(تنويه: القارئ “نوفل نيوف” أرسل التعليق التالي لـ”الشفاف” نقلاً عن [صفحة د. محمد شحرور->https://www.facebook.com/Dr.Mohammad.Shahrour?hc_location=timeline
] على “الفايس بوك”)
*
تعليقاً على موضوع رجم داعش لامرأة بتهمة الزنا، أقول:
– كل ما يذكره الفقه الموروث عن وجود آية للرجم في التنزيل الحكيم، تمت إزالتها، هو إساءة بحق كتاب الله، وقلنا سابقاً أن النسخ تم بين الرسالات وليس في الرسالة الواحدة.
– الرسول (ص) رجم الزاني والزانية، تطبيقاً لما وجده في شريعتهما (اليهودية)، عدا عن أنه طلب من الرجل مراجعة نفسه ثلاث مرات، علّه يعود عن اعترافه، وإن ثبتت حادثة الرجم، فهي وثيقة تاريخية وليست ديناً، وكل ما اتخذه النبي من قرارات هو تاريخ.
– في التنزيل الحكيم عقوبة الزنا الجلد مائة جلدة، وإثباتها يكاد يكون مستحيلاً، وإن لم يتم وجود أربعة شهداء للحادثة لا يطبق الحد، والشاهد الكاذب يجلد ثمانين جلدة ولا تقبل منه شهادة أبداً، ووجود أربعة شهداء لعملية الزنا يجعل منه علنياً، والزنا العلني تعاقب عليه كل دول العالم، وبما أن عقوبة الجلد كانت سارية المفعول تاريخياً في العالم كله وبطلت، فيمكن الآن اعتبارها كحد أقصى لعقوبة الجماع العلني في حالات معينة للحد من انتشار الفاحشة، يحددها البرلمان وليس الفقيه.
– للأسف يطبق الرجم اليوم في عدة دول عربية وإسلامية، وأغلب من اعترض على الحادثة، كان اعتراضه لأن داعش غير مؤهلة لتطبيق الحد وليس على الحد نفسه.
– أرى أن جرائم الشرف التي تحدث في بلادنا، بحيث يقتل الأخ أخته بحجة الزنا، ولا يعاقب، أو يعاقب عقوبة مخففة، هذه الجرائم لا تقل وحشية عما ارتكبته داعش.
نحن اليوم بحاجة ماسة لإعادة النظر في كل موروثنا الفقهي، وبشكل أساسي لمفاهيمنا عن القيم، وأولها الشرف، ولو أخذنا المفاهيم التالية التي تبنى عليها القيم العربية، وهي: الشرف والمروءة والشهامة والنخوة والعرض، وكلها مصطلحات عربية فصحى 100% نرى أنه لا وجود لها في التنزيل الحكيم، لأنها قيم تحمل الطابع المحلي، فكيف نفهم الشرف على مقاييس ربيعة ومضر أم عدنان وقحطان؟ وكذلك باقي المفاهيم، ولو وردت هذه المفاهيم في التنزيل الحكيم لقلنا أنه جاء للعرب في القرن السابع فقط، وبأحسن الأحوال أن محمد (ص) هو المؤلف.
وعندنا شرف الرجل في فرج أمه وأخته وابنته، وعند الياباني الشرف في إتقانه لعمله، وقد ينتحر إذا فشل فيه، أما نحن فقد لحقت الهزائم بجيوشنا ولم نسمع أن ضابطاً واحداً قد انتحر بعد هزيمة حزيران النكراء، لأنه لم يشعر بعار الهزيمة.
إقرأ أيضاً:
مجتهد شبستري: رجم الإنسان إنتهاك لحرمة الله والفقه الإسلامي قابل للنقض
[العفيف الأخضر: نداء لإلغاء الشريعة
->http://www.shaffaf.net/spip.php?page=article&id_article=12534&lang=ar
]