وثيقة استخباراتية غربية: ما زال يُصنّع في مصياف وبرزة ودمر… وبعلم موسكو وطهران
كشفت وكالة استخبارات غربية أن النظام السوري يواصل إنتاج أسلحة كيماوية وبيولوجية، في ثلاثة مواقع على الأقل، اثنان منها يقعان قرب دمشق والثالث في مدينة مصياف بمحافظة حماة. وتسمي الوثيقة مسؤولاً رسمياً رفيع المستوى يدعى بسام حسان، باعتباره لعب دوراً رئيسياً في إصدار الأوامر باستخدام الأسلحة الكيماوية، واسمه مدرج في قائمة العقوبات الأميركية، التي صدرت العام 2014، باعتباره ممثل الرئيس بشار الأسد في مركز الدراسات والأبحاث العلمية، وهو برتبة عميد.
وأشارت الوثيقة إلى أن مواصلة إنتاج الأسلحة الكيماوية والبيولوجية تنتهك الاتفاق المبرم العام 2013 الذي يقضي بالتخلص من تلك الأسلحة، مؤكدة أن إيران وروسيا حليفتي دمشق، على علم بذلك.
وحسب الوثيقة، التي نشرت مضمونها هيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أمس، فإن الأسلحة الكيماوية تصنع في ثلاثة مواقع هي: مدينة مصياف بمحافظة حماة، وضاحيتا برزة ودمر خارج العاصمة دمشق.
ًَوتعد المواقع الثلاثة فروعاً لمركز الدراسات والأبحاث العلمية، وهو هيئة حكومية.
وعلى الرغم من مراقبة تلك المواقع من جانب منظمة حظر الأسلحة الكيماوية، أكدت الوثيقة أن تصنيع وصيانة تلك الأسلحة مستمر في أقسام مغلقة داخلها، مشيرة إلى أن منشأتي مصياف وبرزة متخصصتان في تركيب الأسلحة الكيماوية، والصواريخ طويلة المدى، وقذائف المدفعية.
وكانت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية قد أشارت إلى منشأتي برزة ودمر (التي تعرف أيضا بجمرايا)، في تقريرها الرسمي الأخير بشأن التقدم المحرز في التخلص من الأسلحة الكيماوية السورية.
وزار مفتشو المنظمة منشأتين من بين المنشآت الثلاث التي وردت في التقرير الاستخباراتي في الفترة ما بين 26 فبراير و5 مارس الماضيين، لكن نتائج تحليل العينات التي أخذت منهما لم تظهر بعد.
وقال مصدر على صلة وثيقة ببروتوكولات التفتيش على الأسلحة إنه من المقبول أن تكشف حكومة ما عن بعض منشآت في موقع بعينه لمنظمة حظر الأسلحة الكيماوية، ومن ثم تعطي المفتشين حق الدخول إلى تلك المنشآت فقط.
وتتهم الوثيقة الاستخباراتية الحكومة السورية أيضاً بأنها أعلنت كذباً أن العمل في أحد هذه الفروع البحثية يهدف إلى أغراض دفاعية، فيما استمر العمل في الحقيقة لتطوير قدرات هجومية.
وتعليقاً على هذه المعلومات، أوضحت منظمة حظر الأسلحة الكيماوية أنها طالبت السلطات السورية بالكشف عن المنشآت التابعة لمركز الدراسات والأبحاث العلمية ذات الصلة الحقيقية بإنتاج الأسلحة الكيماوية، لكنها «ليست في وضع يمكِّنها من أن تؤكد أن الإعلان السوري كامل ودقيق».