حملت التصريحات الأخيرة لرئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، السويسري جياني انفانتينو، بشأن الإيقاف الخارجي للكرة الكويتية، العديد من علامات الاستفهام، التي صاحبها تأويل كبير، حيث ساق البعض البشائر عن قرب رفع الإيقاف الخارجي، وعودة الكرة المحلية إلى المشاركات الخارجية، وذلك عقب فقدان الآمال في الالتحاق بركب الفرق المتأهلة إلى أي من نهائيات كأس العالم في روسيا 2018 أو كأس آسيا 2019 في دولة الإمارات الشقيقة.
العواصف الإعلامية، التي أثيرت مؤخراً من بعض النواب والرياضيين، وحفنة من الإعلاميين، هي عواصف ترابية، هواؤها حق من أجل الشباب، وترابها باطل لأنها تأتي في سياق المصلحة الشخصية على حساب البلد، وساهم في نثرها رئيس الفيفا، من خلال تصريحات من دون أي تفسير أو تبرير حول مفاد الكلام أو كيفية رفع الإيقاف أو التحركات الحكومية، التي أشار إليها من قبل انفانتينو
ولكن في كل الأحوال إذا عرف السبب بطل العجب، فرئيس الفيفا ساق تصريحاته كمقدمة أو مبرر لما هو مقبل من خطوات على طريق ترشح الشيخ أحمد الفهد لعضوية المكتب التنفيذي للفيفا، حيث يتطلب ترشيحه لهذا المنصب ضرورة رفع الإيقاف عن الاتحاد المحلي، ومن ثم ترشيحه إلى المنصب عبر بوابة الكويت المنهكة رياضياً من الشكاوى الخارجية تجاهها، مما انعكس بالطبع على غياب أزرقنا عن المشاركات القارية المشار إليها سابقاً، لكن عندما تطلبت المصالح الشخصية التدخل فقد آن الآوان للحديث عن اقتراب رفع الإيقاف وإعادة النشاط إلى نصابه، ولكن المشكلة، ووفقاً لمصادر ولما هو مخطط وحسب الاتفاق، سيتم رفعه بشكل مؤقت حتى انقضاء «المصلحة»، ومن ثم إعادة الكرّة مرة أخرى بفصل جديد من الإيقاف، وما ستترتب عليه من تبعات، ربما تكون مدمرة معنوياً لجيل جديد من اللاعبين، الذين فقدوا الثقة بالجميع فيما يبدو.
كلام انفانتينو جاء ليكمل ما سبق في فترات سابقة من كتب ملغومة، تلقتها الأوساط الرياضية عند اقتراب موعد قرعة التصفيات النهائية المؤهلة لكأس العالم، وكان هدفها بالطبع، كما أشارت القبس، دغدغة مشاعر الجماهير، وتأليب الشارع الرياضي ضد الحكومة، بهدف تم تنفيذه بنجاح، وهو إسقاط الشيخ سلمان الحمود وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب السابق عبر الاستجواب المعروف، وإن كان الاستجواب لم ينل من الوزير رياضياً، بل عصفت به بعض القضايا الإعلامية.
الاستجواب الذي بات جلياً هدفه الآن، وهو الإطاحة بالحمود، ربما كان السبب في إبعاد الأزرق من التصفيات الآسيوية والمونديالية، بحيث تمت التضحية بالجيل الحالي من لاعبي المنتخب، مقابل الانتقام الشخصي من شخص بعينة، وها هي الأيام تثبت ذلك أنه حال أراد الشيخ أحمد الفهد أن يتدخل فإنه تدخل بهدوء، وبات العمل الجاد لرفع الإيقاف من خلال اتفاقيات تتم في الخفاء، لحفظ المصالح، وإن كانت على حساب الكويت.
سؤال نحن نعلم بذلك، وغالبية الرياضيين يعرفون بواطن الأمور، معقولة حكومتنا ما تدري عما يفصّل في الخفاء من دشاديش نلبسها بالعافية، الرياضة تحترق بنيران أصحاب المناصب الدولية، التي تبوؤها عن طريق الكويت وفلوسها، فهل هناك من يطفئ هذه الحرائق ويريح رياضتنا منها؟!