لم يكن مألوفاً حتى الآن أن يبدي ضباط الجيش العاملون، أو المتقاعدون، رأيهم علناً في شؤون الجيش إلى أن جاء.. “الجنرال” ميشال عون! ما يحدث الآن “سابقة” في تاريخ الجمهورية التي عُرفَ جيشها بأنه “الصامت الأكبر” منذ عهد مؤسّسه العماد فؤاد شهاب.
بدأ العميد المتقاعد جورج نادر سلسلة اتصالات الى جانب قائد الجيش العماد جان قهوجي، للحؤول دون إخضاع المؤسسة العسكرية لتسويات السياسيين، خصوصا، جموح العماد عون ونهمه للسلطة، وطلبه ترقية صهره العميد شامل روكز الى رتبة لواء، وتمديد مهلة خدمته في الجيش تمهيدا لتعيينه قائدا للجيش بعد إنتهاء فترة التمديد للعماد قهوجي- وذلك كله، خلافا لكل القوانين والاعراف المعمول بها في المؤسسة العسكرية.
العميد نادر من المقربين من العماد عون وخاض معاركه كافة في الالغاء والتحرير، واصيب في معركة 13 تشرين الاول التي اخرجت العماد عون من بعبدا، وخاض معارك نهر البارد لاخراج تنظيم فتح الاسلام الارهابي من المخيم، ومعارك التبانة.
كان العميد نادر قائد فوج المجوقل في الجيش اللبناني حتى العام 2013، وارسل الى فرنسا كملحق عسكري، قبل ان يحال الى التقاعد في 20 ايار من العام الجاري.
العميد المتقاعد، جورج نادر تم التداول باسمه لتولي قيادة الجيش، إلا أن الجنرال عون تخلى عنه ولم يقم الدنيا ويقعدها من اجل ترقيته او من اجل توليته القيادة، على غرار الحملة الشعواء التي يخوضها حاليا من اجل صهره العميد روكز. بالعكس، فإن عون رد على اهالي العميد نادر والعميد الركن مارون حتي حين طالبوه بإدراج اسميهما لتولي قيادة الجيش الى جانب العميد روكز، وتاليا من يصل الى هذا المنصب يكون مكسبا للتيار العوني من جهة ولتضحيات الضباط الثلاثة مع عون من جهة ثانية، فكان جواب الجنرال أن الاسماء الثلاثة المطروحة لتولي قيادة الجيش هم :العميد شامل روكز والعميد شامل روكز والعميد شامل روكز”.
العميد المتقاعد اتصل بقائد الجيش واضعا نفسه وامكاناته بتصرفه من اجل الحؤول دون إفساد المؤسسة العسكرية، كما اتصل بعدد من السياسيين طالبا اليهم اما وقف مداخلاتهم السلبية وترك المؤسسة العسكرية خارج دائرة التجاذبات السياسية، وإما من اجل حثهم على المضي قدما في مواقفهم الرافضة لترقيات لا تمت الى القانون العسكري بصلة.
العميد نادر طالب عبر محطة الام تي في التلفزيونية السياسيين برفع يدهم عن المؤسسة العسكرية محذرا السياسيين خصوصا العماد عون من إفسادها.
وفي سياق متصل قال وزير العدل الواء أشرف ريفي إنه يرفض اي تسويات سياسية تنتج ضباطا برتبة لواء في الجيش اللبناني، مشيرا الى ان الضباط يحالون الى التقاعد وعليهم ان يخلوا مراكزهم لمن يستحقونهم من خلفهم كما فعل هو حين أحيل الى التقاعد، فغادر مؤسسة الامن الداخلي من دون ضجة، مع ان فريقا سياسيا كان يدعم بقاءه في منصبه.
وأضاف ريفي انه والعماد سليمان وكل الضباط غادروا ويغادرون مراكزهم العسكرية بالتقاعد، وتاليا لا حاجة الى هذه الجلبة من اجل ضابط او اكثر.
حسب محطة “إم تي في”:
جورج نادر عميد متقاعد برز اسمه في المؤسسة العسكرية وكان قائد فوج المجوقل حتى العام 2013 حيث خاض أشرس المعارك في مواجهة الارهاب التكفيري. كان العميد نادر من أشد المقربين للعماد ميشال عون، ومن أبرز المؤهلين لتولي قيادة الجيش. لكنه لم يحظ بفرصة أن تخاض معركة من أجله. وعلى أثر التمديد الاول للعماد جان قهوجي أرسل نادر الى فرنسا كملحق عسكري، قبل أن يحال الى التقاعد في ايار العام 2015.
ماذا يقول العميد المتقاعد عن التسويات المقترحة للتعيينات العسكرية؟
بغصة يتحدث نادر عن مؤسسة أمضى فيها 35 عاما من عمره، يدافع عنها كدفاعه على الجبهة في وجه الاخطار، والمؤسسة اليوم بحسب رأيه تعيش خطر التسويات السياسية.
قبل العميد نادر بكل طيبة خاطر التقاعد والتزم القرار القانوني ولم يقم الدنيا ويقعدها، هو الآن خارج المؤسسة لكنه من أشد المدافعين عنها… فلتحلّ الحكومة مشاكلها وتبعد عن الجيش، هي نصيحة العميد المتقاعد.