تعددت الاسباب والنتيجة واحدة، فقد شكل اغتيال القيادي في حزب الله حسان اللقيس، صدمة في صفوف الحزب الالهي،اولاً، وثانيا لدى عموم اللبنانيين، الذين فوجئوا بقيادي على هذا القدر من الاهمية، وصف بأنه عماد مغنية التكنولوجيا، يقيم في منزل (آمن) في منطقة “الحدث السان تيريز”، يدخل اليه ليلا من دون مرافقين.
المعلومات تشير الى ان إسرائيل على الارجح هي من اغتال “اللقيس”، الذي كانت تعتبره مع ثلاثة آخرين من اخطر الخلايا التي تعمل على ضرب اهداف اسرائيلية. وهم القيادي في حركة حماس “المبحوح” الذي اغتالته إسرائيل في دبي، والجنرال الايراني “حسن طهراني مقدم”، الذي قتل في انفجار سيارة ملغومة في احد شوارع طهران، والعميد السوري “محمد سليمان”، الذي قُتل برصاصة قناص في منتجع سياحي سوري، في طرطوس، و”حسان اللقيس”.
وباغتيال “اللقيس” تكون اكتملت الحلقة التي تحدث عنها مائير داغان وتم التخلص من اخطر خلية.
وتضيف المعلومات ان “اللقيس” المسؤول عما يسمى “جهاز الطيران” في حزب الله، هو الذي يقف وراء إختراق الطائرة من دون طيار (ايوب) الى عمق 400 كلم داخل اسرائيل، وهذا لا يمر من دون ردة فعل إسرائيلية.
وتشير المعلومات الى ان إغتيال “اللقيس” اليوم، ليس وليد صدفة، بل هو على الاغلب حصل بتواطوء مع عارفيه، وفي مرحلة تُحرج حزب الله المكبل اليدين بالحرب السورية.
فالحزب الذي دفع بمقاتليه على الجبهات السورية، ومن بينهم فرق النخبة، أعجز من ان يقوم برد فعل على اغتيال احد قيادييه، ما خلا تفجير على غرار باص بلغاريا، وهذا يضر بالحزب ولا يرهب الاسرائيليين، خصوصا ان حزب الله أثبت انه غير قادر على الوصول الى اي مسؤول إسرائيلي.
من جهة أخرى، أثّر اغتيال اللواء وسام الحسن، رئيس جهاز فرع المعلومات، سلبا على حزب الله،
المخترق حتى العظم بالعملاء، والذين كان الحسن يعمل على تفكيك شبكاتهم تباعا، بالتنسيق مع اللواء أشرف ريفي. ولم يعد اللبنانيون يستفيقون بوتيرة أسبوعية على تفكيك شبكة عملاء لاسرائيل، منذ اغتيال اللواء الحسن، وهذا ما يضع حزب الله في دائرة الانكشاف الامني، في ظل عجز اجهزته الامنية، التي ضخّم الحزب قدراتها لترهيب اللبنانيين، عن مجاراة او حتى مواكبة فرع المعلومات. فقدات أجهزة الحزب تنحصر في تعقب اللبنانيين داخل “المربع الامني” للحزب، وبعض خارجه.
ثالثا إن تنفيذ الاغتيال في حق قيادي بحجم اللقيس، يضع نصرالله وحزبه في مواجهة ما يسمى “جمهور المقاومة”. فالحزب الذي غيـّر بوصلته من مقاتلة إسرائيل الى مقاتلة الشعب السوري، عرضة لاستهداف اسرائيل، فما الذي سيقوله نصرالله لجمهوره؟.
“اللقيس” كان ضد المشاركة بحرب سوريا!
من جهة ثانية تشير معلومات غير مؤكدة ان “اللقيس” كان من معارضي المشاركة في القتال في سوريا، وهو كان يرفع الصوت عاليا في وجه امين عام الحزب رافضا الاستمرار في الزج بمقاتلي الحزب في آتون بشار الاسد. وتنقل معلومات غير مؤكدة ايضا عزمه على الانشقاق عن الحزب احتجاجا على الاستمرار في القتال في سوريا.
وفي سياق متصل، أشارت معلومات أخرى الى ان “اللقيس” منتم الى الحرس الثوري الايراني منذ الثمانينات، وتاليا هو من الموالين لمبدأ “ولاية الفقيه”. وإذا كان اغتياله على أيدي “جناح سوري في الحزب” يريد الاستمرار في القتال في سوريا، فهذا يضع امين عام الحزب أيضا، مباشرة امام مسؤولياته! فإن كان يعرف بعملية اغتيال “اللقيس” فتلك مصيبة، وإن كان لا يعرف، فالمصيبة أعظم. أي أن الانكشاف الامني للحزب قد يطال نصرالله شخصيا، وسائر القيادات المستترة.
المعلومات تشير الى ان ما قبل إغتيال اللقيس لا يشبه ما بعده، فعملية الاغتيال حصلت في لبنان، وعلى الارض اللبنانية، وليس في سوريا، ولا في دبي، ولا في احد شوارع طهران.
فما الذي سيقوله امين عام حزب الله؟ وهل سيقلل من طلاته التلفزيونية ويعيد بث الروح الى النائب محمد رعد ونائبه الشيخ نعيم قاسم؟