إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(الصورة: راية حزب الله الإيراني في جامعة “برنستون” الأميركية)
*
لماذا تحولت احتجاجات الجامعات الأمريكية الداعمة لغزة إلى صدامات واعتصامات وخطابات كراهية وتدخل لقوات الشرطة والأمن؟
لماذا رُفِعت شعارات مخالفة لحرية الرأي والتعبير ول”وثيقة الحقوق” في الولايات المتحدة الأمريكية؟
شعارات عدوانية عنيفة ومساندة لمنظمات إرهابية في جامعة “كولومبيا” و”نيويورك” و”بيركلي” و”هارفارد” نُشِرت في “نيويورك تايمز” مثل:
“يا قَسّام خذ جندي آخر”.
“إحرق إحرق تل أبيب، دمّر دمّر إسرائيل”.
“حماس نحن نحبك وندعم صواريخك”.
وفي جامعة “بيركلي” في كاليفورنيا رفع الطلاب شعار:
“إلى الطلاب اليهود.. تستطيعون الهرب ولكن لا تستطيعون الاختفاء”،
تهديد عَلَني وترهيب لمدرّسين وطلبة يهود. كما أن معظم الهتافات كانت تدعو إلى تحرير فلسطين من البحر إلى النهر، أي إبادة دولة إسرائيل. وإسرائيل هي الوطن القومي الوحيد لليهود. وللعلم، المسلمون لديهم ٥٧ وطن، والمسيحيون لديهم ١٢٠ وطن، وهذا هو السبب الذي دفع الكونغرس للتصويت ٧٧ مقابل ٤٤ ضد هذا الشعار المعادي لإسرائيل لأنه يُعتبر عمليا دعوه لتدميرها وإبادتها.
وفقًا لـ”واشنطن بوست”، اندلعت في الأشهر الثلاث الأولى من حرب غزة 1600 تظاهرات داعمة لفلسطين في أمريكا وحدها، تجاوز عددها اليوم 2500 تظاهرة. وعندما قل تأثير التظاهرات في الشوارع، انتقلت إلى الجامعات. والتظاهرات في أمريكا منذ حادثة “جورج فلويد” في 2020، التي كانت تحت رعاية وإشادة الديمقراطيين، وتحولت إلى تظاهرات ضد حرب غزة، كان مُخططا لها ومُموّلة بشكل جيد، حيث كان يتم تجميع المتظاهرين من جميع الولايات الأمريكية بتكلفة وسائل نقل تصل إلى مئات الملايين من الدولارات!
مَنْ يُمَوّل هذه الإحتجاجات؟
وما هي القوىٰ المحرّكة لها؟
١- أبرز القوى المموّلة اليسار الراديكالي المتطرف، الكاره للطريقة التي تأسست بها الولايات المتحدة، الذي يقوم أنصاره بتخريب التماثيل التاريخية، ويُطالبون بإعادة بناء “جذرية” لأمريكا والإنتقام من الجيل المؤسس لها، والقضاء على التقاليد الغربية التي وَلَّدت الثقافة الأمريكية الفريدة.
٢- سود أمريكيون، حاقدون على الماضي الغابر وعلى قوانين “جيم كرو” (عام 1870) التي فرضت فصلاً عنصرياً بين السود والبيض واضطهدت الأمريكيين الأفارقة.
٣- تيارات إسلامية تحمل الضغينة والعداء لكل ما هو غربي وأمريكي ومسيحي ويهودي، حتى أنهم يكرهون أنفسهم.
٤- أمريكيون بيض، إعتذاريون، منكسرون، نادمون على ما فعله أجدادهم بالسود قبل قرون عدة، ساعون للإعتذار بشكل مُذل جرّاء فترة الحروب الصليبية وفترة الاستعمار والفصل العنصري ضد السود.
لماذا بدأت التظاهرات من جامعة “كولومبيا”؟
تقع هذه الجامعة في مدينة نيويورك، معقل الديمقراطيين وقوى اليسار، في حي هارلم، المركز الثقافي للأمريكيين السود.
