إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
مشكلة لبنان الراهنة ليست « الطائفة الشيعية »! وليس الولاء الشيعي المزعوم لحزب الله وإيران! التركيز على « المسألة الشيعية » المزعومة يُخفي، بصورة واعية أو غير واعية، « الخِشية » من مواجهة «خيار السلام» مع إسرائيل للخروج من حالة الحرب المزدوجة، والإحتلال المزدوج، التي يعيشها لبنان الآن!
2 ـ لبنان في وضع حرب: حرب إيرانية على إسرائيل منذ 8 أكتوبر 2023. وحرب إسرائيلية شاملة ضد وكيل إيران المُسمّى حزب الله منذ منتصف أيلول/سبتمبر 2024.في حالة قد تكون فريدة على مستوى العالم، لا يشارك جيش لبنان الرسمي في « الحربين »، بل يتحذ وضعية « الحياد » العملي!
3ـ ـ تسبّبت الحرب الإسرائيلية على « الوكيل الإيراني »، بمقتل وإصابة ألوف اللبنانيين، ليسوا كلهم من حزب الله، وبتدمير عشرات الألوف من المنازل والمباني، والأراضي المزروعة. وبموجة نزوح وتهجير غير مسبوقة في تاريخ لبنان.
4 ـ قبل شهرين كان لبنان خاضعاً لــ « الإحتلال الإيراني». الآن، أصبح لبنان خاضعاً لاحتلالين: الإحتلال الإيراني المُنهَزِم أمام جيش إسرائيل، والإحتلال الإسرائيلي.
واجب الوطنيين اللبنانيين، وخصوصاً الصُنف « السيادي »، النادر في الطبقة السياسية والأحزاب، هو تحرير لبنان من “الاحتلالين”، واستعادة الإستقلال، وإعادة بناءِ الدولة التي كادت تندثر في عهد « البيتاني » ميشال عون.
هكذا، ببساطة!
5 ـ في الواقع العملي، كان لبنان (ومثله سوريا) في حالة « إستعصاء »! تعني حالة « الإستعصاء » أن اللبنانيين السياديين أخفقوا في رفع الإحتلال الإيراني عن لبنان، مثلما أخفق شعب سوريا في الإطاحة بنظام الأسد بعد تمرّد يستمر منذ 13 سنة. التفوّق العسكري الإسرائيلي كسرَ “حالة الإستعصاء” في لبنان، وفي سوريا.
ظلت الولايات المتحدة وفرنسا وإسرائيل « ترجو » من حزب الله أن يوقف تحرّشاته التي استمرّت طوال 11 شهراً، ولكن الغلبة كانت لأوامر إيران و« نرجسية نصرالله ». في النهاية، كَسَرت إسرائيل « حالة الإستعصاء » ووجّهت لحزب الله ضربات تكاد تكون قاضية، ولكنها لم تصل إلى درجة الحَسم بعد! (والأمر نفسه بدأ في سوريا، حيث أذعن الأسد لتهديدات إسرائيل وبدأ بلجم وجود وتحركات وكلاء إيران).
6 ـ أيُّ موقف يَتَّخذُه اللبنانيون « السياديون »، ولنسمِّهم « الديغوليين » تمييزاً عن « البيتاني » ميشال عون ومن أوصلوه إلى السلطة؟
يُرَحِّب « السياديون » بانسحاب الإحتلال الإيراني مدحوراً من لبنان.
كما يتوجّب على « السياديين » اللبنانيين أن يفكّروا في كيفية وضع حدّ للإحتلال الإسرائيلي المتزايد يومياً لأراضٍ لبنانية تقع ضمن الـ10453 كيلومتر مربع التي يتغنّون بها.
7 ـ في 1983، وقّع لبنان وإسرائيل إتفاقية 17، التي كان بين بنودها إعلان « حالة سلام » بين البلدين، ومنطقة منزوعة السلاح، وانسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان (أي بيروت والجنوب والشوف وقسم من الجبل والبقاع) خلال 12 أسبوعاً!
سقطت إتفاقية 17 أيار تحت ضغط نظام حافظ الأسد، وتَخاذُل الغرب والسلطة اللبنانية.
بعد سقوط إتفاقية 17 أيار 1983 (في 1984)، ظل الإحتلال الإسرائيلي للبنان قائماً حتى قرّر رئيس حكومة إسرائيل، « إيهود باراك »، سحبَ جيشه من لبنان بعد.. 16 عاماً (وليس 12 أسبوعاً). وبعد ذلك، تكبّد لبنان حرباً إيرانية ـ إسرائيلية (في سنة 2006) على أرضة تسبَبت بدمار « الضاحية » والجنوب.
8 ـ لن تنجح « خُزَعبلات » السيدين نبيه برّي ونجيب ميقاتي في « إخراج » جيش إسرائيل من المناطق التي احتلّها، والآخذة بالإتساع!
ستطلب إسرائيل « مقابلاً » لسَحق الوجود الإيراني في لبنان والأهم، بنظرها، ضماناتٍ لأمن مواطنيها في شمال إسرائيل!
