هل ربح بشّار الأسد، المكروه من أغلبية حاسمة في المنطقة العربية، معركة “التخويف بالمتطرّفين” ومعركة “التخويف بالحروب الطائفية”؟
بصياغة
أخرى، هل خسرت المعارضة السورية معركة كَسب الرأي العام في المنطقة المجاورة لسوريا الذي لم يعد يثق بطابعها “العلماني” أو “المعتدل”، وكذلك بقدرتها على الإطاحة بالأسد؟
هذا ما يوحي به استطلاع “مركز بيو” الأميركي للعام 2014 (وأرقامه جديرة بالتصديق، بعكس معظم إستطلاعات الرأي اللبنانية التي تكون نتائجها حسب مزاج المموّل).
بقدر ما يؤيد الرأي العام العربي (والإسرائيلي، كذلك) سقوط بشّار الأسد بنسب كبيرة، فإن نسباً مماثلة باتت تشعر بالقلق من نتائج الصراع السوري، وباتت تتخوّف (وهذا التخوّف سيزداد بعد استيلاء “داعش” على الموصل) من وصول جماعات متطرفة إلى السلطة في دمشق. وقد يكون هذا التخوّف هو السبب في أن معظم الرأي العام العربي والمجاور بات يعارض تقديم دعم عسكري، سواء غربي أو عربي، للمعارضة السورية.
أي أن الرأي العام في الدول المجاورة بات بأغلبيته ضد بند أساسي في برنامج الإئتلاف السوري الحالي وفي برامج الهيئات السابقة للإئتلاف: بند المطالبة بدعم عربي أو أميركي وأوروبي للثوار السوريين.
من يتحمّل مسؤولية هذا التراجع في النظرة إلى الثورة السورية و”ممثّليها” المفترضين؟ سياسات أوباما المتردّدة والمتناقضة، ومثله السياسات الأوروبية؟ حتماً!
ولكن يجدر بالمعارضة السورية أن تراجع حساباتها، هي نفسها، بعد 3 سنوات حافلة بالأخطاء والصراعات الشخصية، والفساد المعمّم!
والأهم من ذلك، ربما، أن المعارضة السورية مسؤولة لأنها لم تتوصّل إلى حسم مسألتين:
الأولى، هي تقديم نفسها كطرف علماني، أو على الأقل ديمقراطي معتدل ومتنوّع، قادر على تمثيل الأقليات الدينية، وخصوصاً العلويين والدروز والمسيحيين، في سوريا المستقبل. وبعد أن كان الشعب السوري قد رفع شعار “لا سلفية ولا إخوان” في مدنه وقراه في العام 2012، فقد باتت تسميات معظم الكتائب “إسلامية”، حتى تلك التي تعارض مجرمي “النصرة” و”داعش”! هل هذه “الأسلمة” هي التي ستشجع “العلويين”، وهم جزء لا يتجزأ من الشعب السوري، على الإلتحاق بالثورة؟
أقل المطلوب من “الإتئلاف السوري” هو إعلان واضح بالعودة إلى النظام الديمقراطي البرلماني القديم الذي عاشته سوريا حتى انقضاض البعثيين على السلطة!
الثانية، هي الموقف من الصراع العربي-الإسرائيلي. لقد خاض بشار الأسد معارك عسكرية عنيفة في الأسابيع الأخيرة للحفاظ على سيطرته على منطقة الحدود مع إسرائيل (ليظل قادراً على إدامة علاقة عدم إطلاق رصاصة واحدة ضد إسرائيل منذ 1973، أي علاقة “حماية الحدود الإسرائيلية”).
بالمقابل، تكثر في أوساط المعارضة السورية التفسيرات “الإسرائيلية” للسياسات الغربية. مثلاً، أن إسرائيل هي من يعرقل الدعم الغربي للثوار. ولكن ما هو موقف الثورة السورية من الصراع العربي-الإسرائيلي؟
ألم يلاحظ ثوار سوريا أن دعاة “الصراع مع إسرائيل إلى الأبد” (في طهران وفي بيروت وفي بغداد) هم أنفسهم من يحملون السلاح لمقاتلة الشعب السوري؟
ألم يحن الوقت لاتخاذ موقف علني، بإسم “الإئتلاف السوري” من الصراع العربي-الإسرائيلي؟ والأمر ليس بهذه الصعوبة: فقد اتخذ مرشد الإخوان المسلمين السوريين، السيد البيانوني، موقفاً ممتازاً قبل سنوات حينما أعطى الأولوية لاستعادة الجولان سلماً، أي بالمفاوضات، وليس بالحرب.
