البقاع – خاص بـ”الشفّاف”
أخرجت مشاركة حزب الله في القتال الى جانب جيش النظام السوري
الصراع الصامت في قيادة حزب الله في “البقاع الغربي” الى العلن.
فقد شجع غرقُ مقاتلي المقاومة الاسلامية في وحول الازمة السورية الاجنحة المتصارعة على التمترس خلف مواقف يتناقض بعضها مع توجهات الحزب. هذا لا يعني وقوف المعترضين الى جانب المقاومة السورية ضد النظام، بل يؤشر بحسب معلومات دقيقة الى تنامي الطموحات الشخصية لهذا أو ذاك من قيادة الحزب في منطقة لها اهميتها الاستراتيجية في حسابات الحزب وايران والنظام السوري. ويدلل ايضا على اهمية موقعها الجغرافي كحلقة وصل أساسية بين الجنوب والبقاع ومنه الى الاراضي السورية. بمعنى آخر، انها “معبر استراتيجي آمن” استخدمه حزب الله وما زال كممر لتهريب الاسلحة والصواريخ والافراد من سوريا الى الجنوب، وبالتالي يعرف كل من يسعى خلف الامساك بالقرار هنا اهمية نجاحه في الغاء الاخرين.
تتحدث المعلومات المتداولة في “مشغرة” و”قليا” و”سحمر” عن شعور مسؤول حزب الله في المنطقة، “الشيخ عباس العيدي”، بالاحباط , لتحول موقعه الى مجرد هيكل من ورق! والسبب على ما يدور في طالونه الضيق امساك مسؤول الامن، من “آل ياسين”، بكل التفاصيل الحزبية والامنية والتجارية – الكسارات – والمساعدات المالية وغيرها. وردا على ذلك يحاول العيدي استخدام كل اسلحته لاستعادة صلاحياته، مستعينا بمجموعات تدين له بالولاء، أو عبر اللعب على مقارنة الحجم السكاني لمشغرة ( 15000نسمة)، البلدة الاكثر عددا في “الغربي” قياسا بقرية ياسين ذات الخمسمائة نسمة فقط، مستعيدا نتائج صراعات سابقة قطفت فيها “مشغرة” قصب السبق من “سحمر”.
التدخّل ضد الثورة السورية “كارثة”!
ورغم محاولة طمس الاسباب الحقيقية للصراع، وحصرها بالصلاحيات وتقاسم المغانم المادية، فان كوادر تدين بمرجعية ا لشيخ صبحي الطفيلي كشفت معلومات عن انزعاج “ياسين” من مواقف اطلقها “العيدي” في حلقة ضيقة ضمت بعض اقاربه انتقد فيها ايضا قرار قيادة حزب الله ارسال مقاتلي المقاومة الاسلامية الى سوريا، وبعضهم من “مشغرة” و”سحمر” (“سحمر” شيعت اثنين من شبابها قيل انهم قتلا في انفجار مستودع النبي شيت منذ ثلاثة اشهر!)، ووصفه انغماس القيادة في المشكل السوري بـ”الكارثة“، ملمّحا الى صوابية المواقف الاخيرة للشيخ الطفيلي بشأن المخاطر الكبيرة التي رتبها وسيرتبها ارتهان قيادة حزب الله للنظامين السوري والايراني.
وانزعاج “ياسين” له ما بعده من خبرات في ازاحة الخصوم “ديمقراطيا”! اذ
سبق له ازاحة العشرات من الخارطة الحزبية، جلهم من الكوادر الحزبية الواعدة، كي يبقى ممسكا بالقرار القيادي! وكل ذلك كان يتم برضى القطيادة الامنية لحزب الله، فضلا عن أن “ياسين” موضع ثقة نائب الامين العم لحزب الله الشيخ نعيم قاسم. وتحفل مفكرة الحزب باسماء كثيرة جُردت من مسؤوليات كانت تتولاها كرمى لعين “ياسين”.
بين العيدي وياسين , يقف عضو مجلس شورى حزب الله “الشيخ احمد قمرة”، من “سحمر”، على مسافة واحدة من الاثنين. ويقول عالمون بخفايا الصراع ان الاخير محنك في العمل السياسي، راكم خبرات كثيرة منذ ولادة الحزب، وليس بمستغرب ان ياتي يوم تطيح القيادة بالاثنين – العيدي وياسين – لصالح قمرة. فاللاعب الداهية بدأ يسرب اسماء مقربة منه بديلة عن المتخاصمين. واذا ظبطت معه” يكون قد اطاح بالعيدي وياسين واستعاد قيادة الحزب في البقاع الغربي الى حضن “سحمر” بدل “مشغرة”، على اساس ان قيادة الحزب في سحمر تعتبر انها الاحق من”مشغرة” بالزعامة.