المركزية- تؤكد مصادر سياسية تواكب عن كثب مسار المشاورات الجارية على محور “وضع” القادة الامنيين الذين تنتهي ولاياتهم تباعا، وعلى وجه الخصوص قائد الجيش العماد جان قهوجي، ان حظوظ تأجيل التسريح تتفوق بأشواط على امكانات تعيين خلف، في ظل الستاتيكو المتحكم بالساحة اللبنانية في ضوء الشغور الرئاسي الا اذا توافرت ظروف انتخاب رئيس قبل 23 ايلول، موعد نهاية تأجيل تسريح قهوجي.
وفي ما بات معلوما ان القوى السياسية كافة، باستثناء تكتل “التغيير والاصلاح” تجمع على ضرورة عدم دفع المؤسسات العسكرية والامنية الى الفراغ، في ظل الكم الهائل من المخاطر المحدقة بالبلاد، توضح المصادر ان رئيس التكتل النائب ميشال عون الذي اتخذ قرار المواجهة، ضمن سياسة رفض التمديد بالمطلق، سيمضي في خياره، حتى لو تخطى هذه المرة حدود “التعبير عن الرأي” وتسجيل الموقف الى قلب الطاولة على الخصوم والحلفاء في الحكومة السلامية لانه يؤيد في حال تعذر التعيين اعتماد التراتبية، خصوصا ان الجميع ابلغوه رفضهم الفراغ اذا ما حل الموعد دون توافر التوافق على المرشح القيادي البديل، واخرهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي كان معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل زار الرابية، موضحا الموقف لعون بعدما كان ابلغه به شخصيا خلال زيارة الاخير لعين التينة، ولم يكتف بهذه الخطوة فاستدعى الاعلام منذ يومين لتظهير الصورة مؤكدا انه مع التعيين اولا وثانيا وعاشرا اذا توافر الاتفاق، والا فانه مع التمديد لانه افضل بدرجات من الوقوع في الفراغ خصوصا في موقعي قيادة الجيش وقوى الامن الداخلي.
اما “حزب الله” الذي يلتزم الصمت، تقول المصادر، انه ليس في وارد السير في اتجاه الاطاحة بالحكومة ويؤيد موقف الرئيس بري، لكنه في موقع المحرج ازاء حليفه الذي تتوقع المصادر ان يزور الضاحية في وقت غير بعيد للاطلاع على توجه الحزب والمدى المتاح له في اطار “التعبير عن الرأي”.
هذا في مقلب الحلفاء، اما “الخصوم” فلا تبدو الصورة مختلفة لديهم، ذلك ان تيار “المستقبل” و”القوات اللبنانية” وحزب “الكتائب” وسائر مكونات قوى 14 اذار يؤكدون انهم مع الاتفاق على تعيين القادة الامنيين ولا يمانعون وصول قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز الى اليرزة، غير ان عدم التوافق يعني حكما المضي في التمديد لان الفراغ في المراكز الامنية ممنوع.
وتكشف المصادر ان الرئيس سعد الحريري كان اوفد النائب السابق غطاس خوري الى الرابية حاملا رسالة الى عون، الذي ابدى عتبا على وزير الداخلية نهاد المشنوق لكونه سيتخذ قرارا يشبه قرار وزير الدفاع الوطني سمير مقبل يقضي بتأجيل تسريح مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص وقائد الدرك العميد الياس سعادة، مفادها ان الحريري لم يتخذ بعد قراره النهائي وسيحدده بعد عودته من واشنطن ويبلغه الى عون علما ان تيار المستقبل لا يواجه مشكلة في ما يتصل بقيادة قوى الامن الداخلي سواء بالتعيين او بالانابة او بالتمديد لان لديه ثلاثة مرشحين للمنصب اذا ما طرح الامر على مجلس الوزراء هم: العمداء سمير شحادة، فارس فارس وعماد عثمان. غير ان التوجه العام في حال عدم بلوغ المسار نقطة التوافق يقضي بعدم السير نحو الفراغ، ما يعني تأييد قرار تأجيل التسريح لقهوجي.
وكما الحلفاء والخصوم، فان موقف النائب وليد جنبلاط يقع في السياق نفسه، وكان ابلغه الى عون ابان زيارة قام بها وزير الصحة العامة وائل ابو فاعور الى الرابية، اتبعها بأخرى في اليوم التالي الى اليرزة، موضحا ومصوبا.
وتوضح المصادر ان العماد عون وازاء خارطة توزيع المواقف يتمسك بطرح الملف على مجلس الوزراء لتحمل المسؤولية رافضا التمديد بكل اشكاله، واذا لم تتوافر شروط الطرح، فانه لن يتوانى عن الاقدام على آخر خطوات الاعتراض المتاحة، القاضية باعتكاف وزرائه عن العمل الحكومي ولو وحيدا. علما ان العمل في اتجاه مخارج للازمة لمنع الفراغ الامني والشلل الحكومي ما زال مستمرا عبر اقتراحات يقضي بعضها بتأجيل تسريح عدد من الضباط بالتوازي مع تأجيل تسريح قهوجي.
لكن المصادر تعتبر ان الاقدام على تعيين قائد جيش في غياب رئيس البلاد، وهو عمليا القائد الاعلى للقوات المسلحة، يتخذ منحى بالغ الخطورة، اذ ان الرئيس يعين قائد الجيش بعد انتخابه حرصا على ولائه الوطني، وفي حال غيابه واناطة المهمة بالقوى السياسية، فان حظوظ الولاء السياسي للقائد المعين قد ترتفع على الوطني، وهو عامل قد يدفع بالبلاد لا سيما في ظل غياب الرئيس الى حيث لا تحمد عقباه.
١٤ آذار توافق على شامل روكز فهل يقبل حزب الله؟
لكانت قبلت 14 آذار حتى برستم غزالي قائداً للجيش، لو لم يغتله مشغّله المجرم الأسد!
14 آذار… ألله!