على الرغم من انطلاق العهد الجديد مع انتخاب الرئيس ميشال #عون رئيساً للجمهورية وتأليف الرئيس سعد #الحريري الحكومة، لا يزال هناك من هو غير مقتنع بالتسوية التي حصلت، ويرفض “المقايضة بين الاستقرار والتنازل لمصلحة حزب الله”. هو الدكتور #فارس_سعيد الذي يقول ان “تنظيم 14 آذار انتهى أما القضية فباقية ولن تنتهي”، وبالتالي لم يعد يحمل صفة منسق الأمانة العامة لهذه القوى طالما أن التنظيم انتهى.
وترددت معلومات في تقارير اعلامية أن سعيد زار الرئيس سعد الحريري أخيرا وسلمه مفاتيح مبنى الأمانة العامة في الاشرفية لكن الأول رفض، ويصف سعيد ما يتم التداول به بـ”غير الدقيق”، لكن ذلك لم يمنعه من التأكيد أن المبنى لا يزال قائماً لكن لا أمانة عامة فيه. ويقول لـ”النهار”: “تنظيم “14 آذار” انتهى وبالتالي لا يمكن أن يكون هناك أمانة عامة لتنظيم منتهي، أما قضية “14 آذار” فلن تنتهي ويجب ألّا تنتهي، لا اليوم ولا بعد ألف سنة، بل هي تعيش في ضمائرنا وخيارنا، وبالتالي كلنا “14 آذار” بالمعنى السياسي والاخلاقي، أما التنظيم ومن بعد التسويات التي حصلت ووجهات النظر المختلفة داخل هذه القوى فانه انتهى ولم أعد منسقاً للامانة العامة لأن لا تنظيم”.
ورغم ذلك يحرص سعيد على ابقاء العلاقة الشخصية مع الرئيس الحريري ورئيس “القوات” سمير جعجع، ويوضح: “العلاقة التي تربطني بالحريري لا يمكن أن يشوبها شائب، خصوصاً على مستوى الصداقة، فانا من الذين واكبوا هذه المرحلة بدقة وبكل أمانة سواء مع الحريري أو جعجع او قيادات 14 آذار”. ولا يخفي قراءته المختلفة لما جرى ويجري على الساحة السياسية، ويقول: “لست مع المقايضة بين الاستقرار والتنازل لمصلحة حزب الله”.
وعن امكان استعادة تنظيم “14 آذار”، يقول: “لا ليس حالياً بل لا يمكن اعادة ترميمه”، لكن ذلك لا يمنع كل أصحاب هذه الانتفاضة من التمسك بالقضية، فحتى الحريري لا يزال متمسكاً بـ”14 آذار” القضية وفق ما نقل سعيد، ويوضح: “متمسكون بقضية “14 آذار” بوصفها المؤتمن على معنى لبنان والعيش المشترك الاسلامي – المسيحي والسنّي – الشيعي وقيام دولة مدنية قادرة على ادارة هذا التنوع، لكن ما يحصل اليوم من تشكيل للبنان بشروط فريق من اللبنانيين وحزب، هو تشكيل غالب على مغلوب، يفسد الشراكة ويضرب مفهوم العيش المشترك”.
ماذا عن “8 آذار” هل تزال موجودة بعد التسويات التي حصلت؟ يجيب: “نعم انها لا تزال موجودة كجهاز أمني قائم ألغى 14 آذار وغلبها، مرتكزا في معركته على موازين قوى اقليمية وداخلية… انها الحقيقة”. ويضيف: “لدينا فريق تنازل من أجل استقرار لبنان، لكن هذه المقايضة لا يمكن ان تؤمن استقرارا، لأننا جربناها للمرة الأولى مع ابو عمار عام 1969 وأعطينا جزءا من السيادة للحصول على استقرار، فدخل لبنان في حرب اهلية، وجربناها أيضاً مع السوريين باتفاق الطائف وطردوا السوريين من لبنان لكن التجربة انتهت باغتيال الحريري وانتفاضة لا مثيل لها في العالم العربي، واليوم نكرّر التجربة للمرة الثالثة ونتنازل بالسيادة والدستور ووصلنا الى حد المثالثة وباتت كل طائفة لديها ادارة سياسية مستقلة عن الأخرى… فعن اي 14 آذار نتكلم؟”.
mohammad.nimer@annahar.com.lb
Twitter: @mohamad_nimer
المصدر: “النهار”