ما هو الثمن الذي يقبل « السياديون » اللبنانيون بتقديمه لتحرير بلادهم من الإحتلال، وكذلك: لإعادة لبنان إلى الحياة بعد أن « اندثر » في العهد العوني الحقير؟
9 ـ بالحد الأدنى سيتوجّب على لبنان التوصّل إلى « صيغة سلام مع إسرائيل » (كما فعلت مصر، ومنظمة التحرير الفلسطينية، والإمارات، والبحرين، والمغرب، والسودان).
وبالحد الأدنى، سيكون على لبنان القبول بمنطقة « منزوعة السلاح » تصل إلى ما خط يتجاوز خط الليطاني ربما بكثير!
بالمقابل، سيحصل لبنان على « حالة سلم داخلي »، وعلى دعم عربي ودولي لاستعادة « سيادته » و « دولته » و « ازدهاره »!
10 ـ هنا « بيت القصيد »ـ، وذلك هو « النقاش » المطلوب الآن ممن رفعوا، في أسوأ الظروف، قبل 3 سنوات، مطلبَ « رفع الإحتلال الإيراني » عن لبنان، بمفردهم، ووحدهم!
خُرافة « المسؤولية الشيعية »
11 ـ كما قُلنا أعلاه، فإن « ــ مشكلة لبنان الراهنة ليست « الطائفة الشيعية »! وليس الولاء الشيعي المزعوم لحزب الله وإيران! ».
هنالك جانب مبدئي و« وطني » يتجاهلُهُ دعاةُ رجمِ الشيعة: حينما يكون بلدك مُحتلاً، فواجب الوطنيين هو توحيد مواطني البلد ضد الإحتلال الأجنبي (أو ضد “الاحتلالين” في حالة لبنان الراهنة). بكلام آخر، حينما يخضع بلدك لاحتلال، فواجبك هو أن تتعامل مع أي مواطن بصفته « مواطناً » وليس بصفته « إبن طائفة »!
إذا كنا « مواطنين »، فنحن إذاً متساوون في المواطَنة.
12 ـ من كان من الطوائف الأخرى « بلا خطأ » فليرجُم الشيعة!
لنعمل جردة حساب سريعة:
ـ من تخاذلَ في 7 أيار 2008 أمام الإنقلاب الفاشيستي الذي غزا بيروت كان قائد جيش ماروني، ومدير استخبارات عسكرية ماروني أيضاً.
وللتذكير: قدّم 50 جنرالاً من « السُنّة » استقالاتهم من الجيش احتجاجاً؛
الدروز لم يتخاذلوا، لكنهم تُركوا وحيدين أمام الهجمة الإيرانية المجرمة!
وللتذكير أيضاً، فإن الجيش اللبناني الذي يقوده « ماروني » لم ينتقم لاغتيال رئيس أركانه على « طريق عسكري » قدّمه إميل لحود لحزب الله.
ـ ابتداءً من الحلف الرباعي للإنتخابات التي أعقبت اندحار جيش الأسد وخروجه من لبنان، شارك كل زعماء الطوائف والجماعات في « وَهَم » التعامل مع حزب إيران « بالحُسنى »! كلهم، السُنة » (« الحريريون » خصوصاً)، و« الموارنة » و« الدروز » وحتى « المستقلون ».
ـ وأخيراً، لم يصل ميشال عون إلى السلطة (التي تنازل عنها للمدعو « وفيق صفا) إلا بفضل اتفاق مِعراب” الذي بادرت إليه « القوات اللبنانية ».. المسيحية!ذ
13ـ الخلاصة: لنضع المسألة الشيعية جانباً الآن، ولنتصرّف كـ« مواطنين لبنانيين ».
وهذه الخلاصة موجّهة لكل اللبنانيين، وخصوصاً للسياديين الذين « جابهوا الإحتلال الإيراني » أي لرفاق الدكتور فارس سعيد في « لقاء سيدة الجيل » (المتنوّع طائفياً وسياسياً وإيديولوجياً، رغم إسمه!) وفي « المجلس الوطني لرفع الإحتلال الإيراني »!
بالرغم من انتهاء المقومات الأساسية لقوة حزب الله العسكرية، يبقى على لبنان ايجاد حلول تحدد كيفية التعامل مع النازحين والطائفة الشيعية برمتها. منذ أربعين عاماً وهذه الطائفة كرست التالي: رفضت الانتماء إلى أي مشروع وطني لبناني. قررت الانخراط في مشروع مذهبي يدعو إلى انشاء أمة إسلامية بقيادة ولاية الفقيه. تتغذى من ايديولوجية، عمرها ١٤ قرناً، تدعو إلى الانتقام من كل من يعترض طريقها. تعتاش بفضل الأموال العامة دون المشاركة في دورتها الاقتصادية. من سماتها الاستقواء والاستكبار على المواطنين اللبنانيين من الطوائف الأخرى. هذه الحالة كوّنت ثقافة عامة لدى الطائفة، من المتعذر تغييرها في المستقبل المنظور. المهام المطروحة في هذا الصدد:… قراءة المزيد ..