في عصر الإنترنيت أي تصريح غامض وملتبس يمكن أن يخلق مشكلة. وهذا ما حدث مع تصريح البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا، وخصوصاً مقابلة مساعده الذي استخدم عبارة “المعركة ضد الإرهاب هي من أجل العدالة في العالم، وكرامة الشعب المضطهد. هذه المعركة أخلاقية بامتياز، وإن أردتم، فهي معركة مقدسة”!
وينشر”الشفاف” توضيح “المركز الإنطاكي الأرثوذكسي للإعلام”.. للفائدة! مع إشارة لا بد منها: وهي أن “الكنيسة الأرثوذكسية في روسيا” تتميّز عن الأرثوذكس الآخرين بأنها “كنيسة روسية” بالدرجة الأولى، الأمر الذي يفسّر ربما تحفّظها الدائم على التقارب مع الفاتيكان. ومع الإشارة إلى أن “الكنيسة الروسية المقدسة” لم ترفع صوتها يوماً ضد “الإرهاب الأسدي” للشعب السوري طوال ٤٠ سنة!
*
توضيج من المركز الانطاكي الاورثوذكسي للاعلام حول تصريحين للبطريرك كيريل والاب تشابلين
الجمعة 02 تشرين الأول 2015 – 11:58
صدر عن المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للاعلام في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس البيان الآتي:” تناقلت وسائل الإعلام المحلية، في اليومين الماضيين، ترجمة غير دقيقة تدل على سوء فهم أو استخدام لتصريح صحفي، أدلى به رئيس دائرة العلاقات بين الكنيسة والمجتمع في الكنيسة الروسية المتقدم في الكهنة فسيفولد تشابلين. وقد حرف النص المترجم المنشور والمتداول مضمون ما أدلى به الأب المذكور بشأن قرار الدولة الروسية الأخير. يهم المركز الأنطاكي الأرثوذكسي للاعلام في بطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن يضع بين أيدي المعنيين الترجمة الدقيقة لمضمون تصريح قداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكل روسيا، بالإضافة إلى مقابلة الأب تشابلين، بهذا الشأن.
وهنا تصريح قداسة البطريرك كيريل نقلاً عن خبر الموقع الرسمي لبطريركية موسكو وسائر روسيا:
البطريرك كيريل: “من غير المسموح أن يبقى أحد غير آبه بويلات الشعب السوري”
عبر بطريرك الكنيسة الروسية الأرثوذكسية عن رجائه بأن تقود المشاركة الروسية في حل القضية السورية إلى جلب السلام المنتظر للمنطقة.
“لقد توجهت الكنيسة الأرثوذكسية الروسية للقيادة الروسية ولباقي الدول والمنظمات العالمية داعيةً ألا يبقوا غير آبهين تجاه شعب سورية والشعوب الأخرى في المنطقة” ذكر بطريرك موسكو وسائر روسيا الكلي القداسة كيريل.
“لا من شائعات بل عبر اتصال شخصي وتواصل مع قادة دينيين في الشرق الأوسط عرفنا وأعلمنا عن حال الويل التي سادت الناس الذين باتو هدفاً للمتطرفين والإرهابيين” صرح البطريرك.
وبحسب كيريل، فقد تابع المسيحيون الأرثوذكس ظروف العيش القاسية الكثيرة لمسيحيي المنطقة وحوادث الخطف والذبح المقيت تجاه الأساقفة والرهبان والتدمير البربري للهياكل المقدسة.
“والضرر أيضاً لا يستثني المسلمين في تلك الديار التي هي مقدسة بالنسبة لكل أتباع الديانات الابراهيمية” أكد قداسته.
“لسوء الحظ التطورات السياسية لم تفض إلى فض ضيق الناس الأبرياء المحتاجين إلى الحماية” شدد البطريرك.
“لقد اتخذت روسيا الاتحادية قراراً مسؤولاً باستخدام قوتها العسكرية لتحمي الشعب السوري الذي ضربته المحن التي جلبها الارهابيون بتعسفهم. ننيط بهذا القرار عودة السلام والحق لهذه الأرض القديمة” قال قداسته.
“ونحن إذ نتمنى السلام لشعوب سوريا والعراق وبقية الدول في الشرق الأوسط نصلي ألا تتخذ المعركة الصعبة المحلية أبعاد الحرب الكبرى وألا يفضي استخدام السلاح إلى موت مواطنين كما ونتمنى عوداً آمناً لكل جنود القطع الروسية إلى ديارهم” ختم قداسة البطريرك كيريل.
مؤتمر الأب تشابلين:
“نريد أن نقول أن موقف الأديان المختلفة في روسيا هو موقف متعاطف مع الدولة الروسية. كما تعرفون أنه، في روسيا، هناك المجلس الوطني للأديان، يجمع المسيحيين والمسلمين واليهود والبوذيين، وننتظر قريباً صدور بيان عن هذا المجلس. وانا متأكد أن هذا المجلس سيوافق على قرار الدولة الروسية بأن تأخذ الدولة دوراً خاصًا في الشرق الأوسط وبالأخص في سوريا.
هذا القرار يتماشى مع شرعة الأمم، ويؤكد على منطق الشعب ويشدد على أهمية فكرة حفظ السلام وعلى الدور الأخلاقي الذي تلعبه روسيا في المناطق المختلفة بالعالم وخصوصًا في الشرق الأوسط.
وهذا الدور يعنى بالضعفاء والمعنفين، وبحماية المسيحيين الذين يعيشون بالشرق الأوسط، وهؤلاء الذين يتعرضون اليوم للإبادة الجماعية. هذا الدور الناشط والأخلاقي يرتبط منذ القدم وحتى اليوم بتحقيق العدالة والسلام للأمم المختلفة، وخصوصًا في الشرق الأوسط. وأنا آمل كثيرا اليوم أن يتحقق في الشرق الأوسط دور روسيا القوي المحب للسلام، والأخلاقي، لمساعدة الشعب المضطهد والمعنف، والمهدد بفقدان حريته، وحقوقه، وصحته، هذا الشعب المضطهد والمعارض للإرهاب.
الإرهاب هو تهديد خطير جدًا لكل العالم، وهو يحارب بلدنا الذي هو من أقوى بلاد العالم. غير ممكن أن نبرر عمل الإرهاب بفكرة أو قول أو شعار ديني أو غير ديني أو سياسي أو إجتماعي. غير ممكن أن يعطى أي تبرير للإرهاب. لذلك المعركة ضد الإرهاب هي من أجل العدالة في العالم، وكرامة الشعب المضطهد. هذه المعركة أخلاقية بامتياز، وإن أردتم، فهي معركة مقدسة.
واليوم روسيا ربما هي أهم قوة ناشطة في العالم تحارب الإرهاب، ليس من أجل مصالح سياسية لها، ولكن لأن الإرهاب غير أخلاقي. ومن الضروري أن ندافع عن الضعفاء، وبالأخص يجب أن يحمى الشعب الواقع تحت تهديد التهديد والتهجير والإبادة الجماعية”.
نذكر في هذا المجال، بأن موقف الكنيسة الأنطاكية الرسمي تعبر عنه حصرا بياناتُ مجمعها المقدس وغبطة البطريرك والبيانات التي تصدر رسميا عن المركز الأنطاكي الأرثوذكسي