إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
لم يشأ
ان يقول كلمته
لكنه مشى،
“قل كلمتك وأمشِ”
لم تعد تصلح لسعد الحريري،
الذي صرّح انه سيبقى خارج السياسة.
مثلنا مثله
سعد الحريري،
فنحن أيضا خارج السياسة،
نحن المواطنون
الذين لا حول لنا ولا قوة.
بات يشبهنا
سعد الحريري،
فجميعنا مهزوم،
حتى ان ملامح العجز تبدو عليه
أكثر مما تبدو علينا،
بلون وجهه المايل للإصفرار
وعيونه الزائغة.
اراد ان يعطي معنويات
لمناصريه ولجمهوره،
فطلب منهم أن يقولوا للجميع
“أنكم عدتم الى الساحة،
ومن دونكم ليس هناك بلد ماشي،
نبض البلد هنا
حافظوا على النبض.”
ليس أكيدا
ان نبضه لم يكن متقطعا
وهو ينصح بالحفاظ على النبض،
ليس أكيدا
انه استطاع ان ينقل الى جمهوره
هذه المعنويات،
فعينه كانت على الورقة
ولم يكن ينظر الى عيون الناس
وهو الشرط الاول لتبادل المعنويات،
كما انه طلب منهم هم
ان يقولوا
ما كان من المفترض
ان يقوله هو
من ان “من دونكم ليس هناك بلد ماشي”،
وهو يقصد ان في غيابه هو وهم
البلاد عرجاء.
“كل شيء بوقته حلو”
رددها مرارا،
وهي تعني عمليا
الاستسلام والانتظار
حتى يحين وقت العودة السياسية،
فسعد الحريري لم يعد يصنع السياسة
وهو يعتقد أنه يستطيع ان يقطف ثمارها
“في وقتها” الذي سيكون حلواً كما يتمنى،
هو الذي ذاق طعم المرارة
مرارا وتكرارا.
ما قاله الحريري
كان في ١٤ شباط،
في حين انه في ١٣ شباط
كان نصرالله يخطب ويصنع السياسة
من الجنوب وبقوة السلاح،
مستبقا ذكرى استشهاد الرئيس الحريري،
الذي أُتهم أعضاء من “حزب الله” بإغتياله.
حسن نصرالله تكلّم
في “يوم الجريح”،
وسعد الحريري تكلّم
في “يوم القتيل”،
وعلى الارجح ان سعد الحريري
قد إتخذ قراره
بأن يبقى جريحاً ولا يصبح قتيلاً،
فيتذكره نصرالله
في يوم الجريح
ويتذكر هو اباه
في يوم القتيل.