ويوجد في الجامعة مستوطنة فلسطينية أسّسها الفلسطيني الراحل “إدوارد سعيد” والذي كان محاضراً للأدب المقارن في العديد من الجامعات الأمريكية مثل جامعة “هارفارد”. ومعروف عن سعيد أنه ناقد شديد للغرب ومدافع كبير عن الحضارة الإسلامية والعروبة، لكنه لم يستخدم قدراته العلمية حسبما كان متوقّعا لتحديث العالم العربي وإصلاحه، بل وضع علمه في خدمة “معاداة الإمبريالية”، والتي في تصوّره كانت هي أساس مشاكل العرب، ما أجّج السخط والغضب على الغرب في أمريكا بعدما ربط القضية الفلسطينية بالعروبة والإسلام، حيث عارض اتفاق أوسلو وأيّد احتلال صدام للكويت وأعتبره إنجازًا عروبياً، و كتب ما معناه أنه لا دلائل أن لصدام “أطماعا أخرى في غير الكويت”!!! وأن هدف الحرب على العراق هو إضعاف صدام الذي بات يُهدّد إسرائيل. وكأنه يقول لا بأس من ابتلاع صدام للكويت، لأن المشكلة الوحيدة التي تعاني منها المنطقة العربية هي وجود دولة إسمها إسرائيل. مع أن سعيد نفسه كان يصرّ على أن تأييد العالم لفلسطين وللفلسطينيين يجب أن ينبني على موقف أخلاقي حصري دون أي اعتبارات استراتيجية أو سياسية.
أما بالنسبة لاحتلال الكويت، فالواجب الأخلاقي، حسب سعيد، يحتّم “الإنتظار” وصولا إلى استراتيجية تحرير فلسطين.
بعد وفاته في 2003 أُسِّس في جامعة “كولومبيا” كرسي بإسمه للدراسات العربية يرأسه الآن رشيد الخالدي، وهو فلسطيني، لكنه تجاوز سعيد في تركيزه على الدراسات العربية حول فلسطين. وزاد الطين بلة إلتحاق الدكتور وائل الحلاق بالجامعة، حيث ركّز على دراسة الأصولية والإسلام السياسي والشريعة الإسلامية و شيطنة الحريات والديمقراطية الغربية. وبالطبع ربّى هؤلاء الثلاثة جيلا متحاملا على الغرب! ولهذة الأسباب كان للجامعة “وضعها الخاص” فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
إن جامعة “كولومبيا” من الجامعات الخاصة التي تمنع دخول قوات الشرطة فيها إلا إذا تم استدعاؤها من قبل مسؤولي الجامعة. وقد قامت نعمت شفيق رئيسة الجامعة ذات الأصول المصرية بإستدعاء قوات الشرطة بعدما أصبح مناخ الجامعة غير آمن للتعليم. وأدى استدعاء الشرطة إلى تصعيد الحراك الطلابي واتساعه إلى الجامعات الأخرى في أمريكا.
إن حرية التعبير في الجامعات الأمريكية مكفولة بالتعديل الأول للدستور، حيث يؤمّن ذلك حريات كبيرة جدا فيما يتعلق بالرأي والتعبير. لكنها ليست مطلقة سواء داخل الجامعات أو خارجها، بل تخضع لقيود، منها حظر خطاب الكراهية، ورفض الدعوة إلى العنف، ورفض معاداة الأديان أو مضايقة الغير أو التعدي على الممتلكات أو ارتكاب جرائم، كما أن هناك قيودا إضافية داخل الحرم الجامعي تنتظم في “مدونة السلوك في الجامعات” والتي تحقّق الأمن والأمان للجميع.
معظم الإحتجاجات المناهضة للحرب في غزة والتي نُظِّمت في الجامعات الأمريكية، خالفت “مدونة السلوك”، بل يرقى بعضها إلى جرائم ينص عليها القانون الأمريكي، من دعوة للكراهية، وتبرير الإرهاب، ونصب الخيام، والاعتصام في الحرم الجامعي كما حدث في جامعة كارولاينا الشمالية، ومن ثم تحويل الجامعات إلى “فوضى”.
ومن المفارقات العجيبة أن كثيرا من الكتاب والمحللين في الفضائيات يشبّهون هذه الإحتجاجات بتظاهرات الأمريكان ضد حرب فيتنام في ستينيات القرن الماضي!
