جنيف !! وما ادراك ما جنيف؟ شاغل الناس هذا، قاهرهم ومفرّقهم، يرى البعض انه ضرورة ويرى البعض انه تمثيلية. يرى البعض ان انعقاده ممكن/ ويرى الآخرون استحالة عقده، وينتهي آخرون للجزم أنه خيانة. فعدا عن كونه مبهماً في مآلاته، فظروف نجاحه لم تتوفّر بعد، وعدا عن شكوك في كونه خطراً على المعارضة السورية فهو قد يكون برأي البعض خطراً على القضية السورية نفسها!
لا يتوقف جنيف عند خربطة المواقف الاقليمية بل هو يحدث الشقاق في صفوف المعارضة السورية. فما ان اعلن عن موعده حتى اعلن المجلس الوطني رفضه المشاركة، مما يعني إمكانية فرط عقد الائتلاف الوطني. بينما حزم وفد هيئة التنسيق حقائبه استعداداً للإلتحاق بالمؤتمر، وفيما اصدر اتحاد الديمقراطيين، الذي جزءاً محورياً من الائتلاف الوطني، “رؤية” اشتملت في جوهرها على تحديد الموقف من مؤتمر جنيف 2 وتضع شروطاً لمشاركة المعارضة، أهمها إحداث توازن عسكري على الارض، بما يعني اشتراط دعم غربي عسكري للمعارضة قبل الذهاب الى جنيف.
بعض المحللين يعتقد ان الحشد العسكري الامريكي في المنطقة والتهديد بضرب بشار كانت إحدى غاياته اجبار النظام على المشاركة بجنيف! لكن محللاّ آخر يقول ان الامريكان تنازلوا عن شرط رحيل الاسد لعقد المؤتمر، بل وقبلوا بحضور ايران ،وهو ما يمكن ان يفسّر الموقف السعودي الملفت للانتباه برفض شغل مقعد مؤقت في مجلس الامن، وهو موقف موجّه حصراً للإدارة الامريكية احتجاجاً على موقف الأخيرة من القضية السورية وتقاربها مع ايران.
في هذه الاجواء المشحونة والمترقّبة حاولنا أن نجري استطلاعاً لآراء عدد لابأس به من الكتاب السياسيين والناشطين السوريين المعارضين في المؤتمر المزمع عقده في جنيف، فكانت الآراء التالية في جنيف….
الكاتب السياسي سلامه كيله يكتب عن موجبات جنيف 2: “ربما لم تعد هناك حاجة لاستمرار الصراع بالنسبة لأميركا وحتى للدولة الصهيونية بعد أن جرى تدمير قوى سوريا الاقتصادية والحضارية والعسكرية، وبعد البدء بتنفيذ تدمير الأسلحة الكيميائية التي باتت التهديد الأخطر على الدولة الصهيونية”. ويتابع: “المؤتمر هو ليس للحوار بين وفد من السلطة ووفد يمثل المعارضة بمختلف أطيافها، فمبادئ جنيف التي أقرتها مجموعة العمل حول سوريا في 30 يونيو/حزيران 2012 تتضمن الحل بكل أسسه. وأساسها تشكيل حكومة انتقالية كاملة الصلاحيات من طرف في السلطة ومن المعارضة تشرف على مرحلة انتقالية، ومن ثم يجري التحضير لكتابة دستور جديد وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية.”
لكن الاستاذ سلامه يعتقد ان جنيف 2 لن ينجح الا في حال سقط بشار ” … لن ينجح جنيف2 إلا إذا تضمن رحيل بشار الأسد، أو قاد التوافق بين أطراف في المعارضة وأطراف في السلطة إلى “تطييره” بشكل ما، إذ لا يتصور أن يهدأ الوضع، ويقبل الشعب، وكثير من المسلحين بأقل من “رأس” بشار الأسد.”
