إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
اللّغز الإيراني:
نتج عن هجوم ايران المسرحي على إسرائيل إصابة طفلة عربية من البدو باصابة طفيفة في ظفر إصبع قدمها الكبير وتم للأسف قص الظفر للحفاظ على حياة الطفلة.
ومن أجمل النكت التي وصلتني عن هذا الهجوم هي ان:
“إسرائيل قدمت شكوى عاجلة لمجلس الامن احتجاجاً على ان ايران قد تسببت في ان يسهر كل سكان إسرائيل إلى ما بعد منتصف الليل على الفاضي“.
…
والهجوم من البداية بالطيارات المسيرة هو هجوم مضحك لان المسافة من إيران إلى إسرائيل حوالي ١٢٠٠ كيلومتر وأقصى سرعة للطيارة المسيرة حوالي ٢٠٠ كيلومتر في الساعة. يعني الطيارة سوف تأخذ ٦ ساعات، وعندما عرف العالم ان ايران أطلقت ١٠٠ طيارة مسيرة، أعطى هذا إنذار ست ساعات لإسرائيل، لذلك تم تحطيم كل هذه المسيَّرات قبل وصولها إلى حدود إسرائيل بواسطة طيارات أمريكية وبريطانية وإسرائيلية.
ولست أدري ماذا تكلَّفت المغامرة الإيرانية الفاشلة ولكنها لن تقل عن 500 مليون دولار قيمة الطيارات المسيَّرة والصواريخ. واذا كانت إيران تمد روسيا بهذه الطيارات المسيرة في حربها ضد أوكرانيا لا أتعجب من فشل روسيا في كسب تلك الحرب.
ولم أتعجب للفشل الذريع للهجوم الإيراني والذي كان مقدراً له الفشل حتى قبل التخطيط له، عندما اعلن الرئيس الأمريكي صراحة “ان أمريكا ملتزمة بالدفاع عن إسرائيل”.
يوم نزل الخميني مطار طهران في طيارة فرنسية والطيار الفرنسي ممسك بيده وهو نازل سلم الطيارة انا قلت وقتها :”هذا الرجل عميل غربي اكيد”.
الخميني ونظام الملالي الإيراني وُضِع في الخليج لكي يستنزف مقدرات دول الخليج ولكي يبيع الغرب اسلحة إلى كل دول الخليج بهدف حمايتها من ايران. وفجأة،ً بدأنا نسمع إن الإسلام مُنقَسِم إلى سُنَّة وشيعة، وهو ما لم نكن نسمعه أيام شاه إيران الشيعي الذي تزوج من الأميرة فوزية أخت الملك فاروق الُسنّي.
وفجأة، اكتشفنا أن هناك شيعةً في اليمن، وأن هناك شيعة في جنوب لبنان وأن هناك شيعة في سوريا وأن أكثر من نصف سكان العراق شيعة. ولم تتوقف إيران عن هذا، ولكنها قامت بتمويل منظمة حماس السُنية وقادتها إلى حتفها في الحرب الدائرة حاليا. وبقدرةِ قادر أصبح لإيران وجود في كل هذه البلاد، وتحولت بعض أهم البلاد العربية إلى بلاد فاشلة (العراق وسوريا ولبنان واليمن).
اللغز التركي:
تركيا ولا شك من أهم دول الشرق الأوسط نظرا لموقعها بين أوروبا وآسيا وتاريخها من أيام الإمبراطورية العثمانية التي إستمرت لمئات السنين مسيطرة على الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا وشمال أفريقيا. انتهت الأمبراطورية العثمانية في نهاية الحرب العالمية الأولى، وتم توزيع تركتها على بريطانيا وفرنسا.
تركيا دولة ذات أغلبية مسلمة (أكثر من 90% من السكان) وكان موقعها هاماً جدا للدفاع عن الغرب ضد المد الشيوعي القادم من روسيا (الإتحاد السوفيتي سابقا). وكانت جزءاً من هلال إسلامي جنوب روسيا (أفغانستان، باكستان، إيران، تركيا) لأن الغرب إكتشف أن الدين الإسلامي هو أقوى سلاح عقائدي ضد المد الشيوعي. لذلك إنضمت تركيا إلى حلف شمال الأطلنطي، واصبح للحلف قواعد عسكرية في تركيا.