وهذه قاعدة يمكن البناء عليها لإعلان موقف واضح من المعارضة السورية يدعو إلى إنهاء الصراع العربي-الإسرائيلي على أساس “الدولتين”، وعلى أساس التفاوض مع إسرائيل لاستعادة الجولان.
وبداهةً، أيضاً، يمكن للثورة السورية أن تنطلق من موقف الشعب المعني بالدرجة الأولى، أي الشعب الفلسطيني، الذي اختار بأغلبيات واضحة الصراع السلمي على الحروب والنزاعات المسلحة!
إن أغلبية الشعب الإسرائيلي ضد بشار الأسد، كما يفيد الإستطلاع التالي. ويمكن للثورة السورية أن تزيد هذه الأغلبية المناوئة للأسد، وأن تؤثر في سياسات حكومة إسرائيل، لو أقدمت على اتخاذ موقف علني من الصراع العربي-الإسرائيلي.
سوريا المستقبل: دولة ديمقراطية و”داعية سلام” في المنطقة. هل صعب أن تعلن الثورة السورية هذا الموقف؟
“النكبة السورية” باتت أكثر فداحة من “نكبة فلسطين” (وربما نكون على أبواب “نكبة العراق”). سوريا تدمّرت، وعدد “لاجئيها” في الداخل والخارج أكبر من أعداد اللاجئين الفلسطينيين. فماذا تنتظر المعارضة السورية؟
وماذا تنتظر المجتعمات العربية المتخوّفة من صعود المتطرفين ومن الحروب الطائفية؟
لا مستقبل لليبرالية العربية، أي لنظم ديمقراطية، ومدنية، ومتنوّعة، مع استمرار الصراع العربي-الإسرائيلي. لقد بات حاسماً اتخاذ موقف صريح يدعو لإنهاء هذا الصراع، ولسحب البساط من دعاة الصراع مع إسرائيل إلى الأبد لأنهم، هم أنفسهم، من يغذّون التطرف والحروب الطائفية في المنطقة العربية.
بيار عقل
*
جيران سوريا يرغبون في سقوط الأسد، ولكنهم لا يؤيدون تقديم دعم للثوّار
قسم كبير من الرأي العام في الدول المجاورة يخشى سيطرة المتطرفين على سوريا
بعد 3 سنوات من الحرب الأهلية، فإن جيران سوريا يخشون من أن تنتهي الأمور إلى سيطرة “القاعدة” أو جماعات متطرّفة أخرى، حسب إستطلاع رأي قام به “مركز بيو للأبحاث” الذي يتمتع بمصداقية كبيرة. ويتّخذ الرأي العام في المنطقة المجاورة لسوريا موقفاً سلبياً من بشّار الأسد ويرغب في تنحّيه عن السلطة. بالمقابل، فهنالك معارضة متزايدة في الشرق الأوسط لقيام الغرب أو الدول العربية بتزويد الجماعات المناوئة للسلطة السورية بالأسلحة والأعتدة الحربية.
وقد جرى إستطلاع رأي “مركز بيو” بين 10 أبريل و16 مايو 2014، وشمل 7001 شخصا.
(الجدول 1: أقلية ترغب في دعم الثوّار السوريين مع أن أغلبية شعوب المنطقة ترغب في رحيل الأسد. أعلى نسبة ضد الأسد هي في مصر (91 بالمئة يرغبون في خروجه من السلطة)، وأقل نسبة هي في لبنان (52 بالمئة ضد الأسد، يتوزعون على “السنّة”، 81 بالمئة، والمسيحيين، 62 بالمئة، والشيعة، 7 بالمئة). بالنسبة للفلسطينيين: 72 بالمئة ضد الأسد، بينهم 68 بالمئة في الضفة الغربية، و79 بالمئة في غزة). في إسرائيل، الأرقام ملفتة: 66 بالمئة من يهود إسرائيل ضد بقاء الأسد في السلطة، في حين تنخفض هذه النسبة إلى 53 بالمئة بين عرب إسرائيل. يهود إسرائيل هم، كذلك، الأقل إعتراضاً على تقديم دعم غربي أو عربي عسكري للثوار السوريين.)
وتتخوّف أقليات كبيرة في معظم الدول الجارة لسوريا، وخصوصاً في لبنان وإسرائيل، من وصول متطرفين إلى السلطة في دمشق. الرأي العام التركي هو الأقل تخوّفاً رغم وقوع عدد من الحوادث الإرهابية على الحدود التركية-السورية.
