إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(البطرك صفير ومعه السَميرين، سمير فرنجية وسمير قصير)
في العام 2005 تنبأ سمير قصير في مقاله المعنون : “2006 ربيع دمشق” ان هذا العام سيكون عام ربيع سوريا بعد عام من ربيع بيروت في انتفاضة الارز للاستقلال الثاني اللبناني .. تأخر ما تنبأ به 5 سنوات حتى 2011 .. كان “مستعجلا” قليلا على انتفاضة الشعب السوري ففي نجاحها ضمان لديمقراطية لبنان واستقلاله..
فى الذكرى الاولى للجريمة الوحشية التي ارتكبتها العصابة الاسدية “الحزبالهية” باغتيال المناضل سمير قصير بتاريخ – 2 حزيران 2005 – كتبت في جريدة “النهار” نعياً لسمير رايت ان اشارككم به:
“2006 ربيع دمشق”
سقط بعد ان رأى بداية حلمه تتحقق وثقافته وكلماته تثمر، بانحسار الوصاية، ولو غير الكامل، عن الشعب اللبناني الذي حشد مئات الوفه من اجل الديموقراطية والسيادة. شهد تساقط احجار الدومينو في العراق ولبنان وفاته السقوط الآتي للبقية، لم ير اكتمال حلمه، لكنه كتب واثقاً من المستقبل على لوح الجامعة حيث يثقف الجبل الجديد، آخر كلماته: “2006 ربيع دمشق”.
لن نحتاج البحث عن مثقف مجرد بلا اسم لنحدد ما يترتب على المثقفين في أي وقت، اذ يمكن ان نتمثل بالمدافع عن الحرية والديموقراطية حتى الموت، المثقف المؤرخ، الطاقة الابداعية، الباحث والكاتب والصحفي والمدرس الجامعي، المناضل السياسي ضد اخطبوط الاجهزة الامنية .. اللبناني الهوية الفلسطيني الاصل السوري الهوى، حامل الجنسية الفرنسية، الانساني باختصار .. :
سمير قصير الناقد الصحافي الذي لا يكل، القلم الجسور الذي تحول بعد تسطير كلماته على الورق الى “سلاح دمار شامل!” يؤرق اجهزة الاستبداد. الذي لم يهادن “الوحش الامني” وعندما اغتيل سطرّ بدمه آخر مقالاته لحرية لبنان والمنطقة.
قال ان كسب الحرية والديموقراطية يبدأ بكسر حاجز الخوف، كما فعل، وان الديموقراطية هي السبيل الوحيد لشعوب المنطقة للخروج من تخلفها وارتهانها للنظم الديكتاتورية. كانت أهم قناعاته ان الديموقراطية في لبنان لا يمكن ان تزدهر من دون الانتقال الى الديموقراطية في سوريا .. فشل اغتياله في اسكات صرح الحرية والديموقراطية اللبناني فاحتاج الأمر لجريمة همجية اخرى باغتيال “جبران تويني”، لعل الوحش يرتوي ولعل “ديك النهار” يتوقف عن ايقاظ النائمين. لكن الوحش “الامني” يطلق حشرجاته الدموية الاخيرة بلا طائل.
جورج كتن
(كاتب سوري)