المركزية- وسط الصورة البالغة القتامة للواقع اللبناني جاء نبأ الهبة السعودية بقيمة 3 مليارات دولار مخصصة للجيش عبر رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان لشراء سلاح فرنسي لتعزيز قدراته وتمكينه من الاضطلاع بدوره الامني على كامل الاراضي اللبنانية ليعطي بصيص نور بامكان عودة الدولة ومؤسساتها لاستعادة المبادرة، خصوصا في ظل ما كشفته مصادر عربية مطلعة لـ”المركزية” عن خطوة اماراتية مماثلة ستعلن في وقت قريب قد تناهز قيمة الهبة المقدمة من المملكة للغاية نفسها، بما يسهم في تنفيذ الخطة العسكرية الموضوعة من القيادة لتعزيز الجيش وتمكينه من القيام بدوره كاملا، اضف الى ان من المتوقع ان يرتفع هذا المبلغ مع انعقاد مؤتمر دعم الجيش في روما في اذار المقبل وآخر في باريس مطلع العام.
الا ان الهبة السعودية للجيش لم ترق لبعض القوى الذي سارع الى وضعها في اطار التوظيفات السياسية لا سيما على جبهة 8 اذار محاولا حرفها من مسارها في اتجاهات اخرى، من بينها التمديد للرئيس ميشال سليمان ووضع الجيش في مواجهة مع حزب الله، وهو امر نفته نفيا قاطعا مصادر وزارية لـ”المركزية” واكدت ان لا مواجهات عسكرية بين الجيش وحزب الله، مستغربة مطالبة هذا الفريق بالشيء ونقيضه اذ ان قياداته تدعو الى دعم الجيش وتقويته ومساندته في حين توجه سهامها الى من يسعى في هذا الاتجاه.
من جهتها اعربت مصادر نيابية في قوى 14 اذار عن استغرابها الشديد للتناقض الذي يحكم مواقف قوى 8 اذار التي تطالب من جهة بدعم الجيش وتنتقد الفيتوات التي وضعت على تسليحه من بعض دول الغرب وتهب لشن الحملات وتوجيه الانتقادات اللاذعة الى من يقدم هذا الدعم. واعتبرت ان هذه المواقف كشفت الزيف الذي تغلف به قيادات 8 اذار مواقفها ايحاء بانها تريد الدولة ومؤسساتها، فيما مشروعها في مكان آخر ولاهداف مغايرة لا تنسجم في اي شكل مع مشروع دعم الجيش.
وادرجت مجموعة الحوادث التي حصلت امس ومن بينها الصواريخ التي اطلقت من منطقة معروف انتماؤها والشغب الذي تعمد البعض احداثه اثناء تشييع الشاب محمد الشعار في سياق تحويل الانظار عن الحدث الاساس جريمة اغتيال الوزير السابق محمد شطح، وتداعياتها، مشيرة الى ان اسرائيل اكتفت برد موضعي لعدم رغبتها في فتح جبهة مع حزب الله توفر له الذريعة لتعويم وضعه المأزوم راهنا، اضف الى ان المفاوضات الاسرائيلية الفلسطينية التي تدور في لندن وصلت وفق ما اكد مصدر واسع الاطلاع لـ”المركزية” الى مرحلة متقدمة وهي ليست في وارد الاقدام على أي دعسة ناقصة قد تعكر هذا المسار.