إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
أخيراً، دخلت المملكة العربية السعودية بقوة على خط الانتخابات الرئاسية اللبنانية، بعد ان كانت أشاحت بنظرها عن لبنان واللبنانيين لفترة طويلة، تاركة الساحة لايران و “حزب الله“.ولِلعلم، حتى عند الدخول في اللجنة الخماسية قبل أشهر، فإن السفير السعودي كان يكتفى بدور المراقبة وإسداء النصح.
ولكن الوضع تغيُرَ في الى الاسبوع الاخير قبل الاستحقاق، حيث اوفدت المملكة السعودية الى لبنان وزير خارجيتها يرافقه قريبُهُ الامير “يزيد بن فرحان:، المُكَلَّف بالملف اللبناني. وقد أجرى الوفد لقاءات بعيداً عن الاضواء من اجل حسم تأييد قائد الجيش جوزف عون دون سواه لرئاسة الجمهورية، وذلك بالتنسيق مع الجانب الاميركي. وبالنتىيجة، تراجع الدور القطري ومن بعده الفرنسي والمصري، ليلتحقوا جميعا بالقرار السعودي ـ الاميركي الذي اسفر عن انتخاب الرئيس جوزف عون.
جهاد أزعور “مرشح “إجماع المعارضة””!
حتى يوم واحد قبل الانتخابات كانت النتيجة غير محسومة لصالح قائد الجيش!
بل اتجهت الانظار الى الوزير السابق “جهاد أزعور”، حيث قررت المعارضة التصويت لصالحه بعد ان تيقَّنَت ان هناك ما أسموه “تهريبة” يجري العمل على تسويقها في الدورة الثانية، بحيث تلتقي اصوات “الثنائي الشيعي” و”التيار العوني” على الاقتراع لصالح اللواء “الياس البيسري”، او شخصية مدنيّة قيل أن “الإيراني” جبران باسيل سعى لتمرير انتخابها ما بين الدورات المتتالية.
وأشارت المعلومات الى ان امارة قطر كانت دخلت بثقلها الى جانب مدير جهاز “الأمن العام”/ “اللواء الياس البيسري”، حيث بلغت الوعود القطرية ما قيمته 5 مليارات دولار من اجل تسهيل انتخاب ّالبيسري”، وذلك بهدف استبدال “الهلال الشيعي” بـ”هلال سني” يبدأ في تركيا ويمر بسوريا ولبنان، ولاحقا الأُردن، وصولا الى الخليج العربي!
وفور تَيَقُّن المملكة العربية السعودية من صحة المعلومات تحركت ديبلوماسيّتها على خطّي واشنطن من جهة وبيروت من جهة ثانية، ما أسفر عن تراجع الدور القطري علما ان هنالك مزاعم بأنّ احد النواب “البيارتة” كان قد تورَّطَ مع المبعوث القطري، وقبض مبلغا من المال من اجل تسويق التأييد للواء البيسري.
فور وصول الوفد السعودي الى لبنان تم تذليل العقبات بسحرِ ساحر!
فتراجعت قوى المعارضة عن خطة التصويت للوزير أزعور! وأعلنت في بيان لها، عشية الانتخابات،َ انها سَتُصوِّت لقائد الجيش في كل الدورات وأنه ليس لديها مرشح بديل له.
وعلى الاثر عُقِدَ لقاء بين رئيس حزب “القوات اللبنانية” الدكتور سمير جعجع، وقائد الجيش، في وزارة الدفاع. في حين أشارت معلومات الى ان اللقاء عُقِدَ في منزل احد الضباط المتقاعدين قبل الانتخابات، حيث تم التعارف بين الرجلين ومناقشة سُبُل الخروج من الازمات التي تعصف بلبنان كما يراها قائد الجيش.
كما تم جمع قائد الجيش بكل من النائبين محمد رعد وعلي حسن خليل في وزارة الدفاع ايضا، من اجل تأمين مخرج لما يُسَمّى زوراً “الثنائي الشيعي”، لكي يصوت لقائد الجيش.
وهكذا حصل التصويت في الدورة الاولى لقائد الجيش دون سواه، في حين صوَّتَ المعترضون بـ”أوراق بيضاء” او بأوراق “السيادة والدستور“، واوراق ملغاة.
وفي الدورة الثانية تم التصويت لصالح قائد الجيش باغلبية 99 صوتا.
إقرأ أيضاً:
ملاحظات على هامش انتخاب “الرئيس الآدمي” الذي أرادَهُ اللبنانيون قبل الطبقة السياسية
تقييم ليس دقيقاً. هوكشتاين ذهب إلى السعودية فأرسلوه إلى قطر لإقناع القطريين بالتراجع. بشكل عام لم يكن هناك جو قطري او تركي يريد أن يمنع السعودية من ان تكون لها الكلمة الأخيرة في لبنان. اهم شي انه كان هناك تفاهم في العمق سعودي- أميركي – فرنسي، مع دعم قطري وتركي، لهذا التفاهم الذي هو امتداد للدعم التركي – القطري للتغيير في سوريا. باركت السعودية هذا التغيير بناء على طلب تركي وقطري