فارس الشوفي السياسي العتيق يقول :”ليس لدي اي ثقة بالدول راعية مؤتمر جنيف , وهم سوف سيحاولون تحقيق اكبر مصلحة لهم على حساب الشعب السوري وانا لا ارى جنيف في و ضعه الحالي اكثر من فخ للتفاوض مع معارضة غير مستقلة لتحقيق التسوية و قد يكون الهدف اعادة تعويم النظام او التقسيم او اطالة امد الصراع”.
رفعت عطفة (الكاتب والمترجم) يقول : “هذه حرب لم ولن يخرج منها أحد منتصراً وقد نخسر سورية. لذلك أرى أن الذين لا يريدون الذهاب إلى جنيف 2 إنما يضرون بما تبقى من بلد وتبقى مما يمكن أن يكون بلداً. لا يوجد مخرج للأزمة السورية بل للكارثة السورية إلاّ بالمباحثات، لنسمّها هكذا، بين كلّ أطراف الصراع الداخلي والاتفاق للوصول إلى ما من أجله خرج الحراك الشعبي إلى الشارع وبالتالي الالتفات إلى إعادة بناء البلد. ليحمل كلّ رؤيته معه ولتناقش هناك. الشروط المسبقة من أي طرف تضرّ وتتسبب بالمزيد من الدمار ومزيد من القتل والتشريد والخاسر الوحيد هو الشعب السوري والجغرافيا السورية.”
محي الدين عيسو (صحفي) يقول: “بعد كل التدخلات الخارجية في الثورة السورية ومحاولة الجميع استثمارها لصالحه الخاص، وقدرة النظام على زرع الكتائب الاسلامية المتطرقة ودعمها بالسلاح والمال لضرب استقرار المناطق التي شاركت وساهمت في التأسيس لثورة الحرية والكرامة، وعدم قدرة المعارضة على تمثيل الثورة والثوار على المستوى الداخلي والخارجي اعتقد ان جنيف2 ربما تشكل الفرصة الأخيرة للخروج من عنق الزجاجة إذا توفرت الإرادة الجدية شريطة عدم التفريط بدماء الشهداء وعذابات المهجرين والمعتقلين.”
غياث نعيسة (باحث واستاذ جامعي) : “وفي كل الاحوال٫ فان احد عاقل لا يمكن ان يقبل استمرار حمام الدم الجاري في البلاد او التدمير الهائل لبنيتها التحتية ولقدراتها المادية والبشرية٫ كما ان أي عاقل لا يمكن ان يرفض بالمطلق الية التفاوض بين خصوم واعداء. ولكن السؤال الاساسي الذي يحدد السير نحو التفاوض من عدمه هو معرفة موازين القوى بدقة٫ والاهداف المطلوب تحقيقها٫ وامتلاك استراتيجية صائبة تحدد اليات تحقيقها.
بهذا المعنى٫ فان ما تطرحه القوى الغربية والشرقية الكبرى الراعية لجنيف ٢ هو تفاوض بين النظام واطراف من المعارضة٫ من اجل اقامة “هيكلية حكم انتقالية” من الطرفين على اساس الاعتراف والقبول المتبادل. وفي احسن الاحوال٫ ووفق موازين القوى الراهن ٫ لا نرى شيئا يتجاوز مفهوم “حكومة وحدة وطنية ” يمكن ان ينبثق عن هكذا مؤتمر في هذه الشروط الراهنة٫ بمعنى تلميع النظام الراهن بوجوه معارضة٫ لا تملك رصيدا جماهيريا٫ تشارك في هكذا حكومة.” وينتهي للقول : ” ان كان صحيح ان المزاج العام للجماهير اليوم ٫ في جو المذابح والخراب العامين٫ يميل الى ما يمكن ان يوقف هذا الكابوس٫ لكن الجماهير تؤكد في اكثر من مناسبة٫ وخاصة بعد التضحيات الهائلة التي قدمتها من اجل حريتها٫ ان اي حل لا يشمل التخلص الكامل من هذا النظام بمؤسساته ورجاله٫ يعني استمرار الكابوس نفسه وهو امر مرفوض من الشعب الثائر.”
