صورة من الأرشيف لأبو رمضان، الواعظ الذي يُزعم أنه قال في تسجيل مُتداول لإحدى خطبه: “اللهم عليك بالصليبيين الحاقدين واليهود والهندوس والروس والشيعة الروافض” في أحد أماكن العبادة الخاصة بالمسلمين في سويسرا.
قبل سنوات، قرأت على صفحة “الجماعة الليبية المقاتلة” (صديق قطر،عبد الكريم بلحاج كان عضواً فيها)، جواباً من الشيخ السعودي المتخلف فوق العادة، “الشعيبي”، على سؤال طرحه عضو في الجماعة عن علاقة المسلمين ببلاد الكفار! كان جواب الشعيبي: “خدوا جنسيتهم واحقدوا عليهم في قلوبكم”!
وهذا، عملياً، هو موقف الجماعات السلفية كلها، بما فيها جماعة “الإخوان المسلمون”!
الشيخ، “اللاجئ السياسي”، موضوع هذا التحقيق هو من جماعة “قناة التناصح“، أي من جماعة مفتي ليبيا الإرهابي، الشيخ الغرياني. وهو يقبض من “الكفار” حسب قوانين شريعة الكفار، ويدعو عليهم حسب شريعة “الإخوان” و”السلف”! وهو من نفس بضاعة شيخ “حماس” الذي شاهدناه في فيديو، قبل سنوات، وهو “يبشّرنا” بقرب غزو “روما”، أي الفاتيكان! ومن نفس بضاعة الشيخ المغربي الهالك الذي أرسل مراهقين لقتل الناس في برشلونة الجميلة قبل أن يهلك هو أيضاً بالشرّ الذي كان يحضّره للناس.
ما العمل؟
َ إذا لم يتوقّف مسلسل “إرهاب المراهقين المغسولة أدمغتهم” (إرهابيو برشلونة تراوحت أعمارهم بين ٢٢ و١٧ سنة)، هل يصل الغرب قريباً إلى اعتماد “الحل القذّافي” (طرد
العقيدُ المجرم كل الفلسطينيين من ليبيا) أو “الحل السعودي” بعد غزو الكويت (قيل وقتها أن السعودية رحّلت ٥٠٠ ألف يمني بسبب مواقف علي عبدالله صالح)؟
في هذه الأيام الرديئة، أذكر صديقي العظيم جمال البنّا (شقيق حسن البنّا، وعدو “إخوانه”!) الذي قال لي في آخر لقاءٍ بينننا في باريس: “نحن نعتبرك ممثل الإصلاح الإسلامي في أوروبا”!
إما “الإصلاح”.. وإما الصدام الخاسر مع العالم!
بيار عقل
*
وقد حصل برنامج روندشاو Rundschau الإخباري على تسجيل للواعظ أبو رمضان يقول فيه: “اللهم عليك بأعداء الملة والدين. اللهم عليك باليهود، وبالصليبيين الحاقدين وبالهندوس، وبالروس وبالشيعة الرافضة” خلال خطبة ألقاها في مسجد الرحمان بكانتون برن.
وقد نقل عن الإمام قوله: “إن من يصادق كافرا هو ملعون إلى يوم القيامة”. واقترح أيضا ألا يخضع المسلمون إلى القوانين المحلية. وفيما أشار التلفزيون السويسري إلى أن الواعظ يدعو المسلمين إلى عدم الخضوع إلى القوانين المحلية، أفاد بأنه حصل على تسجيل يقول فيه هذا الواعظ: “إذا أخبرتني بأن مسلما سرق أو اغتصب، فهو وشأنه، ولا يجب أن تتحدث أنت عن ذلك”.
وكشف التحقيق الذي أجراه البرنامج التلفزيوني الإخباري “روندشاو” بالإشتراك مع صحيفة “تاغس أنتسايغر” (وهي يومية تصدر بالألمانية في زيورخ) بأن الواعظ المذكور ظل يتلقى تعويضا عن البطالة ومخصصات مالية أخرى لمدة 13 عاما على الأقل من السلطات المحلية في نيداو، محلّ إقامته.
وبينما لا يوجد أي دليل للإعتقاد بأنه حصل على هذه المساعدات بشكل غير قانوني، أو أن السلطات التي منحته تلك المساعدات قد انتهكت أي لوائح قانونية، فإن ما أشيع عن دعوته إلى الكراهية دفع السياسيين المحليين إلى النظر في القضية. وقد اقترح أحد هؤلاء السياسيين طرده من سويسرا.
من جهته، قال كريستيان هوري، رئيس قسم الرعاية الإجتماعية على المستوى المحلّي في تصريح إلى برنامج روندشاو: “نحن لسنا مسؤولين عن حماية الدولة. وليس لدينا الإمكانيات للتحقيق حول كل شخص من عملائنا”.
ومن غير المعروف ما إذا كان أبو رمضان يجري التحقيق معه حاليا بتهمة التحريض على الكراهية أو على العنف تجاه ديانات أخرى. ووفقا لخطاب أرسله إلى برنامج “روندشاو”، نفى هذا الأخير أنه يدعو إلى مهاجمة سويسرا أو العالم الغربي، لكنه أقر بأنه يُعارض إسرائيل وإيديولوجيتها الصهيونية.
ووفقا لتقارير وسائل الإعلام، فإن أبو رمضان لا يتقن اللغتيْن الفرنسية والألمانية، كما أنه لا يحسن التحدّث بالإنجليزية، وهو ما يعيق اندماجه في سوق العمل.
في سياق متصل، اكتشف الإعلاميون أن هذا الواعظ يقدّم دروسا في مدينتي بيل/ بيان ونوشاتيل، بالإضافة إلى مشاركته من حين لآخر في برامج تبثها “قناة التناصح” الليبية.