أن نصف جمهور الدول المحيطة بسوريا، أو أكثر، هو ضد الأسد ويرغب في خروجه من السلطة، بما في ذلك أغلبيات كبيرة في مصر وفي الأردن.
ولكن نصف ذلك الجمهور، أو أكثر، يعارض تدخّل أطراف خارجية في النزاع، وترتفع النسبة ضد الدعم الغربي للثوار. وبعد أن كان الجمهور الأردني يؤيّد تقديم دعم عسكري للثوّار في العام 2013، فقد بات الآن ضد الدعم الغربي أو العربي للمتمردين.
الخوف من التطرّف
إن التخوّف من سيطرة جماعات متطرّفة على سوريا منتشر في كل أنحاء المنطقة. وهو يشمل 7 من كل 10 مصريين (69 بالمئة)، وأغلبية الأردنيين (76 بالمئة)، والإسرائيليين (82 بالمئة)، واللبنانيين (86 بالمئة).
في لبنان، المسيحيون هم الأكثر تخوّفاً من التطرّف في البلد المجاور. إن حوالي ثلثي المسيحيين (65 بالمئة)، وحوالي نصف السنّة فقط (51 بالمئة) ونصف الشيعة (50 بالمئة) يتخوّفون بشدّة من سيطرة “القاعدة” أو أمثالها على سوريا.
كما أن اللبنانيين هم الأكثر تخوّفاً من إمكانية وقوع نزاع طائفيم. إن 9 من كل 10 مسيحيين (93 بالمئة)، و9 من كل 10 شيعة (90 بالمئة) وأكثر من 8 من كل 10 سنّة (85 بالمئة) يبدون تخوّفهم من أن التوترات بين السنّة والشيعة في لبنان تمثّل مشكلة كبيرة جداً لبلدهم.
وعلى غرار ما هو متوقع، فإن يهود إسرائيل أكثر تخوّفاً من المتطرفين في سوريا من العرب الإسرائيليين (84 بالمئة مقابل 75 بالمئة). مع ذلك، فإن 3 من كل 4 من عرب إسرائيل الذين يتخوّفون من وصول “القاعدة” إلى السلطة في سوريا يعبّرون عن نسبة قلق تتجاوز نسبة القلق التي يعبّر عنها الأتراك أو الفلسطينيون أو المصريون.
معارضة دعم الثوار السوريين
أظهر استطلاع رأي أجراه “مركز بيو” في العام الماضي أن هنالك تأييداً ضئيلاً في الرأي العام لفكرة تقديم دعم لصالح القوى التي تحاري نظام دمشق، وقد تزايدت هذه المعارضة في العام 2014.
إن أكثر من سبعين بالمئة من اللبنانيين (78 بالمئة)، والتونسيين (77 بالمئة)، والأتراك (73 بالمئة) ضد توفير دعم عسكري غربي للثوار. ويتفق معم ثلثا الفلسطينيين (68 بالمئة)، والمصريين (67 بالمئة)، والأردنيين (66 بالمئة).
وحتى في إسرائيل، فإن نصف الرأي العام ضد التدخّل الغربي. ولكن الجمهور الإسرائيلي منقسم بين 80 بالمئة من عرب إسرائيل الذين يعترضون على الدعم الغربي للثوار، و44 بالمئة من اليهود فقط. ومن حيث الأعمار، فإن 53 بالمئة من الإسرائيليين فوق سن 50 سنة يعارضون الدعم الغربي للمعارضة السورية، مقابل 43 بالمئة بين سن 18 و29 الذين يؤيدون التدخل الغربي.
وهنالك معارضة أقل على مستوى المنطقة لتقديم دعم عربي للثوار: ويعارض 73 بالمئة من الرأي العام التركي هذه الإمكانية، كما يعارضها 73 بالمئة من التونسيين، و61 بالمئة من الفلسطيينيين والمصريين. كما أن 56 بالمئة من اللبنانيين، و52 بالمئة من الأردنيين، و51 بالمئة من الإسرائيليين ضدها.
والخلاصة هي أن معارضة تزويد الثوار السوريين بالدعم العسكري، سواءً الغربي أو العربي، قد تزايدت بنسبة 22 بالمئة منذ العام 2013.
وتتشبب هذه المسألة بانقسام الرأي العام في لبنان: 89 بالمئة من الشيعة ضد الدعم العربي العسكري للثوار، في حين يؤيده 55 بالمئة من السنّة. وينقسم المسيحيون حول هذه النقطة.
أما بالنسبة للدعم العسكري الغربي للثوار، فإن 93 بالمئة من الشيعة و74 بالمئة من المسيحيين و67 بالمئة من السنّة ضده.