ندى الخش (كاتبة) تقول : ” مع تعقيد المشهد في سوريا والخوف على مصالح الكبار وجدوا انه لابد من ايجاد حل ولكن على الموجة البطيئة جدا. فالموت هو للسوريين وكذلك الجوع والقتل والتدمير والاهم تدمير النسيج المجتمعي ومعه مقومات دولة واحدة قد تجمع هذا التنوع.. مؤتمر جنيف هو محاولة غير جدية لايجاد مخرج وحل امام معضلة كبرى… معضلة انها ثورة اصبح من الصعب تدجينها رغم محاولات تشوييها بادخال التشدد الديني الطائفي اليها.. ونظام متعنت ومعه حلفاء استراتيجيين دعموه بكل الوسائل الممكنة بمن فيها قوات قتالية في الساحات التي لم يعد هناك ثقة بقوات سورية ان تكون فيها دون وجود قوات لحزب الله ومن معهم من قوات عراقية وربما من الحرس الثوري الايراني…
المخرج لن يكون الا سياسيا وهذا كان مطلبا سوريا شعبيا وعلى مستوى المعارضة السياسية السورية وقيل وقتها الاصلاح يكون افتصديا اولا !!!! ولكن الحل السياسي يتطلب بداية جدية حقيقية من النظام الدولي ويتطلب بالتالي رؤى موحدة للمعارضة السورية وتتطلب خطوات وشروط اولية لابد منها وهي الافراج عن المعتقلين والمعتقلات …وفك الحصار عن حواضن الثورة …دون ذلك يكون البحث عن حل هو اعطاء مزيد من فرص القتل لنظام لايزال يعتبر تطلعات الشعب السوري مؤامرة كونية ضده..”
ابراهيم الجبين (صحفي وكاتب) يقول ان ” جنيف 2 هو حفلة المجتمع الدولي لاقرار حل دولي لسوريا ويرى ان المؤتمر ضروري من ناحية انه اتجاه المجتمع الدولي فاذا ارادت المعارضة العيش في الخارطة الدولية فعليها التعامل مع المعطيات الدولية وليس خارجها.”
السيدة ريما فليحان عضو الائتلاف الوطني السوري تقول في مقال لها: “بالرغم من أن جينيف 2 لا يحمل معه الحل السحري الذي تأمل به المعارضه الا انه استحقاق سياسي هام لا يجب التهرب منه بالرفض المسبق ولا القبول غير المشروط بطبيعة الحال بواقع المسؤوليه وطبيعة العمل السياسي والذي يجب ان يكون جاهزا لأي استحقاق تفرضه التطورات اليوميه في سوريا والعالم.. ان نجاح الحل السياسي مرهون فعليا بقبول النظام لفكرة نقل السلطة ورفع الروس للحصانه عن بشار الاسد وبقائه في السلطه وهي الفكره التي تم اقرارها في جينيف 1 وفق التفسير الامريكي للاتفاق … “.
الكاتب والصحفي عمار ديوب يقول في موجبات جنيف: “منذ أن أصبحت الثورة السورية، مسألة دولية، أصبح لا بد من حل دولي لها، فكل ما يجري على الأرض تم وبالتدريج نزعه من سياقه الشعبي، وبالتالي لا مجال خارج ذلك؛ دعم ذلك الدعم المالي والسياسي والسلاح. أي صار لا بد من حل ليس فقط دولي بل وإقليمي وتصفية ملفات عالقة كذلك. لم تفهم المعارضة ذلك، وأصبحت جزء من الصراع الدولي على الثورة، وستلتزم بما تقرره تلك الدول؛ الامبريالية والاقليمية كذلك.” ويتابع قائلاً : ” مؤتمر جنيف، الخيار الوحيد، لأن الخيار العسكري للنظام دفعه نحوه بالتحديد، أي هو نتاج الخيار العسكري وليس إيقاف للخيار العسكري؛ المشكلة التي تعقّد عقده هي رفض النظام الاعتراف بالوقائع والتي تقول بضرورة تغيير النظام، ومحاكمة المسؤولين عن كل الدمار والموت الذي حدث؛ وهذا بداية أي حل ممكن.”
المحامي مهند الحسني يقول: “الهدف من مؤتمر جنيف بناء سلام على حساب العدالة و هذا صعب لان سلاما بدون عدالة لن يدوم طويلا، والعدالة لن تكون بدون انتقال للسلطة و هذا ما لا يريده القائمون على المؤتمر. وعليه سيكون هدف المؤتمر ايجاد المخارج للمجرمين و على راسهم بشار الاسد للتنصل من مسؤولية ما اقترفوا وهذا عيب”! يتابع: “الانكى من ذلك مكافاتهم للاستمرار بالسلطة وهذا عار تاريخي، وعليه لا ارى فيه الا حلقة من حلقات التامر والتواطؤ الدولي على حق الشعب السوري بنيل حقوقه المشروعة”.
الإعلامية ميساء آقبيق: “شخصيا لا أتساءل حول حضور أو عدم حضور مؤتمر جنيف. ما يشغلني هو هل المعارضة الممثلة بالائتلاف الوطني حاليا جاهزة لحضوره؟ أعني إلى أين وصل أعضاء الائتلاف في تحضير أوراقهم وملفاتهم وحججهم وما يريدونه حقا من المؤتمر وكيف يستطيعون أن يحققوا القدر الأدنى من مصلحة وسلام الشعب السوري.. لأن التأخر في هذا العمل يضعهم في موقف سياسي ضعيف أمام الدول الكبرى.. بكل الأحوال وكوني أعتقد أن المجتمع الدولي يدفع جاهدا باتجاه الحل السياسي وأن أي مؤتمر مهما كانت بنوده لن تسير كما تشتهي سفن نظام الاسد، أرى أن على المعارضة الحضور بمطالب محددة مشروطة بمهل زمنية واضحة وآليات تنفيذ قوية لا تترك مجالا للتلاعب خصوصا من طرف جماعة الاسد الذين يشهد تاريخهم بالتنصل من القوانين الدولية.. وفي حال لم يتم التعهد الأكيد بذلك، يستطيع الائتلاف أن يعلن انسحابه من العملية السياسية، وهذا سيكون وقعه أقوى من رفض الحضور بالمطلق الذي يمكن أن يصوره كسبب في فشل حل الأزمة..”
ميساء حسين (اعلامية) : “كمان الفصائل المتناحرة والمتوافقة اللي بترفض حضور اطراف دولية مثلا ايران لانها ترى انها اساس المشكلة لازم تفهم انو اساس المشكلة لازم يكون على الطاولة. يعني كل الدول التي لها علاقة سلبية او ايجابية يجب ان تكون متواجدة لتلتزم (لو كانت رح تلتزم )!
كنان قوجا (كاتب سوري) يقول: “مؤتمر جنيف 2 يشبه كأساً من العلقم ولكن لا بديل للمعارضة السورية من شربه! والمعارضة السياسية السورية تمتلك مشروعيتها من خلال دورها كوسيط بين الثورة السورية والعالم الخارجي، ولكنها لاتملك تأثيراً أو نفوذاً حقيقياً على الأرض. وهكذا، في حال تخلفها عن حضور هكذا مؤتمر ستخسر أخر أوراقها السياسية بعد ابتلاعها على الأرض من الكتائب المسلحة المختلفة بغض النظر عن اليافطة التي تعمل تحتها هذه الكتائب. وبالمقابل، لا شعبية للمؤتمر عند جمهور الثورة، لهذا أقول لك أنه كأس من العلقم ولكن لابد من شربه”.
اما الناشط السياسي سمير سليمان فيقول: “من الحماقة بالمطلق رفض السياسة . فالسياسة (التفاوض تحديدا) هو هدف كل صراع عاجز عن الحسم الإلغائي. ومن الواضح أن الحسم مستحيل بكل المقاييس المحلية والإقليمية والدولية. وبالتالي فالرفض هو طريقة مكابرة غبية لإخفاء العجز. يجب التجهز بالحد الممكن والذهاب لجنيف دون أن يعني ذلك وقف الصراع مع النظام , يجب العمل على الجبهتين”.
غياث الجندي الناشط الحقوقي يعتقد ان “جنيف هو لإطالة عمر النظام، لكن هناك احتمالا بان يتحرك الغرب بعد جنيف لأن بشار لن يلتزم بتطبيق بالاتفاق. غير ان مصلحة الغرب ان تستمر الحرب في سورية”.
الصحفي علي جازو يتساءل “كم من مؤتمر سبق مؤتمر جنيف؟ كم من اجتماع إقليمي ودولي تناول المأساة السورية؟ كم من مبعوث أرسل إلى سوريا؟ أكثر من مئة دولة كانت من عداد أصدقاء الشعب السوري. ماذا كانت النتجية! الوقائع على الأرض كذبت كل ذلك. حتى الآن لا يوجد موقف جاد وحاسم لوضع حد لمأساة مرعبة. الآلاف قضوا تحت التعذيب. مئات الآلاف قتلوا.” ويتابع : “انظر إلى أوضاع اللاجئين السوريين. هناك ما يشبه إدارة إعلامية للأزمة. كل الدول تريد الاستفادة من المأساة، وليس وضع حد لها….المجتمع الدولي تعبير فضفاض، وهو في الحقيقة ليس سوى ساحة مريبة لعقد الصفقات على حساب الضحايا والمنسيين” .
مسعود عكو (صحفي) يعتقد ان “كل من يعارض جنيف 2 لا يقدم أي بديل سوى الكلام الفارغ والهراء. لا يقدم أي حل لوقف قتل السوريين وتدمير سوريا، لا يقدم أي خطة بديلة لجنيف2. وغالباً هذا الشخص هو بعيد آلاف الكيلومترات عن سوريا وعن الثورة، ولا يهمه أو لا يهتم بدماء السوريين وآلامهم ومجاعتهم تلك التي فرضت اليوم عليهم أن يأكلوا لحم القطط والكلاب والحمير.” ويتابع الول : “يجب الذهاب إلى جنيف 2 بشروط وخارطة طريق، وأجندة واضحة المعالم تلك التي ترسم الخطوة التالية من هذا الاجتماع الدولي. من يريد أن يخفف آلام السوريين ويوقف قتلهم اليومي عليه أن يتنازل أيضاً، ولا أرى أي حلٍ في الأفق القريب للأزمة السورية التي تدخل عامها الثالث سوى الحوار والتفاوض مع النظام، حتى ولو قبلنا على أنفسنا استمرار الأسد حتى نهاية ولايته في منتصف 2014. طالما أنه لا يمكن حسم المعركة عسكرياً لصالح الثوار، والمجتمع الدولي قرر الاكتفاء بتخلص الأسد من ترسانته الكيماوية تلك التي تهم أمريكا وحلفائها وفي مقدمتهم إسرائيل.”
الكاتب رياض خليل يقول :”مؤتمر جنيف 1 صمّم شكلا ومضمونا لإضفاء الشرعية الدولية على نظام بشار الأسد ، وتقوية سلطته وهيمنته على سوريا . ولهذا جاء ليبعد أي حل ، وكان تكريسا للصراع وصبا للزيت على ناره . ومادام جنيف 1 هو الأب الشرعي لجنيف 2 ، فسيأتي هذا الأخير نسخة معاقة ومشوهة عن سابقه. الأول كان كمينا فاشلا للثورة. والثاني محاولة يائسة لإحياء الكمين وتمريره. مؤتمرات جنيف عاقر. لن تنجب. هي مجرد هراء وشعوذة ومقاولات سياسية عرجاء وتحايل على المنطق والقانون والأخلاق ولعب بالألفاظ لستر مالايمكن ستره من عورات السياسات الدولية الداعمة لبقاء المجرم وتسلطه. وفي مقدمة المستفيدين من تعميق وتوسعة وإطالة الصراع في وعلى سوريا تقف وتلتقي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وأيران وإسرائيل . جنيف 2 ليس لحل المشكلة ، بل لجعلها مزمنة “.
وأخيراً نختم مع السياسي والكاتب جورج كتن الذي يرى جنيف على ضوء “عدم قدرة طرفي الصراع حسمه لصالحه في زمن قصير/ المعارضة غير قادرة، وكذلك النظام رغم تفوقه في القوى العسكرية ووحدة الاستراتيجية والقيادة، ما تفتقده المعارضة المشتتة. وفي ظل أوضاع كارثية يمر بها الشعب السوري من قتل وتهجير وتدمير يهدد استمرارها بتحول سوريا لصومال أخرى، وإحجام القوى الدولية المؤيدة للمعارضة عن التدخل لحسم الصراع لصالحها.” لهذا يعتقد الاستاذ كتن ان ما تقدم “يجعل الحل السياسي الذي يوفره مؤتمر جنيف الوحيد الممكن، والذي تؤيد انعقاده دول العالم المؤثرة.” ويتابع في الحديث عن المعارضة: “عدم ذهاب المعارضة، الممثلة اساساً بالائتلاف للمؤتمر يعني عزلتها وتجاهلها للوقائع الداخلية والخارجية. ولكن عليها قبل الذهاب السعي لتوحيد قواها السياسية والعسكرية لتمثيلها بوفد موحد، ووضع شروطها لإنجاح المؤتمر بحيث يحقق قيام حكومة انتقالية تمتلك كل الصلاحيات بما فيها العسكرية والأمنية…. شروط مرنة لا تمنع الحضور حتى ان كانت فرص النجاح ضئيلة، فالمؤتمر منبر لتوضيح مواقفها ولا شيء يمنع انسحابها تالياً. رفض التفاوض مع النظام يفتقد البديل القادر على الحسم، فيما الحل السياسي لو نجح، يوقف المقتلة الدائرة ويضع الصراع على طريق الحل حتى لو لم تضمن كل الأهداف مرة واحدة.”
الرأي السائد عند كثير من المعارضين ان جنيف 2 ليس مهماً لكن حضوره ضروري، دعاة حضور جنيف يقولون انه من الممكن ان تحضر وتقلب الطاولة لكن من المهم ان يكون لديك ما تضعه على الطاولة …
اختلاف جوهري في النظرة إلى جنيف بين معظم السوريين في المعارضة. فالمؤتمر برأي احد اعضاء المجلس الوطني –فضّل عدم الكشف عن اسمه – “صمّم لمعالجة الوضع في سورية على أنه حرب اهلية. وبالتالي فإن المعالجة يجب أن تكون على قاعدة لا غالب ولا مغلوب. فهل يمكن للسوريين ان يتقبّلوا الحقيقة؟” يتساءل عضو المجلس الوطني …
في جعبة السوريين اقوال ومواقف لا تنتهي عن ومن جنيف لكن اطرف ما قيل في المؤتمر جاء على لسان سيدة سورية، تقول السيدة: “الحقيقة ان السوريين بكل اطيافهم بحاجة لهذا المؤتمر لانه الاستحقاق الاول الذي سيجمع كل الاطراف على طاولة واحدة غير طاولة فيصل القاسم”….
فادي سعد – صحفي سوري
بيروت