إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
من اغتيالِ الصرّافِ محمّد سرور إلى تصيّدِ المقاتلينَ (والقادةِ من بَيْنِهِم) واحداً واحداً، في البيوتِ وفي السَيّاراتِ، ثّمّةَ ما يَحْتاجُ إلى تَفْسير. البعضُ يَجْنَحُ إلى اتّهامِ التَفَوُّقِ التكنولوجيِّ والذَكاءِ الاصطِناعيِّ وما شاكَل.
لا رَيبَ أنّ لهذا النَوْعِ من المَواردِ دَوراً راجِحاً في التنفيذ. وأمّا الرَصْدُ والتَعَقُّبُ وجَمْعُ المُعْطَياتِ فقد يكونُ لَها نَصيبٌ منها أيضاً. ولَكِنْ يَتَعَذَّرُ أن نبَرّئَ مِنْها وقائعَ من قبيلِ التَجَبُّرِ والاسْتِكْبارِ المُتَمَثِّلَينِ في تَجاهُلِ كَثْرةٍ من اللُبْنانِيِّينَ مُعارِضةٍ للحربِ الجارِيةِ ومِن قَبيلِ التَطَوُّعِ – قَبْلَ هذا – لِحِمايةِ نِظامِ المُناهَبةِ وسَدَنَتِهِ مِن كِبارِ اللصوصِ ومُحالَفَتِهِم في مُواجَهةِ المُفْقَرينَ المَنْهوبينَ أي سَوادِ اللُبْنانِيِّين.
لا يُمْكِنُ تَبْرِئةُ هذا التَطَوُّعِ ولا ذَيْنِكَ التَجَبُّرِ والاسْتِكْبارِ مِن تَكاثُرِ الجَواسيسِ: المُتَأَهِّبينَ لِخِدْمةِ العَدُوِّ (في مُحيطِ الجَماعةِ المُقاتِلةِ نَفْسِها وفي بيئاتِ الجَماعاتِ المُخاصِمةِ لَها)، إمّا تَطَوُّعاً يُتَرْجِمُ الاحْتِجاجَ على القَهْرِ وإمّا بِأَجْرٍ يَزيدُ من إغْرائهِ الإفْقار.
تلكَ عَوْرةٌ واحِدةٌ مِن عَوْراتِ حَرْبٍ تُخاضُ بِمُجْتَمَعٍ مُفَكَّكٍ مُفْلِسٍ، مُتَناحِرٍ مُتَهافِت… لا مَصيرُ الحَرْبِ بِمَنْجاةٍ مِنْ عَوْراتِها تلكَ ولا البِلادُ وبَشَرُها بِمَأْمَن…