تصاعد عداء الرأي العام للأسد
لا يتمتع الرئيس السوري بشار الأسد بدعم كبير في المنطقة. وهنالك أغلبيات كبيرة في الدول المجاورة ضده. وهذا العداء للأسد حاد وآخذ في التزايد. إن 78 بالمئة من الأردنيين يقولون أنهم يعارضون الأسد بشدة- بزيادة 11 بالمئة عن العام 2012. وارتفعت نسبة الأتراك المناوئين للأسد بشدة إلى 71 بالمئة، بزيادة 17 بالمئة عن العام 2012. ويملك 66 بالمئة من المصريين نظرة سلبية جداً للأسد، بزيادة 18 بالمئة. الإستثناء الوحيد هو تونس (من 76 بالمئة في 2012 إلى 61 بالمئة حالياً ضد الأسد بشدة).
كذلك، تفضل أغلبيات كبيرة جداً في البلدان المجاورة أن يخرج الأسد من السلطة: 90 بالمئة من المصريين وأكثر من 90 بالمئة من الأردنيين. و72 بالمئة من الفلسطينيين (72 بالمئة)، و70 بالمئة من الأتراك. كذلك 65 بالمئة من التونسيين (مقابل 88 بالمئة في العام 2012). تجدر ملاحظة أن 53 بالمئة من عرب إسرائيل مع خروج الأسد من السلطة.
فقط في لبنان، حيث بات اللاجئون السوريون يشكلون رُبع سكان لبنان، فإن الرأي العام منقسم إزاء الأسد. وفي حين أن نصف اللبنانيين (52 بالمئة) يعبّرون عن موقف سلبي جداً إزاء الأسد، فإن 1 من كل 3 لبنانيين يعبّر عن موقف مؤيد له بشدة.
إن ثلاثة أرباع السنّة (74 بالمئة) يتخذون موقفاً سلبياً جداً من بشار الأسد، ومثلهم 62 بالمئة من المسيحيين. ولكن 76 بالمئة من الشيعة يؤيدون بشدة. ويرغب 81 بالمئة من السنّة في خروج الأسد من السلطة، ولكن 92 بالمئة من الشيعةة يفضلون بقاءه في السلطة.
إستطلاع “بيو”: هل ربح الأسد، وخسرت المعارضة، معركة التخويف بـ”الأصولية” و”الحروب الأهلية”؟ انتهت اتفاقية سايكس بيكو الاستعمار التي تقسيم الدول العربية بشكل اجرامي ليتقاتل الناس في النهاية.فخلال 100عاما نشات الاحزاب القومية الديكتاتورية والعرقية والطائفية العنيفة منها الناصرية حزب البعث الارهابي واخوان المسلمين وحركة امل وحالش والاحزاب الاسلامية الشيعية بدر والصدر.. والسنية في العراق وحزب التحرير الاسلامي والجهاديين وغيرهم. فالاحزاب القومية الذين استلمو السلطة حولوها الى ديكتاتورية مطلقة واهملوا القوميات الاخرى وسحقو كل من يخلفهم بالراي مثال الاكراد. ونتيجة لذلك دعى اكثر المفكرين الى تطبيق الديمقراطية واللاعنف وتقليد الاتحاد الاوروبي ومنهم مالك بن النبي وجودت سعيد وغيرهم ولكن المخطط الاستعماري استغل… قراءة المزيد ..
إستطلاع “بيو”: هل ربح الأسد، وخسرت المعارضة، معركة التخويف بـ”الأصولية” و”الحروب الأهلية”؟ السؤال الهام:هل نجحت المخابرات الايرانية والسورية بدعم الارهاب المليشي الطائفي الارهابي لتخويف الداخل والغرب؟؟؟؟؟ مسرحيات المخابرات الايرانية والسورية الارهابية باعطاءالسلاح للقاعدة او الميليشيات وتوابعهما وخاصة في الموصل لتستمر الحروب وتدمر المدن بشعوبها ونقول اننا نحارب الارهاب والقاعدة أي نقتل القيل ونمشي في جنازته.فاصبح واضحا ان ملالي ايران بواسطة المليشيات الطائفية الارهابية تريد استعمار المنطقة العربية ونهب ثرواتها بحيلة المقدسات والحسنيات والمقامات اي ان الحجر والاموات عندهم مقدس اكثر من الانسان الحي او الحياة. ومن الواضح ايضا ان اسرائيل والغرب من مصلحتهم استمرار الحرب لقتل الحشرات او الذباب من… قراءة المزيد ..