مدى مهّدت إدانة نوري، المتهم بالتورط في إعدام ما يقارب من 5000 من أفراد المعارضة الإيرانية عام 1988 ضمن فريق شكله المرشد الإيراني آنذاك يسمى “فريق الموت”. ومن ضمن أعضاء الفريق المكون من 4 أفراد الرئيس الإيراني الحالي ابراهيم رئيسي الذي كان مساعد النائب العام…
إلى أي مدى مهّدت الطريق لمحاكمة زعماء آخرين في إيران في محاكم مماثلة؟ هل المحاكمة تعكس نهجا جديدا تجاه المسؤولين في الجمهورية الإسلامية؟
تبدو محاكمة وإدانة نوري مهمة من ثلاث نواح: أولا، أنها تمهد الطريق لاستكمال دعاوى قضائية حول قضايا وطنية كبرى. وثانياً، أن الحكم الصادر هو نتيجة لمحاكمات دولية مماثلة للتعامل مع جرائم مشابهة وقد تهيء الأرضية لمحاكمة مسؤولين آخرين في إيران. ثم أن الحكم يحفّز على تعقب ومحاكمة كل المسؤولين الإيرانيين الذين أمروا نوري بقتل السجناء السياسيين عام 1988.
يذكر أن زعيم المعارضة الإيرانية مير حسين موسوي والذي يقبع تحت الإقامة الجبرية في الوقت الحالي في منزل في طهران لدوره في قيادة الاحتجاجات على نتائج انتخابات عام ٢٠٠٩، وهي الاحتجاجات المعروفة بـ”الحركة الخضراء”، كان رئيسا للوزراء عام ١٩٨٨. وحسب العديد من المراقبين، لم يكن موسوي على علم بالاعدامات التي حصلت. وحسب رئيس السلطة القضائية آنذاك موسوي أردبيلي، احتج موسوي على الاعدامات لكنه لم يتحرك سياسيا ضدها.
وكان المسؤولون في الجمهورية الإسلامية يعترضون باستمرار بأنهم يتمتعون بحصانة كبيرة ولن يتعرضوا للتهديد من قبل المحاكم الدولية. لكن محاكمة نوري غيرت هذه الفرضية وحطمت هذا التصور. فقد استغرقت محاكمة نوري 9 أشهر حتى أدين بالحبس المؤبد بتهمة المشاركة “بالقتل وتنفيذ جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب”.
ثم إن حكم محكمة ستوكهولم سيعرقل قدرة القادة الإيرانيين من الدرجة الأولى على السفر بأمان، خاصة السفر إلى الدول الغربية، وذلك لوجود تهديد بالاعتقال وبالمحاكمة بتهم مماثلة.
الفيديو المؤثر أعلاه ليس إيرانياً! هو ياباني مأخود من فيلم “النفق” للمخرج العظيم “أكيرا كوروساوا”. في هذا المشهد يخرج قائد “المفرزة” من نفق معتم ليُفاجأ بأن جنوده، الذين ماتوا كلّهم في الحرب، قد تبعوه وأنهم يرفضون تصديق أنهم ماتوا (رغم لونهم الأزرق الذي يرمز للموت)! يخاطب الضابط مفرزته، ويقول لحنوده أنهم ماتوا (“يقولون عنكم أنكم “أبطال،” ولكنكم مُتُّم “مثل الكلاب”)، ويأمرهم بأن يستديروا ويعودوا إلى نفق الموت! الموتي “الشبّان” الإيرانيون خرجوا من النفق ولحقوا بـ”حميد نوري” حتى ستوكهولم! القاتل الإيراني أمامه وقت طويل (مؤبّد) ليفكّر بالشبان الذين قتلهم هو ورئيس إيران الحالي!
إن محاكمة وإدانة نوري تؤكد أن جرائم مثل قتل السجناء السياسيين عام 1988 لن تُنسى ولا تفلت من العقاب. وعلى قادة النظام الإيراني العلم أن حياتهم ومصيرهم سيكونان في خطر من الآن فصاعدا. وبتصرفاتهم الإجرامية، فإنهم عرضوا عائلاتهم أيضا لخطر المحاكمة.
تعليق المحامي السوري أنور البنّي
“قام الضحايا الإيرانيون ولفترة طويلة بجمع الأدلة والبراهين على ارتكاب جرائم حرب وجرائم قتل في أيران أبان حكم الملالي، وانتظروا حتى وصول أحد المجرمين 2019 ( القاضي حميد نوري) في زيارة للسويد حيث قدموا ملفهم الجاهز بارتكابه جرائم حرب وقتل بإشتراكه بمذبحة السجناء السياسيين عام 1988 في سجن “جوهاردشت” بإيران. وكان رئيس إيران الحالي المجرم ابراهيم رئيسي مشاركا فيها أيضا. حيث تم اعتقال حميد نوري ومحاكمته وصدر أمس الحكم ضده في السويد بالسجن مدى الحياة.
*
جيدة