في ١٩ شباط/فبراير ٢٠١٤، طرح “الشفّاف” إمكانية التمديد للرئيس ميشال سليمان في مقال بعنوان ”
سبقه الهراوي ولحّود: التمديد لميشال سليمان بات أمراً واقعاً!”،
وأشرنا في حينه إلى أن المجلس النيابي الحالي ممدّد له (بصورة مخالفة للدستور) حتى نهاية العام الحالي، وأن الرئيس ميشال سليمان يلقى في هذه المرحلة قبولا عربيا ودوليا استثنائيا، خصوصا في المملكة العربية السعودية. فهو اول رئيس لبناني،يقول في نهاية خطابه، بمناسبة الإعلان عن الهبة السعودية للجيش اللبناني، “عاشت المملكة العربية السعودية”! إضافة الى العلاقة المتينة التي تربطه بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، عراب صفقة تسليح الجيش اللبناني…
والولايات المتحدة لا تمانع الإبقاء على الستاتيكو الحالي في لبنان، في حال نجحت الحكومة الحالية في إرساء الحد الادنى من الاستقرار في إنتظار جلاء صورة الوضع في سوريا.”
وقد طرحت الأنباء الكويتية الإمكانية مجدداً نقلاً عن “مصادر” في بيروت في عدد يوم الإثنين:
القلق على الرئاسة دفع قوى وسطية الى تكليف بعض الدستوريين بالبحث عن مخرج دستوري يتيح استمرار الرئيس ميشال سليمان في الموقع الرئاسي بعد 25 مايو، وريثما يتم اقتناع الفرقاء المحليين بضرورة التوافق على رئيس للمرحلة اللبنانية المقبلة.
والراهن ان هذه الصيغة، يجري العمل عليها تحت عنوان «ضمان استمرارية الموقع الدستوري» بمعنى لا تمديد ولا تجديد، بل محاولة سياسية دستورية للحؤول دون ان يصبح الفراغ في رئاسة الجمهورية عرفا، ويغدو الميثاق الوطني الذي يرعى الشراكة الوطنية بين الطوائف اللبنانية، خارج الواقع المعاش، الأمر الذي ينطوي على إهانة للموقع الرئاسي وبالتالي للطائفة التي تشغله.
والحقيقة ان هذه الصيغة، هي المفاجأة التي تحدثت عنها «الأنباء» والتي يفترض ان تتبلور قبل 25 الجاري، ويجري العمل عليها من باب «الضرورات تبيح المحظورات».
بعض المصادر تقول ان الرئيس ميشال سليمان لا ينفك يرفض فكرة التمديد، والجواب ان المطروح ليس التمديد، بل عمل إنقاذي حيث ما من قبطان يترك سفينته وهي تصارع الأمواج لمجرد ان انتهت خدمته الرسمية.
أما عن فريق 8 آذار، وبالتحديد حزب الله، الذي يرى في الرئيس سليمان خصما له، وما هو بذلك إلا لمصلحة لبنان الوطن والدولة، والحزب بوجهه اللبناني حزب منه، يمكن إقناعه بهذا المخرج المؤقت، ووسائل الإقناع كثيرة مع تواصل الاتصالات الأميركية الايرانية، وعلى غرار ما حصل يوم تشكيل الحكومة السلامية، خصوصا أن الحزب ليس مطمئنا لأي من المرشحين للرئاسة المعلنين أو المضمرين، ولا واثقا من أن بوسعه تأمين الفوز لأي مرشح محسوبا عليه أو يمكن أن يحسب عليه، لذلك سيكون الأفضل المحافظة على الستاتيكو اللبناني الراهن، ريثما تتبلور الصورة الجديدة للمنطقة، ولسورية بالتحديد.