إيران لم تكشف كل مواقعها النووية، والسعودية دخلت “السباق على القنبلة الذرية” من البوّابة الباكستانية
خاص بـ”الشفاف”- شكّكت مصادر أوروبية مطّلعة في حديث لـ”الشفّاف” في تنفيذ الإتفاق النووي مع إيران، وتوقّعت أن تشهد الأشهر المقبلة تصعيداً خطيراً على مستوى الشرق الأوسط كله من مختلف الفرقاء الرافضين للإتفاق! وهم “الحرس الثوري” الإيراني من جهة، والإسرائيليون من جهة أخرى. وهذا عدا السعوديين الذين يعتبرون التفاهم مع إيران تهديداً لهم، والذين دخلوا الآن في “السباق على القنبلة الذرية”!
مواقع نووية لم يتم الإعلان عنها!
وقالت المصادر أنه “بعكس ما أشيع بعد اتفاق فيينا، فإن إيران لم تكشف عن كلّ ما لديها من نشاطات ومواقع ذات صلة ببرنامجها النووي العسكري. وأضافت أن الدول الغربية “تعرف، وهي متأكدة” من أن إيران “اخفت” عدداً من مواقعها النووية بحيث لم يشملها إتفاق فيينا”!
هل المقصود هو مواقع “صواريخ بالستية”؟ “ليس فقط”، ترد المصادر، بل “مواقع نووية أيضاً”.
لكن، إذا كان ذلك صحيحاً، فلماذا وقّعت الدول الغربية على الإتفاق رغم شكوكها حول وجود “مواقع نووية” غير معلنة؟
تقول المصادر أن السبب هو “التعب من المفاوضات” ورغبة الرئيس أوباما في تحقيق “إنجازٍ” لرئاسته!
وماذا عن الفرنسيين، الذين كانوا “الأكثر عناداً” في المفاوضات مع إيران؟
تجيب المصادر بأن الرئيس فرنسوا أولاند طلبَ من وزير خارجيته لوران فابيوس التوقيع على الإتفاق لأنه، هو أيضاً، “تَعبَ من المفاوضات، ويرغب في تقديم “إنجاز” للرأي العام الفرنسي”!
وعدا ذلك، فالفرنسيون ربما يعتمدون على نظام “سناب باك” (العودة التلقائية” للعقوبات”) الذي اخترعته الخارجية الفرنسية للحؤول دون استخدام “الفيتو” الروسي أو الصيني لعرقلة إعادة العقوبات على إيران إذا لم تنفذ تعهداتها!
”الحرس سينتقم من الإيرانيين”!
وبعكس ما يتوقّع الرأي العام الإيراني، الذي هلّل لاتفاق فيينا، وتوقّع أن يكون الإتفاق مدخلاً لتحسين أوضاعه المعيشية، وأوضاع الحريات العامة في إيران، فإن “الحرس الثوري سينتقم من الشعب الإيراني“، حسب ما تقول المصادر الأوروبية نفسها! فـ”الحرس” لم يكن يريد الإتفاق، وهو سيعمل ما بوسعه لضبط الوضع داخل إيران بواسطة “قبضة حديدية”! ربما لأن قائد “الحرس”، محمد علي جعفري، متخصّص في مكافحة “الحروب الناعمة”- أو “الثورات الملوّنة”، نسبةً لما حصل في أوروبا الشرقية- وهو يخشى أن يكون الإتفاق بدايةً للإطاحة بنظام “الملات-الحرس””! إنه يخشى من مشروع “غورباتشوف إيراني”!
ماذا عن الرئيس روحاني؟
ترد المصادر بأن “روحاني مع الإتفاق”، ولكنه “ليس صاحب السلطة في إيران” وقد يكون مصيره هو شخصياً على المحكّ بسبب اتفاق فيينا. الإحتمالات مفتوحة.
وتذكّر بأن روحاني يفاخر بأنه كان (في وظيفة مستشار الأمن القومي الإيراني، قبل سنوات) أول من عقدَ اتفاق تعاون أمني مع السعودية. ولكن “الحرس” ناقم عليه.
كيف سترد إسرائيل؟
الإسرائيليون، والحزب الجمهوري الأميركي، “في حالة غليان” بسبب الإتفاق، تضيف المصادر. ولكن، هل تجرؤ إسرائيل على القيام بتوجيه ضربة عسكرية لإيران رغم توقيع الولايات المتحدة على اتفاق معها؟ “ربما لا تقوم بعملية عسكرية، ولكن إسرائيل ستفعل كل ما بوسعها لإجهاض إتفاق فيينا”! (نقلت وكالة “رويترز” اليوم تصريحاً لوزير الخارجية الأميركية كيري جاء فيه أن “اسرائيل سترتكب خطأ جسيما إذا قررت اتخاذ اجراء عسكري منفرد ضد ايران بسبب برنامجها النووي.”
وكان كيري يرد على سؤال خلال مقابلة مع برنامج (توداي) على تلفزيون ان.بي.سي عما إذا كان الاتفاق النووي الذي توصلت اليه القوى العالمية الست مع ايران الاسبوع الماضي يزيد احتمالات أن تشن اسرائيل هجوما عسكريا أو الكترونيا على طهران. وقال كيري “سيكون هذا خطأ فادحا..خطأ جسيما له عواقب خطيرة على اسرائيل وعلى المنطقة ولا أظن أن هذا ضروري.”)
تعاون سعودي-باكستاني عسكري ونووي!
ماذا عن السعودية؟ وكيف نجحت السعودية في القيام بحملة جوية شهدت في بعض الأيام اكثر من “١٠٠ طلعة جوية”، وهذا ما لم يسبق لأي بلد عربي القيام به حتى الآن؟
تلاحظ المصادر أن الطيران الإماراتي الكفؤء لعب دوراً مهماً في الحملة الجوية. وتضيف أنه ربما شارك عدد من الطيارين الباكستانيين الذين شاركوا في القصف الجوي ضد الحوثيين في اليمن!
ولكن باكستان رفضت المشاركة في “التحالف”، وصوّت البرلماني الباكستاني ضد تقديم دعمٍ عسكري للسعودية؟
تردّ المصادر بأن هذا صحيح، “ولكن القوات المسلحة السعودية تستفيد من خدمات “شركة خاصة” باكستانية يرأسها جنرال باكستاني متقاعد وتضم بضع عشرات من الطيارين المجرّبين، إضافة إلى حوالي ١٠٠٠ عسكري متقاعد من مختلف الإختصاصات”!
وتستخفّ المصادر بما يُشاع عن تدهور العلاقات السعودية-الباكستانية بسبب قرار البرلمان الباكستاني بالإمتناع عن المشاركة في الحرب، قائلة أن “السباق على القنبلة النووية” قد بدأ فعلاً .. بسبب الإتفاق مع إيران!
فالسعوديون سيعزّزون دعمهم المالي للبرنامج النووي الباكستاني، ويُعتَقَد أن هنالك علماء سعوديين في بعض مراكز الأبحاث النووية في باكستان الآن”!
سوريا بعد اليمن؟
هل يمكن للسعودية أن توسّع حربها الجوية لتشمل سوريا بعد اليمن؟ تعتقد المصادر أن ذلك ممكن!
وماذا تستطيع إيران أن تفعل إذا شارك الطيران السعودي والإماراتي بقصف قوات الأسد وميليشيا حزب الله؟ “عسكرياً لا شيء. فلا تملك إيران القدرة على الردّ. وهي تعتمد على “ميليشيات عربية”، ولا تملك سوى بضعة آلاف من الضباط والجنود في سوريا! وحدها روسيا، تملك مثل هذه القدرة، ولكن روسيا تعبت من الحرب السورية”.
دور فرنسا في حملة اليمن: قاعدة جيبوتي
أخيراً، سألنا المصادر الأوروبية عما ذكرته مصادر أميركية عن “دور فرنسي خاص” في دعم الحملة الجوية السعودية في اليمن؟
ترد المصادر بأن فرنسا قدّمت معلومات إستخبارية (معلومات أقمار صناعية، ومعلومات عن “الأهداف” المناسبة للقصف) للسعوديين، وفتحت للمقاتلات السعودية القاعدة الفرنسية في جيبوتي لإعادة التزوّد بالوقود بعد عمليات
القصف!
وصفقة تسليح الجيش اللبناني
وتربط المصادر بين هذه التسهيلات الفرنسية للطيران السعودي وصفقة تسليح الجيش اللبناني بقيمة ٣ مليار دولار. وتقول أن السعودية هي التي ربطت بين الموضوعين، وأن ملف تسليح الجيش اللبناني “سوف يخرج الآن من حالة “التجميد” التي فرضها السعوديون قبل أسابيع”! وأن ولي العهد الأمير محمد بن نايف (وليس ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان) هو الذي يتابع ملف تسليح الحيش اللبناني.
مصير حزب الله على المحك؟
كيف ستؤثر هذه التطورات على حزب الله؟
”هذا سيتوقّف على تطوّر الأوضاع داخل إيران”، تقول المصادر. لكن استخدام حزب الله ضد إسرائيل لم يعد ممكناً في ظل اتفاق فيينا. فأي عملية عسكرية يقوم بها “الحزب” ضد إسرائيل تعرض للخطر اتفاق فيينا نفسه. وتهدّد حتى بردّ عسكري إسرائيلي يستهدف إيران نفسها!
ما يعني أن “حزب الله” يمكن أن يظل “أداة” صالحة للإستخدام في سوريا أو العراق، أو حتى اليمن، أي في البلدان التي اعتبرها نصرالله “طريقا” إلى القدس!
ولكنه، باستثناء حالة انهيار اتفاق فيينا، أو صدام مباشر بين إيران وإسرائيل، “لم يعد صالحاً للإستخدام ضد إسرائيل”.
القدس ستنتظر!