أشارت معلومات الى ان تحالفا مسيحيا قيد التشكل، في وجه حزب “القوات اللبنانية”، أعمدته الحزب التاريخي المعروف بحزب “الكتائب اللبنانية”، وتريسي شمعون، على ان ينضم إليه لاحقا التيار العوني، في ضوء تكاثر الحديث عن ان الجنرال عون سيتقاعد من العمل السياسي اليومي، إلا أنه يريد قبل ذلك تأمين إنتقال زعامة التيار السياسية الى الصهر المدلل، الوزير جبران باسيل.
وعلى جبهة حزب الكتائب، كان لافتا استقبال الرئيس السابق امين الجميل، لـ”حنا العتيق” المعروف بـ”الحنون”، مع عدد ممن يطلقون على انفسهم تسمية “القواتيين القدامى”. فبعد ان رفض عون استقبال “الحنون” ورفاقه، تطوعت الكتائب للقيام بمهمة تعويم هؤلاء، الذين يُقال أنهم يجاهرون بعلاقاتهم برموز نظام الوصاية الامني من جميل السيد الى مصطفى حمدان وجهاز امن حزب الله!
وتضيف المعلومات ان الجميل الاب يسعى الى جمع اكبر عدد من الجمعيات والشخصيات المسيحية ليطرح نفسه مرشحا لرئاسة الجمهورية. وقد اوفد نجله سامي لمحاورة حزب الله في الضاحية، في سياق تلميع صورته لدى جميع الفرقاء.
تزامنا تشير المعلومات الى ان الجميل الابن ينشط على خط الرابيه – بنشعي محاولا إصلاح ذات البين بين العماد عون والنائب سليمان فرنجيه، إلا أن هذه المحاولات لم تسفر عن اي نتيجة الى اليوم، في ضوء تمسك الطرفين بموافقهما السلبية تجاه بعضهما البعض.
فالجنرال عون يعتبر ان الوزير فرنجيه محلي الطابع، ونفوذه لا يتخطى قضاء زغرتا وهو تاليا يجب ان يلتحق بالتيار العوني، في حين ان الوزير فرنجيه يعتبر نفسه الحليف الاول لما يسميه “الخط”، ويقصد التحالف العضوي مع النظام السوري. وهذا ما يعطي فرنجيه، حسب اعتقاده، افضلية وارجحية في صفوف قوى 8 آذار، توازيه بالجنرال عون، إن لم تكن تتفوق عليه. هذا فضلا عن ان فرنجيه لا يخفي طموحاته الرئاسية هو ايضا، وتاليا هذا ما يضعه حكما في موقع التنافس مع الجنرال عون من جهة، ومع الرئيس السابق امين الجميل من جهة ثانية.
اما على جبهة العماد عون، فقد كثرت في الآونة الاخيرة الإشاعات التي تتحدث عن ان عون سيتقاعد من السياسة اليومية المباشرة، في خطوة تمهيدية، للتفرغ للانتخابات الرئاسية، إلا أن المعضلة الاساسية تبقى في من سيرث رئاسة التيار! حيث تشير المعلومات الى ان عون يرغب في توريث تياره لصهره جبران باسيل، وهو ما يزال قادرا على ذلك، قبل ان يتقاعد صهره الثاني العميد شامل روكز، قائد فوج المغاوير في الجيش اللبناني، الذي يرغب ايضا في لعب دور سياسي من خلال توليه رئاسة التيار العوني، خصوصا ان صدقية روكز في صفوف انصار التيار اكبر بكثير من صدقية باسيل. ففين حين يشهد لروكز بنظافة الكف ونأيه عن الفساد، فإن للوزير باسيل الكثير من الذين لا يرغبون في رؤيته على رأس تيارهم الذي ناضلوا كثيرا في صفوفه، كما ان روكز كان ولا يزال يقاتل الى جانب العماد عون، في حين ان “نضالات”، الوزير باسيل في صفوف التيار لا تتجاوز كونه صهر الجنرال.
وتشير المعلومات أيضا في سياق مختلف الى ان تريسي شمعون، التي التقت رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، تسعى هي الاخرى الى لعب دور سياسي في وجه عمها رئيس حزب الاحرار النائب دوري شمعون، مستعينة بخطاب من زمن الوصاية، يتهم حزب “القوات اللبنانية” بقتل والدها داني شمعون.
المعلومات تضيف انه في حين أكد حزب القوات اللبنانية إنتسابه الى ثورة الارز والربيع العربي، في الخطاب الذي القاه رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع، في مناسبة إحياء ذكرى شهداء القوات اللبنانية، يغلب الهم الرئاسي على سائر القيادات المسيحية الاخرى، التي يبدو ان ما يجري في الجوار لا يعنيها، وهي تنطلق من حسابات محلية ضيقة لترسم سياساتها.
وتشير المعلومات الى انه فات هؤلاء ان الوضع في لبنان عموما والوضع المسيحي خصوصا، لا يحتمل تكتيكات صبيانية، من نوع تعويم “الحنون”، كتائبيا، او فتح دفاتر حزبية طمرها الغبار.