إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
هذه ليست ملاحظاتُّ ِتَنم عن الكراهية، أو الغضب، أو الانتقام، أو النوايا السيئة. هذه ملاحظات عن الواقع والسياسة كما نعيشها اليوم في لبنان!
أتذكر الأيام التي كان يتم فيها اغتيال قادة حركة 14 آذار، وجميعهم من المدنيين، سواء كانوا منتخبين أو غير منتخبين، ومن رجال الصحافة ورجال الفكر ومن المجتمع المدني، بصورة جبانة على يدِ حزب الله وإيران . خلال تلك الحوادث، بينما كان المُقرّبون والمؤيِّدون يَنعونَ أولئكَ الأبطال، كان بعض الناس في “الضاحية الجنوبية” لبيروت يُوَزِّعونَ الحلوى في الشوارع احتفالاً بَقتلِهم!
ثم جاء انفجار مرفأ بيروت في 4 أغسطس 2020. بعده بفترة قصيرة، أرسل اأشخاصٌ مُقرَّبون من حزب الله رسائل كراهية على وسائل التواصل الاجتماعي إلى أهالي الضحايا وإخوتهم وأخواتهم وبناتهم وأمهاتهم، ليوبِّخوهم وليقولوا لهم أن أطفالهم ماتوا بلا سبب، ودون أي مسؤولية من حزب الله. رأيت بأم عينيّ أزواجًا قادمين من الضاحية الجنوبية لبيروت يلتقطون صور “سيلفي” مُبتسمين أمام آثار انفجار مرفأ بيروت!
كفى مجاملاتٍ واقوالٍ جميلة وشاعرية يتبادلها الناس في لبنان بشكل زائف وغير صريح، وحتى بشكل كاذب، عندما تحدث مثل هذه المآسي!
في هذه الحالة بالذات، ومفارقةً مع اغتيال قادة حركة 14 آذار، ومع الضحايا المدنيين لهجوم مرفأ بيروت، كان جميعُ الضحايا في هجوم واختراق ” البيجر” أعضاءً في مجموعات عسكرية أو حزبية تابعة لحزب الله. إنهم، في لغة الحرب، جنودٌ ومُقاتلون وعسكريون في معركة. أي، أشخاص مستعدون للقتال والموت، وهذا ما حدث.
لذلك لا تطلب مني المَغفرةَ، لا تطلب مني الحزنَ، ولا تطلب مني الشَفقة، ولا تطلب دَمي، أو تضامني الوطني المزيَّف!
بدلاً من ذلك كله، إطلُب من الوغدِِ القابعِ في نَفَقِهِ وِنفاقِهِ أن يستيقظ!
واطلُب من الذين بدأوا هذه الحرب العقيمة ان يستََجدوا السلامَ الفوري والنهائي، سواءً كان مشرفًا أم لا!
فالسلام يكفي!