(الصورة: النائب فايز الجمهور يستغرب إلغاء محاضرة عن الفكر النِسوي وخطره على المجتمع الإسلامي معدة من قبل وزارة الأوقاف بسبب ما وصفه بضغوط من قبل متنفذين يحملون « فكرا محاربا للفضيلة والأخلاق والتدين »)!
*
أعلنت وزارة الأوقاف عن «سرورها» من إقامة محاضرة بعنوان «الفكر النسوي، وخطره على المجتمع»!!
لكن توالي الاحتجاجات والضغوط دفع الوزارة لتغيير عنوان المحاضرة لشيء أقل إساءة واستفزازاً، ولكن تلك الضغوط كانت من التزايد ما أدى إلى دفعها لإلغاء المحاضرة الخالية من الذوق في موضوعها ومضمونها على الأقل، فدور المرأة في حياتنا أصبح حاسماً ومعروفاً، بعد قرون من الظلم التهميش، وتستحيل العودة لما تريده قوى التخلف التي تم «إسكاتها» في الجوار، فأتت لنا تبث سمومها، لأن المرأة ليست آلة جنس وتوالد ونفخ وطبخ، فهي صاحبة عقل راجح وتتمتع بإنسانية وفكر يتجاوزان مستوى من يودون إعادتها لكهوف طالبان!
***
أغاظ قرار الإلغاء الأخ المحاضر، فقام بالتهجم على قرار وقف المحاضرة، والتلميح في تغريدة بأن أمراض المجتمع من زيادة حالات الطلاق وجرائم العنف وتفكك الأسرة، يعود سببها الى «الفكر النسوي»، والحرية التي أصبحت المرأة تتمتع بها، متجنباً تحميل الرجل، وخاصة من جماعته، أدنى مسؤولية مما يشكو المجتمع منه. غير مدرك أن مشاكل المجتمع أكبر وأكثر تعقيدا، ولن تنتهي، بل حتما ستزداد، متى ما حصل الرجل على «تصريح» بأن «يتعامل» مع المرأة كما يريد، وإخضاعها لسلطته لتكون طوع الشاذ من رغباته، من خلال الهيمنة عليها وعلى فكرها، فمن يتحدث عنهن هن قبل كل شيء أمهاتنا وشقيقاتنا وبناتنا وزوجاتنا وعماتنا وخالاتنا، وكل أمهات وشقيقات وبنات الآخرين، ولا نرى فيهن ما يراه هو من اعوجاج، يتطلب التعديل بناء على مواصفاته المهترئة، بل نرى العكس تماماً.
ولا أدري سبب إصراره وغيره على انتقاد فكر المرأة وتجاهله الواضح لحقيقة أن أقل الجهات توظيفا للمرأة، على سبيل المثال، هي الأكثر فساداً، وخاصة فيما يتعلق بجرائم الاستيلاء على المال العام، والتوظيف والتعيين العشوائي، والشهادات المزورة، وأخبار ما يحصل في الجهات والهيئات الدينية ماثل أمامنا! هذا غير قضايا الدولة الأكثر خطورة التي لا يهتم لا المحاضر ولا أشكاله بها لأنها، في الغالب، لا تعنيهم!
***
تزامن وقف المحاضرة مع انتشار خبر إقدام السلطات على إزالة شجرة ميلاد بلاستيكية من أحد المولات! وبالسؤال تبين أن الخبر لم يكن دقيقا، فالإزالة تمت بسبب مخالفة صاحب المحل لشروط العقد مع إدارة المجمع فيما يتعلق بحجمها وارتفاعها ومكانها، ولم يكن للسلطات علاقة بالأمر، وهذا بحد ذاته خبر جيد، فنحن عطشى لسماع ما يماثله، بعد أن جفف المتخلفون «ريقنا»!!
***
يا سمو ولي العهد. لقد سئمنا من كل هذا التشدد الديني غير المبرر. لقد جعلوا كل شيء حولنا حراما، وخربوا الفرح في قلوبنا، وحان وقت الاقتداء بأشقائنا، فحكم الملالي انتهى عهده، ويجب أن يعود للدولة وجهها «الصباحي الصبوح»، بعد أن نجح المتشددون، لأكثر من نصف قرن، في تكسيته بالحزن والهم والغم.
***
خرجت السيدة «ميركل، وهي بالمناسبة امرأة، من الحكم بعد أن قادت ألمانيا، الدولة الأقوى والأكبر والأرفع مكانة في أوروبا، لـ16 سنة باهرة، لم تضع خلالها في جيبها 100 فلس فوق ما تستحق!!
ولو كان أمرها بيد الأخ المحاضر لطلب منها أن تقر في بيتها ولا تخرج منه إلا لثلاث: الزواج.. العلاج.. ولكي تدفن في المقبرة!
***
في خضم انشغالنا، شعباً وحكومة، بالموقف من المرأة، ومن «شجرة بلاستيكية»، انطلق عصر الأمس في أميركا صاروخ يحمل تلسكوبا عظيما سيمكن البشرية من رؤية بداية تكوين الكون قبل 14 مليار سنة (!!)
a.alsarraf@alqabas.com.kw