نحارب من أجل الفرح، من أجل حق الروح بالابتسامة.. وفي غمضة عين يأتي من يسرقها، بكلمة، بفعل، بتصريح، باستجواب أو بفتوى.
ما ان بدأ المجلس الوطني للثقافة والفنون، وعلى رأسه أمينه العام النشط المهندس على اليوحة، يستعيد بعضا من روح كويت السبعينات والثمانينات، ويقوم بتنظيم فعاليات فنية وثقافية تزرع البهجة في قلوب الناس، وما ان بدأنا نتنفس فنا ونستمتع ببعض الموسيقى والغناء والرقص، حتى انتفض عشاق الظلام وصناع النكد وأعداء الفرح. حفلات موسيقية، فنية، غنائية راقصة تقام في كل دول العالم، وفي كل مسرح وساحة وشارع تبعث المسرات في النفوس والقلوب، سميت على لسان هؤلاء بحفلات المجون والتعري!
من حق بعض النواب المحترمين ألا تعجبهم تلك الحفلات، ومن حقهم أيضا أن يعترضوا على إقامتها فنحن نعيش في دولة ديموقراطية تكفل حرية التعبير عن الرأي، لكن ليس من حقهم أبدا فرض وصايتهم علينا وحجب كل نسمة فرح تهب صوبنا. انظروا إلى حفلات المجلس الوطني التي تقام على المسارح، واحصوا أعداد الحضور الذين فاضت بهم الكراسي فافترشوا الأرض. شاهدوا الحفلات التي أقيمت في المجمعات وانظروا في وجوه الناس وهي تصفق وتتمايل طربا مع الموسيقى. لماذا تريدون حرمانهم من هذا؟
دعوني أسألكم: من هم أكثر رواد المهرجانات الغنائية والحفلات الموسيقية في دبي، بيروت والقاهرة؟ بمن تمتلئ الطائرات في كل إجازة وإن كانت لمجرد يومين؟ الإجابة: الكويتيون. فالكويتيون ليسوا مختلفين عن باقي شعوب الأرض، هم أيضا يحبون «الوناسة» والفرح والنغم. وإن حرموا منها في ديرتهم، سافروا إليها أينما كانت. فأنتم لن تستطيعوا فرض رؤيتكم ومفاهيمكم على أحد، ولا تستطيعون أن تدّينوا شعبا هو متدين أصلا، لكنكم تريدون جعله شعبا منغلقا مكتئبا متزمتا متطرفا.
أعزائي النواب المحترمين: لعلمكم الخاص، الرقص يعتبر أقدم اللغات التعبيرية التي مارسها الإنسان عبر التاريخ، والطفل يبدأ بالرقص قبل أن يتعلم المشي والنطق. إنها فطرة سليمة جميلة تبث الفرح والسعادة في النفس. كما أن الرقص لا هو تغريبي ولا كافر ولا امبريالي، هو فن من صميم تراث شعوبنا، واسألوا أجدادنا (وجداتنا) الذين رقصوا إلى أن شبعوا رقصا.
فلنمنح أبناءنا قليلا من السعادة على أرضنا بدلا من أن يلفوا أجسادهم بأحزمة ناسفة طمعا بسعادة غيبية يقنعونهم بها فداء لقتل أرواح بريئة. دعوهم يفرحون ويغنون ويرقصون هنا، بدلا من التحاقهم بمنظمات إرهابية تعدهم بالرقص مع الحور العين مقابل دماء إخوانهم وأمهاتهم.
وبدلا من تلقينهم ثقافة الموت، علموهم ثقافة الحياة والفرح.
*عزيزي النائب، أنت لست مجبرا على حضور تلك الفعاليات، وإن كنت انصحك بها للتخفيف من تجهمك وعبوسك قليلا، قر في بيتك أو اذهب إلى المسجد، صلي ركعتين من اجلنا وادع لنا نحن باقي المسلمين بالهداية، فـ«إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ».