في ضوء استدعاء النائب السابق علي عيد للاستماع الى إفادته بشأن التورط في تفجير مسجدي السلام والتقوى في طرابلس، تساءلت مصادر شمالية على معرفة بتاريخ علي عيد ونجله و”فرسانه الحمر”، الذي اصبحوا لاحقا عناصر مسلحة تابعة للحزب العربي الديمقراطي، ما إذا كانت الاجهزة الامنية سوف تفتح ملفات قضائية أخرى على صلة بالتاريخ الحافل للنائب السابق!
معلومات من الشمال اللبناني أشارت الى ان عيد بدأ حياته جنديا صغيرا في جيش رفعت الاسد شقيق الرئيس السوري الراحل حافظ الاسد، والذي كان يقود الوية عسكرية تحت اسم “الوحدات الخاصة، سرايا الدفاع”، والتي أنشأ لها فرعا في بعل محسن شمال مدينة طرابلس، حيث الكثافة السكانية هي للعلويين.
وتضيف المعلومات ان ولاء علي عيد لرفعت الاسد، أعطاه “حظوة”، أفاد منها في جمع ثروة مالية، بدأها بالسطو عام 1976 على حمولة أخشاب كانت تتجه الى العراق، وقدرت قيمتها بأكثر من خمسين مليون دولار، سهلت سرايا دفاع رفعت الاسد لعلي عيد السطو عليها في مرفأ طرابلس ونقلها الى خارجه.
وتضيف ان عيد وداعميه افتتحوا عصر فرض الخوّات في مرفأ طرابلس، فكانت لهم حصة لانشاء ميليشا عرفت منتصف السبعينات باسم “الفرسان الحمر”، وهي الفرقة التي حكمت مدينة طرابلس ناشرة فيها الرعب والفوضى، واضطلعت القيام بالاعمال القذرة نيابة عن الجيش السوري، وبالاشتراك معه.
الى مرفأ طرابلس، فرضت ميليشيا عيد الاب الخوات والاتاوات على المؤسسات التجارية في مدينة طرابلس، وعلى ما كان يعرف بـ”احزاب الحركة الوطنية”، حيث كان كل حزب يدفع لعلي عيد مبلغ اقله 3000 ليرة لبنانية شهريا، إضافة الى الخوات على رجال الاعمال والمتمولين من مدينة طرابلس.
وتشير المعلومات الى ان ميليشيا عيد إضطلعت أيضا بتأمين الحماية لشبكات الدعارة التي إنتشرت في مدينة طرابلس، فأمنت حمايتها لقاء مبالغ مالية.
الى كل ما سبق سعى آل عيد، الى تنويع مصادر ثرواتهم، فاتجهوا الى السوق العقاري، حيث عمدوا الى شراء العقارات التي كانت تعجبهم بما يفرضونه من سعر شراء على مالكيها وأصحابها، والذين يرفضون الامتثال لرغبات عيد كانت تتم مصادرة أرزاقه بحماية الجيش السوري الذي كان وجوده “شرعياً وضرورياً ومؤقتاً”!
اما ابرز الابداعات العسكرية لآل عيد، كانت إرسال ميلشياتهم الى باب التبانة الى جانب جيش الاسد حيث ارتكبت مجزرة ذهب ضحيتها اكثر من 700 مواطن طرابلسي من بينهم نساء واطفال.