هل فرض تلفزيون “الجديد” رقابة على ما قاله سليمان فرنجية “الزغير” للصحفيين؟ هذا ما يبدو في ضوء معلومات “النشرة” التي تنقل عنه تقييماً يطابق ما نشره “الشفاف” قبل سنوات حول النتائج الإنتخابية لمرشّحي عون في آخر إنتخابات نيابية:
فرنجية وتفاهم معراب
عندما تستحضر تفاهم معراب امام “البيك” تظهر ابتسامة فرنجية ترافق قوله: انا صاحب الفضل.
اما وظيفة التفاهم فهي قطع الطريق على ترشيحي، يقول زعيم “المردة”. لا يشك “البيك” ابدا بثوابت الجنرال، “هو لا يتنازل عن العناوين الاستراتيجة وله علاقة خاصة ومودة كبيرة للسيد نصرالله، لكن ماذا عن الكلفة الداخلية للتفاهم؟ انا اخشى من تلك الكلفة التي سيطالب بها جعجع الذي سيعتبر انه قام بواجبه عندما أيّد عون وجرى التوقيع امام الرأي العام، الأمر الذي قد يضطر الجنرال الى تسديد فواتير معينة لرئيس “القوات”.
هنا فرنجية يشير الى الانتخابات النيابية. لا يمكن بالنسبة لزعيم “المردة” ان يكون توسع القوات في الشمال. بل ان جعجع سيدخل الى أقضية جبل لبنان من خلال حصة الجنرال النيابية، في حال حصول تحالف انتخابي بينهما. بالمقابل فان فرنجية مطمئن الى ان تياره سيتوسع وسيعاود فتح مكاتبه في كل مناطق جبل لبنان بعد توقف حصل في السنوات الماضية مراعاة للحلفاء.
حين تسأل “البيك” ماذا عن وزن عون انتخابيا” والحديث عن الحيثية المسيحية؟ يقول فرنجية ان الفضل في فوز “التيار الوطني” بالانتخابات النيابية يعود بشكل اساسي الى الاصوات الشيعية المرجّحة. من كسروان وجبيل الى بعبدا وجزّين. لولا الاصوات الشيعية لخسر عون معظم مقاعده. ربما كانت كتلته مؤلفة من اربعة نواب فقط. يستند فرنجية هنا الى الارقام في الانتخابات الاخيرة. كما يستحضر “البيك” الحديث عن الاقطاب الاربعة وهو احدهم، ومواصفات طاولة الحوار التي تنطبق عليه.
ماذا حول الافق الرئاسي؟
يرى فرنجية “ان المأزق الرئاسي سيبقى مستعصيا الان، لأن عون لن ينسحب، وحزب الله لن يتخلى عن دعم الجنرال، ولن يضغط علينا، وأنا لن انسحب، والحريري لن يدعم عون”.
اما الحل فسيكون برأيه من خلال: إما بموافقة عون على الخطة “ب”، وإما بأن يقرر الحريري دعم ترشيحه فننسحب له حينها، لاننا هكذا لا نفوت علينا هذه الفرصة.
فرنجية يوضح انه ماضٍ في المعركة الرئاسية، “لان التعطيل المجاني للترشيح الاقوى، هو نوع من العبث السياسي المؤذي لنا كفريق سياسي، فلو ان انسحابي يضمن فوز عون بالرئاسة، سأنسحب فورا، وسأفعل متى قرر الحريري ان يدعم الجنرال، أما إذا سحبت ترشيحي الآن فلن يؤدي ذلك الى انتخاب عون، بل ان 14 آذار قد تذهب حينها في اتجاه طرح أسماء أخرى من خارج 8 آذار.
ويرى فرنجية ان حظوظه الرئاسية متأرجحة، لكن الاكيد ان لا حظوظ لعون في ظل الاوضاع الحالية.
رئيس “المردة” جزم بأن موقفه حول جلسة 8 شباط سينسقه مع حزب الله للمقاطعة او الحضور، “برغم ان هذا القرار قد يجرّ علي الانتقادات كوني مرشحا رئاسيًّا”.
فرنجية يدافع عن الحريري
يقول “البيك” ان “الشيخ سعد” مهذب جدا ومريح، فهو لا يستفز محدثه مهما كان الاختلاف في الرؤى والتوصيفات. فالحريري يعبر عن واقع سياسي يمثل اغلبية المسلمين السنة.
ويسأل: أين المصلحة في استفزاز ثلاثة ملايين ونصف سني يتواجدون في لبنان، من لبنانيين ونازحين سوريين ولاجئين فلسطينيين؟ ولماذا ندفع هؤلاء الى التطرف، علما ان بعضهم قد يلجأ الى العنف؟ أنا ضد استفزاز الطائفة السنية، أو غيرها من المكونات…
ولماذا تظن ان الحريري والسعودية قررا دعمك لرئاسة الجمهورية؟
يجزم فرنجية انهما اقتنعا بحتمية انتخاب رئيس من قوى 8 آذار، للخروج من نفق الشغور، “وربما يعتبران ان التفاهم معي ممكن”، وحول اتهام النائب احمد فتفت مسؤول الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا بتسريب خبر لقاء باريس بينه وبين الحريري نفى فرنجية ذلك قائلا: مخابرات الجيش هي التي سربت.
لن الغي احدا…
يقول فرنجية انه لن يلغي او يحجّم أحدا إذا وصل الى رئاسة الجمهورية بل “سأعطي خصمي وحليفي حقه وفق حجمه”.
لا يرى فرنجية ان الخطابات حول الاصلاح فقط تنطبق على ارض الواقع، فهو يعتبر ان التفاهم بين القوى معبر اساسي لتنفيذ الاصلاح وهو ما سيسعى اليه.