باريس-
هدأت في طرابلس، من دون ان يتضح ما إذا كان الهدوء نهائيا هذه المرة، ام انه، على جري العادة، هدنة تسبق جولة عنف جديدة!
معلومات من عاصمة الشمال تشير الى ان ليل امس شهد اتصالات مكثفة بين المسلحين والجيش اللبناني عبر وسطاء من بينهم “هيئة العلماء المسلمين” بعيدا عن اعين الفضوليين، مرجحة حصول مفاوضات في مرفأ طرابلس! وفي اعقاب هذه المفاوضات تراجعت حدة الاعمال العسكرية للتلاشي مع حلول الصباح، وسط معلومات عن ان الجيش ينفذ مداهمات داخل احياء باب التبانية وفي بلدة بحنين.
المعلومات الشمالية غاب عنها مصير المسلحين الذين قاتلوا الجيش منذ يوم الجمعة الماضي، واين اختفوا! خصوصا شادي المولوي، وأسامة منصور ومن معهما من مسلحين! في حين ذكرت معلومات ان “تسوية” حصلت بين الجيش والمسلحين برعاية هيئة العلماء المسلمين قضت بترحيل هؤلاء عبر مرفأ طرابلس الى خارج الحدود اللبنانية، مرجحة ان تكون وجهتهم تركيا التي يتواجد فيها المرشد الروحي للمسلحين المتشددين في طرابلس، الشيخ سالم الرافعي وعدد آخر من المشايخ الطرابلسيين، منذ اكثر من اسبوع.
كما رجحت المعلومات ان يكون “الشيخ خالد حبلص”، مفتعل احداي الجمعة الدامي في طرابلس، قد انضم بدوره الى زميله الشيخ الرافعي في تركيا.
المعلومات تحدثت عن ان الجيش اللبناني ابدى حزما في التعاطي مع المسلحين ورفض اي تسوية تتيح لهم البقاء في المدينة مهما كانت التضحيات. ووافق لهذه الغاية على هدنة انسانية سمحت بإخلاء ألآف المدنيين من “باب التبانة” ليلا الى الاحياء المجاورة، الامر الذي اسهم بتسريع التوصل الى تسوية قضت بإخراج المسلحين من”باب التبانة”، وإطلاق يد الجيش اللبناني في حرية الدخول الى الاحياء والبؤر الامنية.
سياسياً، ما زالت اسباب اندلاع المعارك في طرابلس غير واضحة خصوصا ان المدينة كانت تشهد هدؤا نسبيا بعد ان اخلى شادي المولوي واسامة منصور “مسجد عبدالله بن مسعود” في “التبانة” وتواروا عن الانظار، كما ان المدينة لم تشهد اي احداث امنية في الآونة الاخيرة!
مصادر سياسية في بيروت اعتبرت ان سبب اندلاع المعارك في طرابلس يعود الى امرين إثنين:
الاول، رغبة حزب الله بالرد على خطاب وزير الداخلية نهاد المشنوق في الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد اللواء وسام الحسن، حيث اعلن المشنوق رفض التحول الى صحوات لبنانية وان الخطط الامنية تنفذ في اماكن محددة فقط، وان حزب الله يستفيد من هذه الخطط من دون ان يقدم اي تنازل لمصلحة الدولة.
وتشير المعلومات ان الرد على خطاب المشنوق جاء في “ضربة طرابلس” التي مهد لها الجيش اللبناني بفتح اوتوستراد القلمون الساحلي وإزالة الخيم التي كان نصبها اهالي العسكريين الاسرى في سوريا وذلك ساعات قليلة قبل اندلاع المعارك في طرابلس!
اما السبب الثاني، حسب ما تشير المعلومات فيعود الى الدعم المعنوي والمادي الكبير الذي حصل عليه الجيش اللبناني وقائده العماد جان قهوجي في الولايات المتحدة لدوره في مكافحة الارهاب.
فكانت طرابلس نموذجا للالتزامات اللبنانية في مكافحة الارهاب، خصوصا بعد تجربة عرسال وعدم قدرة الجيش على حسم المعركة لصالحه. فكان لا بد من معركة تعيد الاعتبار لمفهوم “مكافحة الارهاب” وضرورة العمل على اسئصال البؤر الامنية حيث يستطيع الجيش الى ذلك سبيلا.
قادة المسلحين في تركيا!: لماذا اشتعلت طرابلس الآن؟مع احترامنا للشفاف ومصادرها السياسية في بيروت، ومن دون لف ودوران، كانت الإشتباكات سابقا في طرابلس بين باب التبانة وجبل محسن تضع تحت خانة المسؤولية لجماعة علي عيد، اليوم ما بئا فيه شي اسمو جماعة علي عيد ورأفت عيد بعد مغادرتهما لبنان، فمن اين اتو هؤلاء المسلحين في باب التبان بطرابلس. الحقيقة ان هؤلاء الملتزمين دينيا السلفيين الإرهابيين التابعين ل”النصرة” و”داعش” كان لهم هدف واحد أي إقامة إمارة إسلامية في مدينة طرابلس واحكام السيطرة عليها من قبلهم لفتح طاقة منفذ من البحر لعبور الامدادات العسكرية وغير العسكرية الى سورية حيث نفوذ جبهة ”… قراءة المزيد ..