إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
(صورة قمر صناعي تم التقاطها في صباح اليوم التالي للهجوم الإيراني تظهر مُدَرَّجاً متضررًا في قاعدة “نيفاتيم” الجوية في جنوب إسرائيل)
*
خاص بـ”الشفاف”
بعكس الصورة التي سادت في الأيام الأخيرة، حول ضعف قدرات إيران الصاروخية، وحول “مسرحية” القصف الإيراني لإسرائيل، أوردت جريدة “لوموند” الفرنسية تقييمات لخبراء غربيين وإسرائيليين تنفي كلياً المزاعم الرائجة بأن إيران تعمّدت إفشال عمليتها! فـ”قاعدة نيفاتيم الجوية” التي تضمّ طائرات “إف ـ 35، والتي تبعد 20 كيلومتراً عن مفاعل “ديمونا” الذري كانت الهدف الرئيسي للقصف الإيراني. مثلما فعلت إسرائيل أمس الجمعة حينما قصفت قاعدة جوية في أصفهان ملاصقة لمنشآت نووية إيرانية!
قدرات إيرانية هائلة
في ليلة 13 و14 نيسان/أبريل، أطلقت إيران أكثر من 300 طائرة مُسَيَّرة وصواريخ كروز وصواريخ باليستية، استهدفت بشكل رئيسي “قاعدة نيفاتيم الجوية” في صحراء النقب (جنوب إسرئيل). وفي هذه القاعدة، التي تقع على بعد حوالي عشرين كيلومترا من “مفاعل ديمونا النووي“، يتمركز“سرب أدير” من طائرات إف-35 الإسرائيلية، المقاتلة الأكثر تقدما في البلاد. أي السَرب الذي نفَّذ في الأول من أبريل/نيسان الماضي، غارة على القنصلية الإيرانية في دمشق، أسفرت عن مقتل عناصر رفيعة في الحرس الثوري.
وهو ما أرادت طهران الرد عليه.
ويبدو أن تسعة صواريخ فقط تمكنت من عبور الحدود الإسرائيلية، كما يشير الخبير الأمريكي جيفري لويس (Jeffrey Lewis) “الذي يعمل في “مركز جيمس مارتن لدراسات منع الانتشار النووي.
وكشفت صور الأقمار الصناعية عن أضرارٍ محدودة للغاية في هذه القاعدة الوحيدة: أربع حفر لم تُلحق أضرارًا كبيرة بمدرج الإقلاع، “ربما ناجمة عن وصول صواريخ في نهاية مداها، وبدقة منخفضة”، وفقًا لهذا الإختصاصي.
ومع ذلك، فقد نشرت طهران موارد هائلة لتنفيذ هذا الهجوم المباشر الأول ضد الأراضي الإسرائيلية.
وقال “فابيان هينز” (Fabian Hinz) من “المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية“: “لم يُوَفّروا أي شيء، وكانوا يتطلعون بوضوح إلى إحداث إضرار”. فقد تم إطلاق “سَحابة” من الطائرات بدون طيار، البطيئة نسبياً، في بداية العملية في محاولة لـ”إشباع” نظام الدفاع الجوي الإسرائيلي، ويحيث يتزامن وصولها مع انقضاض 115 إلى 130 صاروخًا باليستيًا على أهداف داخل إسرائيل..
جنرال إسرائيلي: لا أحد في إيران راهن على فشل عمليتها!
وقال الجنرال نمرود شيفر(Nimrod Sheffer)، الرجل الثاني سابقاً في سلاح الجو الإسرائيلي والرئيس السابق لمديرية التخطيط في الجيش: “إنها عملية معقدة، تطلبت أيامًا من الإعداد، واستندت إلى التخطيط المسبق وإلى التمارين والمحاكاة. وأدى ذلك كله إلى حشد عدد من منصات الإطلاق يعادل عدد الصواريخ في عدة مواقع داخل إيران.
وأضاف: “لا أعتقد أن أحدا في إيران توقع أن مثل هذا الجهد سيفشل كلياً”.
وبالفعل، أجرت طهران، قبل شهرين، مناورةً تحاكي هجوماً على “قاعدة نيفاتيم” بنوعين من “الصواريخ، التي يبدو أنها استخدمتهما في 14 أبريل/نيسان – صاروخ “قدر“، وهو تطوير لصواريخ “سكود السوفييتية، التي اشترتها كوريا الشمالية في التسعينيات. بالإضافة إلى صواريخ دقيقة التوجيه من نوع “عماد” وربما “خيبر شيكان“. ويعد هذا الطراز الأخير، الذي تم الكشف عنه في عام 2022، أحد أكثر الطرازات تطوراً في إيران. واستخدمته إيران في سوريا في يناير/كانون الثاني ردا على الاغتيالات المستهدفة التي نفذتها إسرائيل ضد كبار أعضاء قواتها المتحالفة في المنطقة.
تنسيق أمني إسرائيلي عربي
كما أشارت إسرائيل، منذ يوم الأحد، إلى أنها ستقوم بـ”معايرة” ردها لكي تأخذ بالاعتبار مخاوف الدول العربية المجاورة التي حثتها بشدة على وقف التصعيد. ورحبت الدولة اليهودية بتعاون الدول العربية في الدفاع عنها يومي 13 و14 أبريل، وأعربت عن عزمها مواصلة التقارب الأمني البطيء معها. ووفقاً لـ”إسحاق بن إسرائيل” (Isaac Ben-Israël)، مسؤول التسليح الكبير السابق للقوات الإسرائيلية وأحد آباء هندسة الدفاع السيبراني، فإن ممالك الخليج “كانت قادرة على تبادل إشارات التحذير بسرعة” ما جعل من الممكن تتبع مسار الطائرات بدون طيار الإيرانية، في 13 أبريل، كما”فتحت مجالها الجوي” أمام طائرات إسرائيل أو حلفائها الغربيين. واعترض سلاح الجو الأردني بنفسه مقذوفات فوق أراضيه.