إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
الحدود مفتوحة الآن لغزو إسرائيلي بعد عملية تُشبِه تدمير الطيران المصري وهو جاثم على المُدرّجات في أول ساعات حرب 1967!
أبدَت أوساط إسرائيلية معارضة لنتنياهو(ولِفَتح 5 جبهات عسكرية في وقت واحد) “تخوّفها” الشديد بعد الإعلان عن عملية تدمير الألوف من “بيجر” حزب الله، وما أسفرت عنه من خسائر هائلة بين جريح (ربما وصل العدد إلى فوق 4000) وقتيل. والسبب هو أن العملية “الباهرة” هي بمثابة “إعلان حرب” واضح وحاسم. وكان ردّ فعل مصر (المفاجئ) مماثلاً حينما أكدت في بيان رسمي حرصها على “أمن واستقرار لبنان وعدم انتهاك سيادته من أي طرف خارجي”(!) بعد وقت قصير من التفجيرات، وحذّرت من خطورة التصعيد الإقليمي والانزلاق إلى حرب إقليمية شاملة”!
وفي الخلفية، أيضاً، انتشار فيديوهات مروّعة لعسكر حزب الله المصابين، ما يزيد من “المهانة” التي ستشعر بها قيادة الحزب إزاء قواعدها وجمهورها، وقد يدفعها إلى “التصعيد” على طريقة صدام حسين! وقد يكون ردّ الفعل “الصَدّامي” هو ما تريده إسرائيل لاستدراج الحزب إلى حربٍ تقضي على وجوده العسكري.
وسجّل محلّلون عسكريون إسرائيليون، وأوروبيون، أن حزب الله سيكون خلال الساعات والأيام القليلة المقبلة غير قادر “عمليّاتياً” على “الردّ”، أو حتى على مجرّد “القتال” بسب هول الخسائر التي تعرّضت لها “فرقة الرضوان” و”أجهزة أمن الحزب”! وأيضاً، لأنه مضطرّ لتحليل ومواجهة “الخرق الأمني الهائل” الذي تعرّض له الحزب وقبله إيران إذا صحّ أن الشركة المُصنّعة لأجهزة الإتصال كانت شركة إيرانية.
بالمقابل، فإن إسرائيل التي خطّطت للضربة التي شبَهها بعضهم بعملية “تدمير الطيران المصري وهو جاثم في المدرّجات” في حرب الأيام الستة قادرة الآن، أي خلال الساعات المقبلة، وغداً وبعد غد على القيام بعمليات عسكرية على نطاق واسع دون أن تلقى “مُقاومة تُذكر” في الجنوب والبقاع وبيروت! وهذا مع أن الجيش الإسرائيلي سيسعى، بدوره، لـ”تقييم مدى اتساع خسائر الحزب” قبل الإقدام على الخطوات التالية.
ومرة أخرى، سجّلت أوساط عسكرية وأمنية أوروبية وأميركية أن العملية الإسرئيلية الجريئة الجديدة تُشكّل “استدعاءً” للحرب بعد سلسلة ضربات موجعة ومهينة، بينها قصف قنصلية إيران في دمشق، واغتيال “العاروري” في قلب ضاحية بيروت، ثم اغتيال الرقم 1 العسكري في الحزب فؤاد شكر في “الضاحية” ليلحقه بعد ساعات ضيفُ الحرس الثوري، اسماعيل هنية، في طهران.
الضربة الإستباقية في 25 أغسطس “أقنعت” نتنياهو بالحرب!
نشر المحّلل العسكري لجريدة “جيروزاليم بوست” الإسرائيلية، “يوناه جيريمي بوب” YONAH JEREMY BOB، يوم الإثنين في 16 سبتمبر، تقييماً جاء فيه أن الحرب الشاملة مع حزب الله باتت الآن أقرب منها في أي وقت سبق. وجاء تحذيره قبل تفجيرات أجهزة إتصالات حزب الله التي وقعت بعد ظهر أمس الثلاثاء. وينقل المُحلّل عن مصادر عسكرية وسياسية أن احتمال العملية العسكرية الكبرى بات حقيقياً جداً لسببين.
الأول، إعلان وزير دفاع إسرائيل في يوم 21 آب/أاغسطس عن “تفكيك” الكتيبة الأخرى من أصل 24 “كتيبة” مقاتلة تملكها حركة “حماس:” في غزة. وبذلك، سقط التحفّظ الناجمُ عن ضرورة عدم فتح جبهة ثانية قبل الإنتهاء من “حماس” عسكرياً.
ولكن السبب الثاني هو الأهم: ويوم 25 آب/أغسطس هو اليوم الذي تغيّرت فيه الأمور بصورة جذرية.
ويشير محلِّل “جيروزاليم بوست” العسكري إلى أن نتنياهو، رغم تهديداته اللفظية، كان في البداية متحفّظا حتى إزاء عمليات غزو “غزة” الثلاث: شمال غزة في أواخر أكتوبر، و”خان يونس” في ديسمبر، ثم “رفح” في مايو.
والواقع أن نتنياهو كان متخوّفاً، بدون أن يُفصِحَ عن ذلك، من عدد الإسرائيليين الذين سيُقتَلون بسبب هجمات صواريخ حزب الله التي كان العسكريون يُقدّرون أنها قد تصل إلى 6000 ـ 8000 صاروخ في اليوم.
وكانت التقديرات المخيفة هي أنه يمكن أن يسقط 5000 ـ 10000 إسرائيلي في حالة الحرب. وحسب معلومات “الشفاف”، فهذه الأرقام المخيفة هي نفس الأرقام التي عادت بها، قبل 3 أو 4 سنوات، بعثات عسكرية أوروبية زارت إسرائيل.
لكن كل شيء تغيّر بصورة جذرية في يوم 25 تشرين الأول/أكتوبر.
ففي ذلك اليوم، خطّط حزب الله لإطلاق عدد ربما يصل إلى 1000 صاروخ على إسرائيل، بما في ذلك ضد قواعد إستخبارات حساسة جداً في شمال “تل أبيب”.