إستماع
Getting your Trinity Audio player ready...
|
لا ضمانَ من أن توبتك ستُقبَل، لأنك أعلنت دعمك لإسرائيل الظالمة!
(أعلنت وكالة “ميزان” للأنباء، التابعة للسلطة القضائية في إيران، اعتقال الأستاذ الجامعي، صادق زيبا كلام، وإحالته إلى السجن لقضاء مدة عقوبته على خلفية ثلاث إدانات نهائية في قضايا مختلفة. وكان من المفترض أن يحضر زيبا كلام حفل إطلاق كتابه الأخير، الذي يحمل عنوان “لماذا لا يعتقلونك وماذا سيحدث في النهاية؟“. لمناسبة إعتقاله، نعيدُ نشر مقاله الساخر الذي قام الشفاف” بترجمته ونشره في 30 كانون الثاني/يناير 2024).
ترجمة – “شفاف”
لم أر والدتي لمدة شهرين. ذهَبْتُ لزيارة مرقد الإمام الرضا (في مشهد) لرؤيتها. كانت قد عادت للتو من اعتكافها (في حرم المرقد) مع صديقاتها. لم ننتهِ من التحية بعد، حتى بدأت “معصومة السادات”، وهي بمثابة أمي الثانية، في انتقادي. قالت: “أمك طوال فترة اعتكافها كانت تذرف الدموع من أجلك، وتدعو الله أن ينجيك من الضلال والإنحراف، ويهديك إلى سواء السبيل. ومؤخراً يا دكتور قالت بعض صديقات أمك إنه حتى لو تُبْتَ فلا ضمانَ من أن توبتك ستُقبَل، لأنك ضلّلت الكثير من الشباب الأبرياء بكتبك ومحاضراتك في الجامعة، خاصة مؤخرا حينما أعلنت دعمك لإسرائيل الظالمة”.
وتابعت “معصومة السادات”: “بالطبع بعض صديقات الوالدة يعتقدن أنك أحد عملاء النظام، ولهذا لا علاقة لهن بك”.
باختصار، أصَرَّت والدتي و”معصومة السادات” على ألّا أبقى في الضلال أكثر من ذلك، وأن أتوب وأعود إلى طريق الحق والدين، ربما يغفر الله لي ذنوبي ويغفر لي في آخر حياتي.
“معصومة السادات” كانت تقول لي، لأجل دموع أمك ودعواتها تُبْ وارجَع إلى طريق الإسلام والمؤمنين.
والدتي التي كانت متعبة، نامت فور مغادرة صديقاتها. قالت لي قبل نومها إذا رَنّ المنبِّه لا تطفئه لأنها تريد أن تقوم لصلاة الليل. في الوقت نفسه، طلبت منّي ألا أشتري الخبز في الصباح، لأن ابن صديقتها “أشرف خانم” (الذي يبدو أنه لا يعتقد بأنني مٌنحَرِف) سيجلب معه الخبز.
نامت والدتي، وفي سكون الليل ظننت أن أتباع “شاه الله” وأتباع “حزب الله” لن يتّهموني بالانحراف والانتماء للغير دون سبب.
فأتباع “شاه الله” سيتهموني بالانتماء للنظام (الإسلامي)، وأتباع “حزب الله” سيتهموني بالانتماء لأمريكا وإسرائيل.
كذلك فإن استدعائي من قِبل “محكمة الثقافة والإعلام” بتهم “تشويش الرأي العام” و”الدعاية ضد النظام” و”نشر الأكاذيب” ليست ببعيدة. قلت لنفسي: كم سيكون مثيرًا للاهتمام أن يتم الاستعانة “بمعصومة السادات” و”أشرف خانم” وغيرهما من صديقات والدتي اللائي يعتكفن معها (في حرم المرقد)، إلى المحكمة كشهود ضدي.
صادق زيبا كلام كاتب إيراني