طبعا هناك اختلاف كبير بين التظاهرتين. فالحراك في الستينيات كان ضد حرب شارك فيها شباب أمريكان، ومسّت كل مواطن أمريكي، وقُتل فيها 58 ألف أمريكي، وغالبية المشاركين في التظاهرة من البيض الأمريكان، وتقودها منظمات أمريكية. بينما الإحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين فتقودها منظمات عربية وإسلامية (“طلاب من أجل العدالة في فلسطين” و”حركة مقاطعة إسرائيل”) وتيارات يسارية متطرفة بشعارات وسرديات غير أمريكية مستوردة من الخارج.
هل هناك جدوى من هذا الحراك على ما يحدث في غزة؟
كان لهذه الإحتجاجات ردود فعل عكسية على صانع القرار في أمريكا:
- فقد صوّت الكونغرس ضد هذه الاحتجاجات.
- كما تأثّر التعليم الجامعي في أمريكا كثيرًا بالرجعية الإسلامية عبر تحالف اليسار المتطرّف مع الإسلاميين الذين استغلوا الحرية الجامعية والأكاديمية بحيث لم يستطع أولياء أمور الطلبة التدخّل فيها!
- كما سيطرت قوى اليسار على الجامعات الأمريكية والميديا والتعليم. ولهذا تراجعت ثقة الامريكان بها. فقد أوضحت استطلاعات الرأي انخفاض ثقة الأمريكيين بالجامعات الأمريكية من 57% سنة 2015 إلى 36% في 2024 نتيجة لهذه الفوضى. ويقول رئيس بلدية نيويورك إنه يشعر بالرعب والاشمئزاز من خطاب الكراهية في الجامعات. كما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إنه لا مكان لمعاداة اليهود والسامية في أمريكا سواء داخل أو خارج الجامعات، مع أن الحزب الديمقراطي هو الذي خلق هذا التوحش اليساري من أيام
الشعب الامريكي والطلاب الامريكيين ليس لديهم الحد الادنى من الوعي لما يجري في الشرق الاوسط لا بقضية فلسطين و لا بقضايا الشرق الأوسط ولا بالحالة العربية أو الإسلامية!!
والطلاب العرب في امريكا حالتهم أسوأ.. ليس لديهم وعي كافٍ ولا معرفة، بل يحركهم الحماس العاطفي الملتهب الذي يحجب عنهم العقلانية الهادئة لأمور كثيرة .. متأثرين بالثقافة والسردية العربية والاسلامية في تفسيرهم لجميع القضايا وليس في قضية فلسطين فقط!!
طلاب الجامعات الامريكيه تحت تأثير يسار الحزب الديموقراطي والتعاطف مع ايران
تحالف اليسار المتطرف مع التيارات الإسلامية في الولايات المتحدة تحت مظلة الحرب الديموقراطي اشعر به كل يوم وانا في نيويورك ، ثم يا أستاذنا الفاضل لماذا تقود ابنتك مظاهرات في محطة القطار في نيويورك ؟
“وجهة نظر” تشوه الوقائع, وتعمم حوادث فردية على حراك تجاوز مئات الالاف
الكلام في هذه المقالة عن مظاهرات الجامعات الأمريكية غير دقيق ومتحيّز.
أنا ضد شعار “فلسطين من النهر إلى البحر” وضد حماس وحزب الله ولكن التحيز واضح في المقالة.
أنا ابنتي تم القبض عليها ومحاكمتها لانها قادت مظاهرة في محطة القطارات الرئيسية في نيويورك وكان معظم المشتركين في المظاهرة من اليهود الأمريكان.
أجدت سيدي..
في حرب تحرير الكويت ١٩٩١ وحرب إسقاط نظام صدام ٢٠٠٣ انتشرت التظاهرات في كل الغرب، ضد الحربين، في الجامعات وفي الشوارع، حتى أن إيطاليا شهدت تظاهرة شارك فيها مليون شخص.
لقد ساهم الغرب، بقيادة الولايات المتحدة، في تحرير بلدي وفي إزالة أكبر تهديد لبلدي، نظام صدام. لكن اليسار كان ضد هذين الحربين، كما الموقف الإسلامي الذي كان متوافقا مع اليسار ضد الحربين.
نعم للموقف الغربي المناهض لفوضى اليسار والإسلاميين..