ووصل مد الإسلام السياسي إلى تركيا، ووصل أوردغان وحزبه إلى قمة السلطة. ويظهر أوردغان أمام مليون تركي من مؤيديه يرتدي الكوفية الفلسطينية الشهيرة ويتوعّد إسرائيل (كله كلام في كلام) وما زالت السفارة الإسرائيلية في أنقرة ومازالت السفارة التركية في تل أبيب، وما زالت هناك علاقات إقتصادية ووصلت صادرات تركيا إلى إسرائيل في العام الماضي إلى 300 مليون دولار وواردتها من إسرئيل 130 مليون دولار. ولكن إرتداء الكوفية الفلسطينية هو أرخص شئ!!
وحاليا يوجد تواجد عسكري تركي في كل من شمال سوريا وقطر!!
اللغز القطري:
كان لي علاقة عمل بمهندس أمريكي من أصل مصري، وكان يتولى الإشراف على بعض الأعمال الإنشائية للقواعد الأمركية في الشرق الأوسط، ومن بينها قاعدتي “العديد” الجوية (أكبر قاعدة جوية في الشرق الأوسط) وقاعدة “السولية” البحرية. وعرض عليّ الإشتراك في مناقصة لبناء مساكن للطيارين في قاعدة “العديد” الجوية، وأعترض مدير الشركة التي كنت أعمل معها في المنطقة قائلا: لا يصح أن نبني شيئاً في قاعدة أمريكية لأن هذا حرام. وقال أننا يجب أن نأخذ فتوى من الشيخ القرضاوي (مصري / قطري) وجاءت فتوى الشيخ القرضاوي بأن الإشتراك في بناء أي شيء على قاعدة أمركية يعتبر حراماً. وبالطبع، لم أسمع من الشيخ القرضاوي أي فتوى ضد تواجد القواعد الأمركية أصلا وبأكملها في قطر.
قطر لديها أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت لديها أهم محطة فضائية تنشر العداء ضد أمريكا والغرب. ويزور شيمون بيريز (رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق) قطر ويزور بالذات قناة الجزيرة والتي تهاجم إسرئيل ليلا ونهارا.
رأيت معلقاً أمريكياً على قناة أمريكية يسأل وزيراً إسرائيلياً بالحرف: “لماذا أرسل نيتنياهو رئيس الموساد إلى قطر لكي يطالبها بتمويل منظمة حماس”؟ نتنياهو لا يستطيع تمويل حماس بطريقة مباشرة ولكن لا مانع لديه بل ويفضل أن تقوم قطر بذلك. طبعاً، واضح أن من مصلحة إسرائيل وجود الإنشقاق بين الفلسطينيين (حماس وفتح) بطريقة “فرق تسد”. قطر لغز كبير بالنسبة لي.
اللغز الإسرائيلي:
اللغز الإسرائيلي هو أسهل الألغاز. لقد تخلصت أوروبا (وخاصة شرق أوروبا) من سكانها اليهود بأن أرسلتهم إلى فلسطين. وتم إعلان إنشاء دولة إسرائيل برعاية بريطانية في اليوم التالي مباشرة لإنهاء بريطانيا إنتدابها على فلسطين الذي بدأ في نهاية الحرب العالمية الأولى. وبريطانيا كانت الراعية الأولى لإسرائيل حتى حرب السويس عام 1956، ولكن أمريكا أرادت أن تعطي درسا لبريطانيا وفرنسا والعالم بأن هناك “فُتُوًّة” جديد في العالم بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت إسرائيل تحت الحماية الأمريكية. إسرائيل هي حاملة طائرات ثابتة في منطقة الشرق الأوسط ذات الأهمية التاريحية والإقتصادية لكي تحمي المصالح الغربية البترولية والتجارية في المنطقة، ومعظم العرب لديهم الوهم بأنهم قادرون على القضاء على إسرائيل واستعادة فلسطين “من النهر إلى البحر” (وهو بالمناسبة شعار منظمة حماس). وسوف يظل هذا وهما طالما إسرائيل تحت الحماية الغربية. إسرائيل بعد هجوم حماس يوم 7 أكتوبر طالبت أمريكت بـ10 مليار دولار مساعدات، ولأن الرئيس بايدن رجل كريم وخاصة في سنة الأنتخابات فهو طالب الكونجرس بمنح إسرائيل 14 مليار دولار مساعدات. وقال بالفم المليان: “نحن ملتزمون بالدفاع عن إسرائيل” وبهذا أصبحت إسرئيل الولاية رقم 51 لأمريكا.
تصحيح من الكاتب سامي البحيري
صادرات تركيا إلى إسرائيل عام ٢٠٢٣ كانت ٥.٤ بليون دولار
وصادرات إسرائيل إلى تركيا عام ٢٠٢٣ كانت ١.٦ بليون دولار
اكثر من عشرة أضعاف ما كتبته في المقال
اعتذر عن ذلك