أمام اهتراء الدولة اللبنانية وعجز حكومتها، فالتساؤل مبرّر عن “الجهة” القادرة على تزويد المحكمة الدولية بالأدلة القاطعة على وفاة مصطفى بدر الدين! هل قدّم “الحزب” (الذي “لا يعترف” بالمحكمة الدولية!) الأدلة الكافية لـ”إقفال هذا الملف”؟ أم إيران التي تملك المصلحة الكبرى في “إقفال هذا الملف” و”ملفات إرهابية” أخرى؟ أم ما تبقى من النظام السوري؟ أم روسيا؟ وهل هنالك علاقة “ما” بين مقتل بدر الدين والإتفاق النووي الإيراني-الأميركي، أم أنها مجرّد صدفة إلهية؟
*
أ ف ب عربي ودولي
اعلنت المحكمة الخاصة بلبنان الاثنين انها ستوقف محاكمة المسؤول العسكري في حزب الله مصطفى بدر الدين المتهم بالتورط في اغتيال رفيق الحريري بعد ان تاكدت من انه قتل بالفعل في ايار/مايو في سوريا.
واعلنت محكمة الاستئناف في هذه المحكمة الاثنين في بيان ان قضاتها اعتبروا بالغالبية ان “ادلة كافية احضرت تؤكد مقتل مصطفى بدر الدين”.
وكانت المحكمة قررت في حزيران/يونيو الماضي المضي في محاكمة بدر الدين “بانتظار الحصول على معلومات اوسع من جانب السلطات اللبنانية تتعلق” بوفاته التي اعلن عنها في ايار/مايو الماضي.
وكان حزب الله اعلن ان بدر الدين قتل في انفجار في الثاني عشر من ايار/مايو قرب مطار دمشق في ظروف لا تزال غامضة. الا ان الحزب اتهم مجموعات اسلامية متطرفة بالمسؤولية عن قتله.
ويوصف بدر الدين بانه كان “مدبر” الاعتداء الذي اودى بحياة رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط/فبراير 2005. وكان الحريري قتل في انفجار سيارة مفخخة استهدفت موكبه ما ادى الى مقتله ومقتل 22 شخصا.
ووجهت اصابع الاتهام في البداية الى عدد من الضباط اللبنانيين الموالين لسوريا الا ان المحكمة عادت عام 2011 واصدرت مذكرات توقيف بحق اربعة مشتبه بهم اعضاء في حزب الله الشيعي.
الا ان الحزب نفى علاقته بالاعتداء وتسليم المتهمين واكد عدم اعترافه بالمحكمة.
ويتهم بدر الدين وسليم عياش باعداد وتنفيذ الاعتداء في حين ان حسين عنيسي واسد صبرا نقلا الى تلفزيون الجزيرة شريط فيديو يتبنى مسؤولية الاعتداء باسم منظمة وهمية.
وفي تشرين الاول/اكتوبر 2013 وجهت المحكمة الدولية اتهاما الى عضو خامس في حزب الله يدعى حسن مرعي الذي سيحاكم على غرار الاخرين غيابيا.