يقول مثل هندي “ينبغي أن تكون للكذاب ذاكرة جيدة”، ويبدو جلياً أن هذا المثل لم يمر على الشيخ أحمد الفهد صاحب الألقاب الكثيرة والطويلة، لأنه ببساطة لو كان قد قرأه من قبل وأمعن في معناه لثوان معدودات لكان فكّر ألف مرة قبل أن يطلق تصريحاته الأخيرة حول أسباب إيقاف النشاط الرياضي الكويتي من قبل اللجنة الأولمبية الدولية التي يشغل عضويتها، بحجة التعارض المزعوم للقوانين الكويتية مع الميثاق الأولمبي، ومحاولته الفاشلة لتحميل الحكومة، وتحديداً وزير الإعلام وزير الشباب الشيخ سلمان الحمود، مسؤولية الأزمة المفتعلة.
نحن هنا لا نبحث في الدفاع عن الوزير أو الحكومة أو غيرهما بل عن ندافع عن أحقيتنا باحترام البعض لعقولنا، وعدم الاستخفاف بنا، أو المراهنة على قصر الذاكرة لدينا، ومن هذه النقطة بالذات تنطلق أهمية بيان حقيقة الكذب والتدليس، الذي يصر البعض على أن يمارسه علينا وعلى الشارع الكويتي بشكل عام، والرياضي على الخصوص.
وحتى لا ندخل في الإطالة والحديث الممل، لأننا بالتأكيد “ما نقايش مع بوفهد وأخوه بالقرقة” فسنطرق باب الموضوع بشكل مباشر، وسنذهب إلى أهم نقطة تطرق إليها رئيس اتحاد اللجان الأولمبية الوطنية (أنوك) في حديثه الذي أدلى به لوكالة الأسوشييتد برس في واشنطن، وتصوير أسباب الأزمة بأنه “يعتقد أنها سياسية وتعود إلى خسارة وزير الشباب انتخابات الاتحاد الدولي للرماية”، ورغم أن السبب “ما يدش العقل” فإننا سنسمح لبوفهد بالاعتقاد لوهلة أنه نجح في خداعنا، لكن ليسمح لنا هو كذلك بالنقاش حول هذه النقطة بالذات، ويجيبنا أو من ينوب عنه من “الفداوية والصبيان” وبياعة القلم، وهم كثر ومنتشرون هذه الأيام في كل مكان، وأصبحوا لا يستحون من كشف رؤوسهم، فهم مثل من “يتعرين ليلاً ويملأن الشارع في الصباح صخباً بالحديث عن الشرف”.
وليتفضل ليقول لنا ما هي الروابط السياسية بين خسارة الوزير للانتخابات المذكورة وإقرار قوانين منظمة للرياضة في الدولة؟ وحتى لا يعتقد البعض كما اعتقد بوفهد في إجابته عن سؤال مراسل الوكالة بعدم وجود أدلة، وكي نتمكن من وضع النقاط فوق الحروف، ونبين حجم وكبر أسلوب التدليس المتعمّد الذي يحاول البعض أن يتبعه، رغبة منه في التغطية على مسؤوليته ومن معه عن أزمة الإيقاف وإخفاء دوره فيها، ومحاولة تشويه صورة وحقيقة سلامة القوانين الكويتية وتشريعاتنا الوطنية التي وضعت لتنظيم العمل الرياضي دون قصد المساس والسيطرة التي يسعون لها هم ويخشونها من غيرهم، من أجل ذلك كله نسأل كيف يكون الشخص متأثراً بحدث ويبني قراراً عليه وهو لم يأت بعد؟
وللتوضيح نقول: مشروع القانون قدم لمجلس الأمة في مايو 2014، وصدر كمرسوم بقانون رقم 117 لسنة 2014 في يوم 22 أكتوبر من نفس العام، ونشر في ملحق الجريدة الرسمية “الكويت اليوم” في اليوم التالي، في حين كانت انتخابات الاتحاد الدولي للرماية التي خسرها الشيخ سلمان بسبب “شغلكم انت وربعك عليه”، وعدم مساندته فيها رغم أن “حاله حالكم يمثل الكويت” جرت في ديسمبر 2014، أي بعد شهرين من إصدار القانون والعمل به، “فهل كيف طال عمرك” يكون السبب وراء الأمر يتعلق بالسياسة والإيقاف له علاقة بموقف الوزير بالانتخابات؟
بِنَلتي
يقول مارك توين، وهو كاتب أميركي ساخر مات في أوائل القرن الماضي “يستطيع الكذب أن يدور حول الأرض في انتظار أن تلبس الحقيقة حذاءها”، ومن سوء حظ بوفهد أن “الكذبة اللي قطها بأميركا دارت حول الأرض ووصلت الكويت بس طلعت الحقيقة لابسة عندنا لابچين براغي”… قوانينا سليمة دور عذر جديد واحنا ناطرين.
*لابچين: كلمة كويتية فارسية الأصل وتعني حذاء لاعبي الكرة