الصورة: متشددون باكستانيون يتظاهرون امام المحكمة العليا في لاهور احتجاجا على اطلاق سراح اسيا بيبي التي يحملون صورا تطالب باعدامها 1 شباط/فبراير 2020
أعربت الشابة الباكستانية المسيحية آسيا بيبي، التي أمضت سنوات تنتظر تنفيذ حكم الاعدام بحقها بعد ادانتها بالتجديف عام 2010، عن رغبتها في الحصول على اللجوء السياسي في فرنسا.
وقالت بيبي لراديو “آر تي ال” خلال زيارتها الأولى الى فرنسا منذ هروبها من باكستان عام 2018 الى كندا “رغبتي الكبيرة هي أن أعيش في فرنسا”.
وتأتي زيارتها الى باريس بعد أسابيع عدة من نشر كتابها “أخيرا حرة” باللغة الفرنسية الشهر الماضي، مع نسخة انكليزية يرتقب صدورها في أيلول/سبتمبر.
وأضافت “فرنسا هي البلد الذي منحني حياتي الجديدة (…) أنا اعتبر “آن-ايزابيل” ملاكا بالنسبة الي”، في إشارة الى الصحافية الفرنسية آن-ايزابيل تولليه التي قامت بحملة طويلة لاطلاق سراحها ولاحقا شاركت بيبي في تأليف كتابها.
والثلاثاء تسلم رئيسة بلدية باريس “آن هيدالغو” جنسية فخرية الى بيبي كان قد منحتها لها عام 2014 حين كانت لا تزال خلف القضبان.
وقالت بيبي ان لا موعد مقررا لها مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، لكن “أود أن يسمع الرئيس طلبي”.
وفي كتابها تسرد بيبي ظروف الكابوس الذي عاشته في السجن حتى اطلاق سراحها عام 2018، وسط غضب دولي حول طريقة التعامل مع قضيتها.
وأثار إطلاق سراحها أعمال شغب في باكستان ذات الغالبية الاسلامية وحيث يتعرض المسيحيون في احيان كثيرة للاضطهاد.
ولاحقا هربت مع عائلتها إلى كندا، حيث كانت تعيش في مكان غير محدد تحت حماية الشرطة.
وقالت بيبي “أنا في غاية الامتنان لكندا”، مضيفة أنها ترغب الآن في العمل “يدا بيد” مع تولليه لحض السلطات الباكستانية على إطلاق سراح مسجونين آخرين بسبب قوانين التجديف في البلاد.
“منفى للأبد”
وتعود الادعاءات ضد بيبي الى عام 2009، عندما رفض عمال مسلمون كانوا يعملون إلى جانبها تقاسم المياه معها لأنها مسيحية.
وبعد حصول جدل معهم، قصدت امرأة مسلمة رجل دين محلي لتتهم بيبي بالتجديف ضد النبي محمد.
لكن وعلى الرغم من تبرئتها من قبل رئيس المحكمة العليا في باكستان، حذّر نشطاء من ان منح الحرية لبيبي يعني على الأرجح أن حياتها ستبقى مهددة من قبل المتشددين الذين طالما طالبوا باعدامها.
وفي شهر أيار/مايو الماضي، جرى اخراجها من باكستان الى كندا حيث كانت تولليه هي الصحفية الوحيدة التي التقتها.
وتتحدث بيبي في كتابها عن الظروف المهينة والمريعة في السجن، والعذاب اليومي الذي عانت منه الأقلية المسيحية في البلاد.
وهي تتذكر أيضا صعوبة التكيف مع حياتها الجديدة، والألم الذي سببه اضطرارها إلى المغادرة دون رؤية والدها أو احد من أفراد عائلتها.
وكتبت “باكستان هي بلدي. أحب بلدي ولكني في منفى إلى الأبد”.